الإمام الحسين (عليه السلام) وعظمة الصلاة
الصلاة
إذا كان القرآن الكريم يتحدّث في بداية أكبر سورة: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾، وتحدّث في أصغر السور أيضاً عن الصلاة، فالإمام الحسين عليه السلام هو الذي أقامها: "أشهد أنّك قد أقمت الصلاة".
عدد الزوار: 484- إذا كان القرآن الكريم يتحدّث في بداية أكبر سورة: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾([1])، وتحدّث في أصغر السور أيضاً عن الصلاة، فالإمام الحسين عليه السلام هو الذي أقامها: "أشهد أنّك قد أقمت الصلاة"([2]).
- وإذا جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾([3])، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام أقام صلاة الجماعة على مرأى الأعداء.
- وإذا علّم الله تعالى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كيفيّة إقامة الصلاة في ساحة الحرب: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ...﴾([4])، فالإمام الحسين عليه السلام أقام الصلاة في ساحة الحرب.
- إذا كانت الصلاة في القرآن عبارة عن مصدر طاقة غيبيّة وقد دعا المؤمنين للاستعانة بها: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾([5])، فالإمام الحسين عليه السلام قد استعان بالصلاة في أوج الحرب.
- وإذا أوصى القرآن بإقامة الصلاة أوّل وقتها: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾([6])، فالإمام الحسين عليه السلام أقام صلاة ظهر يوم العاشر أوّل الوقت.
- وإذا كان عيسى مأموراً بالصلاة حتّى آخر نفس من حياته: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ﴾([7])، فالإمام الحسين عليه السلام كان برفقة الصلاة حتّى نهاية حياته.
- وإذا امتدح القرآن الكريم الذين ﴿لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾([8])، فماذا ينبغي القول حول الإمام الحسين عليه السلام الذي لم يجعله شيء، حتّى روحه ونفسه، غافلاً عن الصلاة؟!
- لم يصلِّ الإمام الحسين عليه السلام الصلاة بمفرده، بل صلّى مع ذلك صلاة المصلّين الآخرين، جاء في الحديث: ثلاثة تبعث على قبول الصلاة: حضور القلب، وصلاة النافلة، وتربة سيّد الشهداء.
- الإمام الحسين عليه السلام يطلب من أخته زينب أن تدعو له في صلاتها.
- يجب إقامة الصلاة في المجتمع بشكل علنيّ: ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾، والإمام الحسين أقام الصلاة أمام أنظار الجميع، مع أنّ بإمكانه إقامتها في خيمته.
- أُلقي ثلاثون سهماً على الإمام عند إقامته صلاة الظهر في عاشوراء، وهذا يعني سهماً مقابل كلّ كلمة من الحمد والركوع والسجود.
- في الواقع، ما هي هذه الصلاة التي أجّل الإمام الحسين عليه السلام الحرب بسببها من التاسع إلى العاشر من المحرّم حيث كان يقول: "إنّي أحبّ الصلاة" ولم يقل: أريد أن أصلّي، بل قال: إنّي أحبّ الصلاة؟ الكثير منّا يصلّي، ولكن كم نحبّ الصلاة؟
قال زرارة: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلني الله فداك أسألك في الحجّ منذ أربعين عاماً فتفتيني، فقال عليه السلام : "يا زرارة بيت يُحجّ قبل آدم عليه السلام بألفي عام، تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً؟!"([9]).
لا يمكن خلاصة أسرارها ببضع كلمات.. مع العلم أنّ الكعبة وجميع أسرارها ورموزها التي أشار إليها الإمام عليه السلام، هي قبلة الصلاة فقط، والقبلة إحدى شروط الصلاة!!
كان الإمام الحسين عليه السلام حاضراً ليقطّع جسده إرباً إرباً، وأن لا تفقد الصلاة قيمتها. كان رأس الإمام الحسين عليه السلام يتمتم بآيات القرآن وهو على رأس الرمح، فالرأس كان مفصولاً عن البدن، ولكن القلب لم يكن لينفصل عن القرآن.
من هنا ينبغي دعوة محبّي الإمام الحسين عليه السلام أن لا ينسوا الصلاة، صلاة ظهر يوم العاشر وصلاة الإمام الأخيرة. عليكم إقامتها بإخلاص وعظمة.
* نهضة عاشوراء (2) - جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) سورة البقرة الآية 3.
([2]) زيارة عاشوراء.
([3]) سورة البقرة الآية 43.
([4]) سورة النساء الآية 102.
([5]) سورة البقرة الآية 153.
([6]) سورة الإسراء الآية 78.
([7]) سورة مريم الآية 31.
([8]) سورة النور الآية 37.
([9]) الحرّ العامليّ: وسائل الشيعة, كتاب الحجّ, الباب 1 من أبواب وجوب الحجّ, ح 12.