يتم التحميل...

هل لترك الصلاة عواقب كبيرة؟

الصلاة

روى السيد علي ابن طاووس الحسني بثلاثة أسانيد[5] حديثاً جامعاً أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدّد في جوابه على سؤال مولاتنا الطهر البتول فاطمة عليها السلام عن عاقبة تارك الصلاة، والآثار الناجمة عن ذلك فقال  صلى الله عليه وآله وسلم:

عدد الزوار: 353

ترك الصّلاة من الذّنوب التي جاء الوعيد عليها بالعذاب في القرآن المجيد، كما في سورة المدثر: ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ  * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾[1]، ويقول الله في سورة القيامة: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى *  وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾[2]، روى السيد عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ قال: يقول الله عزّ وجلّ: "بعداً لك من خير الدنيا، وبعداً لك من خير الاخرة"[3]، "وأنت إذا تأمّلت حال بعض من تسمّى بالإسلام من الناس، وهو تارك الصلاة وجدته يضيع بإضاعة الصلاة فريضة الصوم والحج، والزكاة والخمس، وعامة الواجبات الدينية، ولا يفرق بين طاهر ونجس، وحلال وحرام، فيذهب لوجهه لا يلوي على شيء، ثم إذا قست إليه حال من يأتي بأدنى مراتب الصلاة ممّا يسقط به التكليف، وجدته مرتدعاً عن كثير ممّا يقترفه تارك الصلاة غير مكترث به، ثم إذا قست إليه من هو فوقه في الاهتمام بأمر الصلاة وجدته أكثر ارتداعاً منه وعلى هذا القياس[4].
 
خمس عشرة خصلة
روى السيد علي ابن طاووس الحسني بثلاثة أسانيد[5] حديثاً جامعاً أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدّد في جوابه على سؤال مولاتنا الطهر البتول فاطمة عليها السلام عن عاقبة تارك الصلاة، والآثار الناجمة عن ذلك فقال  صلى الله عليه وآله وسلم: "من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة، ستّ منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث يوم القيامة إذا خرج من قبره.
 
فأمّا اللواتي تُصيبه في دار الدنيا: فالأولى يرفع الله البركة من عمره ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّ وجلّ سيماء الصالحين من وجهه، وكلّ عمل يعمله لا يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظّ في دعاء الصالحين.
 
وأمّا اللّواتي تُصيبه عند موته: فأولهنّ أن يموت ذليلاً، والثانية يموت جائعاً، والثالثة يموت عطشاناً، فلو سُقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه، وأمّا اللّواتي تُصيبه في قبره: فأولهنّ يُوكِل الله به ملكاً يُزعجه في قبره، والثانية يُضيّق عليه قبره، والثالثة تكون الظلمة في قبره، وأمّا اللّواتي تُصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره: فأوّلهنّ أن يُوكِل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه، والثانية يُحاسبه حساباً شديداً، والثالثة لا ينظر الله إليه، ولا يُزكّيه وله عذاب اليم"[6].
 
قربان الأتقياء، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة المدثر، الآيات 40 - 46.
[2] سورة القيامة، الآية 31.
[3] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏2 ص 54، باب 31.
[4] المفسر العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، تفسير الميزان، تفسير سورة العنكبوت، الآيات 41 - 55.
[5] وقد حذف السيد ابن طاووس أسانيدها في فلاح السائل لأنّ له منهجاً معيناً في الرواية ذكره في مقدّمة كتابه.
[6] المجلسي، بحار الأنوار، ج 80، ص 21، عن فلاح السائل.

2023-12-20