يتم التحميل...

تعرّف إلى بعض مظاهر الأذية التي قد تكون متورطاً بها

زاد عاشوراء

إنّ إهانة الآخرين تكشف عن مذلّة المهين، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أذلّ النّاس من أهان النّاس"

عدد الزوار: 54

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قدسيّ: "من أهان لي وليّاً فقد أرصد لمحاربتي"[1].
 
إنّ إهانة الآخرين تكشف عن مذلّة المهين، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أذلّ النّاس من أهان النّاس"[2].
 
ترويع الآخرين:
إنّ أيّ عمل يقوم به المرء يثير الرعب في قلوب الآخرين فهو لا يقلّ خطورة وآثاراً عن الأذيّة، بل هو من أبرز مصاديق الأذيّة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "لا يحلُّ لمسلم أن يروِّع مؤمناً"[3].
 
أمير المؤمنين مدرسة في الأمن الاجتماعيّ:
جاء في الكتاب تحت رقم 25 من نهج البلاغة إلى عمّاله الذين يعملون على جباية الضرائب ويجمعون الزكوات: "انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له، ولا تُرَوِّعنَّ مسلماً ولا تجتازنَّ عليه كارهاً، ولا تأخذنَّ منه أكثر من حقّ الله في ماله، فإذا قدمت على الحيّ فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ثمّ امض إليهم بالسكينة والوقار حتّى تقوم بينهم فتسلِّم عليهم، ولا تُخْرِجْ بالتحيّة لهم ثمّ تقول: عباد الله أرسلني إليكم وليّ الله وخليفته لآخذ منكم حقّ الله في أموالكم، فهل لله في أموالكم من حقّ فتؤدُّوه إلى وليّه، فإن قال قائل: لا. فلا تراجعه"[4].
 
أمام هذا كلّه هل يبقى أي مسوغ لكلّ الأعمال التي يقوم بها بعض الأفراد ممّا يكون سبباً إمّا للترويع أو الأذيّة أو الإزعاج من قبيل إطلاق الرصاص بمناسبة أو بغير مناسبة، وهذا بغضّ النظر عن الإسراف والتبذير فإنّه في المرحلة الأولى يثير الخوف ويدخل الروع إلى قلوب الآخرين، لأنّ مطلق النّار لا يراعي المكان والزمان وحالات النّاس لعلَّ بعضهم مريض أو نائم أو أنّه يثير الذعر في قلوب الأطفال والنساء، وتشتدّ فيما لو حصل ذلك ليلاً وأمّا في المرحلة الأخيرة فلعلّها أصابت أحداً فأدّت إلى إعاقته أو قتله فما هو جوابه يوم القيامة؟ علماً أنّه يتوجّب عليه رعايته الإستشفائيّة أو يسلّم الدية لورثته، ولعلّه يقتصّ منه في بعض الصور.
 
من صور الإزعاج:
ومن جملة الأمور المؤذية أو المزعجة للآخرين إطلاق العنان للسيّارات في الطرقات والأزقّة المزدحمة من دون مراعاة السرعة، أو إطلاق أبواقها ليلاً أو نهاراً أو رفع صوت مسجِّلها بحيث يزعج المارّة وغيرهم. ومنها أيضاً التجمّع في الساحات والمقاهي ليلاً حتّى ساعات متأخّرة من الليل من دون مراعاة القاطنين بالقرب منها، فلعلّ منهم من خلد إلى النوم، ومنهم أراد الإستراحة من عناء التعب الماضي، وكذلك إقامة الموالد والحفلات الليليّة الصاخبة.
 
ومنها: إقامة الحفلات في وسط الطرقات العامّة أو على قارعتها بحيث تعيق حركة النّاس وتسبّب في الإزدحام الخانق أو كما يعمد البعض إلى حفر الطرقات العامّة دون وضع علامات ترشد المارّة والسائقين، إلى غير ذلك من الأعمال التي يأتي بها البعض من دون مراعاة لمشاعر الآخرين واحترام حرّيّتهم.
 
نموذج من كربلاء:
ما بين شراف وذي حسم - وهما منزلتان تقعان في طريق الإمام الحسين عليه السلام، من مكّة إلى كربلاء - قد التقى بالحرّ بن يزيد الرياحيّ ومعه ألف فارس من جيش عبيد الله بن زياد، وقد صرّح للإمام في بعض المواطن أنّه إذا لقيناك لا نفارقك حتّى نقدّمك على عبيد الله بن زياد، وبعد رفض الإمام بقوله: "الموت أدنى إليك من ذلك"، وهكذا مضت عدّة أيّام على الفريقين وهما يقطعان الطريق إلى أن نزل الإمام الحسين كربلاء ولمّا اتّخذ الحُرُّ القرارَ بالإلتحاق بجيش الإمام عليه السلام وبعد أن ضرب فرسه ردَّد هذه الكلمات: اللهمّ إليك أنيب فتب عليَّ فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك[5].
  
زاد عاشوراء للمحاضر الحسيني، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] بحار الأنوار، ج77، ص 193.
[2] بحار الأنوار، ج78، ص 192.
[3] بحار الأنوار، ج 75، ص 148.
[4] نهج البلاغة، كتاب 25.
[5] أمالي الصدوق، ص 223.

2023-07-25