يتم التحميل...

هل حثّ الإسلام على الحفاظ على البيئة؟

المجتمع

في الأحاديث الشريفة دعوة صريحة إلى التعاطي الإيجابي مع مكوّنات البيئة بمائها ونباتها وحيوانها وهوائها وغيرها وفي ما يلي إطلالة على ذلك:

عدد الزوار: 50

في الأحاديث الشريفة دعوة صريحة إلى التعاطي الإيجابي مع مكوّنات البيئة بمائها ونباتها وحيوانها وهوائها وغيرها وفي ما يلي إطلالة على ذلك:

1- في مجال الحفاظ على الثروة النباتية:
دعا الإسلام منذ أربعة عشر قرناً إلى استزراع النباتات والأشجار وحمايتها وحث على التشجير والزراعة ولدينا كمّ كبير من الروايات في هذا المجال نذكر منها:

روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال لرجل سأله فقال له: جعلت فداك أسمع قوماً يقولون إن الزراعة مكروهة؟ فقال عليه السلام: "ازرعوا وأغرسوا فلا واللَّه ما عمل الناس عملاً أجلّ ولا أطيب منه"[1].
 
وروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: "كان أبي يقول خير الأعمال الحرث يزرعه فيأكل منه البرّ والفاجر"[2].
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "الزارعون كنوز الأنام يزرعون طيباً أخرجه الله عز وجل وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاماً وأقربهم منزلة ويدعون المباركين"[3].
 
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كانت له به صدقة"[4].
 
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"[5].

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من نصب شجرة وصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شي‏ء يصاب من ثمرها صدقة عند الله"[6].
 
فهذه الأحاديث وغيرها دعوة جادّة نحو التخضير ونشر الخضرة في كل مكان بل يظهر مدى الاهتمام الذي أولاه الإسلام بزرع الأرض واستصلاحها أنه أعلن قانوناً عاماً في قول النبي صلى الله عليه وآله: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له"[7].
 
فلا شك أن هكذا قانون يوجد الحافز الكبير لدى الناس لاستثمار الأرض. بالإضافة إلى ثواب الآخرة الذي اشارت له الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من امرئ يُحيي أرضاً فتشرب منها كبد حرى أو تصيب منها عافية إلا كتب الله تعالى له به أجراً"[8].
 
مكافحة التصحر:
وكما حث الإسلام على الزرع فقد نهى عن الفعل المعاكس أي القلع وقطع الأشجار، فقد ورد عن الإمام أبي عبد اللَّه عليه السلام: "لا تقطعوا الثمار (أي الأشجار المثمرة) فيصبّ الله عليكم العذاب صباً"[9].
 
بل ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: "أخرج يا علي فقل عن اللَّه لا عن الرسول: لعن اللَّه من يقطع السدر"[10].

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من نبت إلا ويحفّه ملك موكّل به حتى يحصده فأيما امرئ وطئ ذلك النبت يلعنه ذلك الملك"[11].

كما وأكدت بعض الروايات على عدم قطع بعض أنواع الأشجار التي كانت موجودة بندرة في بعض الأماكن وما ذلك إلا للحفاظ على الثروة النباتية ولا سيما في المناطق الصحراوية التي تكافح الدول اليوم لجعلها مناطق خضراء وارفة ففي الحديث عن الإمام الصادق ‏عليه السلام: "إنما يكره قطع السدر بالبادية لأنَّه بها قليل"[12].
 
بل كانت الأوامر الصريحة تصدر من النبي لقواده وجيشه تنهاهم عن قطع الأشجار أو تدميرها وضرورة المحافظة عليها "ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها"، ونتيجة إغفال الإنسان لهذه التوجيهات وإفراطه في بناء مدنيته على حساب الموجودات الطبيعية لهذه العناصر الضرورية للحياة ازداد التلوث ونسبة ثاني أوكسيد الكربون الذي يقول العلماء إن تزايده لا يرجع فقط إلى استهلاك مصادر الوقود (الفحم، النفط) وإنما جاءت نتيجة التدهور الذي أصاب الغطاء النباتي المستهلك الرئيسي لثاني أوكسيد الكربون، ما سبب إخلالاً في مكوّنات الهواء.
 
البيئة، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الكافي، ج‏5، ص‏26.
[2] م. ن.
[3] حلية المتقين، ص‏662.
[4] مستدرك الوسائل، ج‏13، ص‏460.
[5] ميزان الحكمة ج‏2، ص‏1410.
[6] كنز العمال، الحديث 9081.
[7] مستدرك الوسائل، ج‏17، ص‏111.
[8] ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1410.
[9] وسائل الشيعة، ج‏19، ص‏39.
[10] ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1410.
[11] ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1410.
[12] ميزان الحكمة، الحديث 9150.

2023-05-31