يتم التحميل...

التحلي بالأخلاق واتباع سنة النبي (صلى الله عليه وآله) في عصر الغيبة

التربية الإيمانية

إنّ إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف هو محيي تعاليم القرآن الكريم النوريّة ومعارف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى عليهم السلام،

عدد الزوار: 255

الاقتداء بسنّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام وسيرتهم:
إنّ إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف هو محيي تعاليم القرآن الكريم النوريّة ومعارف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى عليهم السلام، فسيرة إمام العصر هي السيرة النابعة من الإسلام الأصيل والمعارف السامية للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم التي هي من خزائن الله. وقد كان الأئمة المعصومون عليهم السلام الواحد تلو الآخر يبيّنون هذه الحقيقة النوريّة، ويحافظون على هذه السيرة الكريمة.
 
وعليه، فليس طريق إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف سوى طريق القرآن والعترة، وعلى منتظِر إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف والموالي أن يكون على اطّلاع وإحاطةٍ بالقرآن الكريم وبتعاليمه من جهة، وبسيرة وتعاليم العترة من جهة أُخرى، ليتمكّن من الاقتداء بأئمة الهدى والاستعداد لحضور إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وخدمته.
 
مجاهدة النفس والتحلّي بمكارم الأخلاق:
إنّ المعنى الحقيقيّ للانتظار والولاية يكمن في توفير شروط حضور وظهور صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فمن لم يجاهد نفسه في هذا السير، لا يُعقَل أن تكون ولايته خالصة صادقة.
 
ولا شكّ في أنّ منتظري الوجود المبارك لصاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف ممّن تخرّج في مدرسة الولاية قد تعلّموا بكلّ صدقٍ درس الصلاح والإصلاح، فعليهم، مضافاً إلى قراءة دعاء الفرج بألسنتهم، قصد تعجيل إمامهم، أن يذكروا ذلك بلسان حالهم، مع إعداد العدّة له. وعلى هذا الأساس، فمن كان انتظاره حقيقيّاً وترقّبُه صادقاً، أمكنه أن يسأل الله سبحانه من أعماق فؤاده، بلسان الحال والمقال، تعجيل الفرج السعيد الميمون لإمام زمانه.
 
ولنيل هذه المرتبة، ينبغي على المنتظِر أن يعمل بما لديه من علمٍ ومعرفةٍ، وأن يستفهم ما أُشكل عليه فهمُه، كما يلزم عليه أن يرجو الخير لسائر عباد الله، من دون أن تكون له أيّة ضغينة تجاه غيره، وذلك أنّ القلب المشوب بالحقد لا يليق لأن ينال بذرة معرفة صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف ومحبّته.
 
كما ينبغي على المنتظر الحقيقيّ أن لا يتّكل إلّا على الله، ولا يعقد على غيره الأمل، كما عليه أن يراقب فضاء قلبه، فلا يبيع هذه البضاعة النفيسة بثمن بخس في قبال الشهوة والغفلة، إذ إنّ مَن عرض هذا الثمن وتعرّض له، ما كان إلّا عدو الإنسان، أي: إبليس، لوضوح أنّ هذه المعاملة لا تهدف إلّا إلى الاستئثار بالثمن والمُثمَن، فلا يعود للإنسان سوى الخسران والغبن والضرر.
 
ومن باع أخلاقه ودينه من الشيطان، استحوذ على تمام هويّته الإنسانيّة، ومن كان كذلك، سعى إلى سلوك طريق ومسير مشفوع بالخسران والفساد، فيكون مصداقاً بارزاً لقوله تعالى: ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾[1].
 
ثمّ إن ترك التعلّق بالمظاهر الدنيويّة المذمومة مقدّمة لإيجاد الأرضيّة الملائمة لطهارة الروح وصفاء الضمير بالنسبة إلى المنتظر، وعند ذلك يصير بلطفٍ من الله صاحب شامّة يشمّ بها عطر حضور مولاه[2]. ولا يحصل بهذه الشامّة استشمام الروائح العطرة فحسب، بل تُستكشف الروائح العفنة الناشئة عن الميول الدنيويّة وحبّ الدنيا والنفاق والتفرقة بين المتحابّين، فتنجي صاحبها من الوقوع في هذه المهالك.
 
التربية الولائية، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة الحج، الآية 11.
[2] وإلى هذا المعنى أشار الشاعر بابا طاهر في القسم الأوّل من ديوانه قائلاً:
سحر از بسترم بوي گل آيوأي: لقد هبّ أريج الورد من مرقدي عندما أقبل المحبوب بطلعته -.

2023-10-18