كيف نتعامل مع الحسد الحاصل في نفوسنا؟
إضاءات إسلامية
كيف نتعامل مع الحسد الحاصل في نفوسنا؟
عدد الزوار: 194
يمكن مقاربة علاج الحسد من خلال الأمور الآتية:
١- تعميق الاعتقاد بعدالة الله تعالى في قسمة نعمه بين عباده، وبحكمته تعالى في العطاء والمنع بين خلقه، وأنّ التفاوت بين الناس، منه ما يكون منطلِقاً من الفعل التكويني لله تعالى بحسب مصلحة الكمال الإنساني فرداً ومجتمعاً، ومنه ما يكون من فعل الله من خلال الإرادة الاختياريّة للإنسان التي بها يتكامل الإنسان ليصل إلى مرتبة قد تفوق الملائكة، وعليه، فلا بدّ للإنسان أن يسعى لتحصيل كمالاته دون تقصير، فإن فعل ذلك، فإنّ ما وصل إليه هو بإرادة الله التي لا بدّ أن تنصبّ في مصلحته، فلا ينزعج ممّا يرى من تفاوت بينه وبين غيره.
وما يعزِّز هذا الأمر أن ينظر إلى من لم ينعم الله عليهم بتلك النعم التي أنعمها عليه، فإن كان بصيراً فلينظر إلى الضرير، وإن كان سليم الجسد، فلينظر إلى المعاق، وإن كان حسن الاعتقاد، فلينظر إلى المنحرف عن الدين، وهكذا..
٢- التأمّل في مضارّ الحسد وآثاره السلبيّة التي منها:
أ- شقاء الحاسد، فإنّ الأثر السلبي الأول للحسد يطال الحاسد نفسه، إذ يُشعره الحسدُ بالغمّ، ويبعده عن اللذة والراحة، وهذا ما أشار إليه الإمام علي عليه السلام في العديد من الأحاديث منها:
- "أقلّ الناس لذّة الحسود"[1].
- "لا راحة لحسود"[2].
- "الحسود مغموم"[3].
ب- آثاره التي قد تؤدّي إلى هدم البنيان الاجتماعيّ، والإضرار بالآخرين بما يطال الحاسد في ذلك، والعبرة بما تقدَّم في قصة إبليس وقابيل، وما جرى على البشريّة بسبب تلك الآفة.
ج- عاقبة الحاسد في الآخرة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام)
"والله لو قدَّم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله، ثمّ حسد مؤمناً لكان ذلك الذهب مما يكوى به في النار"[4].
٢- الالتجاء إلى الله تعالى في رفع الحسد.
٣- أن يعمل الحاسد في علاقته مع المحسود خلاف هواه، بأن يظهر له المحبَّة والاحترام، ويذكره في المجالس بمحاسنه.
٤- أن يستحضر ثواب الإنسان الذي جنّب نفسه من الحسد، فقد روي أنّ كليم الله موسى رأى رجلاً عند العرش فغبطه، وقال: "يا ربّ، بمَ نال هذا ما هو فيه من صنعه تحت ظلال عرشك، فقال: إنّه لم يكن يحسد الناس"[5].
لا تقربوا، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الصدوق، محمد، الأمالي، ص٧٣.
[2] المالكي، علي، الفصول المهمة في معرفة الأئمة، تحقيق سامي العزيري، ط١، قم، دار الحديث، ١٤٢٢هـ، ج٢، ص١١٨٩.
[3] الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص١٩.
[4] الطبرسي، حسين، مستدرك الوسائل، ج١٢، ص ١٩.
[5] الديلمي، الحسن، إرشاد القلوب، ط٢، قم، انتشارات الشريف الرضي، ١٤١٥هـ، ج١، ص١٣٠.