يتم التحميل...

كيف نخدم الناس في مجتمعنا؟

إضاءات إسلامية

كيف نخدم الناس في مجتمعنا؟

عدد الزوار: 119


 
إنّ خدمة الناس ليست مجرّد شعار يستحضره الإنسان ليُطلقه عند حماسه ويتغنّى به في عروضه ومناظراته، بل هو برنامج لا بد أن ينتهجه وخطوات لا بدّ أن يسير بها، فما لم تتحوّل الخدمة من مجرّد شعار إلى برنامج وخطوات عملية مدروسة ومنسّقة ومتكاملة لن تتمكّن من تحقيق أهدافها، ولن تكون جدّية وبالمستوى المطلوب الذي يواجه الحرمان والحاجة...
 
والخدمة لا تنحصر بالأمور المادّية فقط، بل لها طرقها المتعدّدة، فبالإضافة إلى بذل المال في سبيل الخدمة الذي تُشير إليه العديد من الروايات.

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ إدخال السرور على المؤمن: إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه"[1].
 
يُمكن الاستفادة من الجاه أيضاً.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله تعالى ليسأل العبد في جاهه كما يسأل في ماله، فيقول يا عبدي رزقتك جاهاً، فهل أعنت به مظلوماً أو أعنت به ملهوفاً"[2].
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة برّ أو تيسير عسر، أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام"[3]. فيمكن استعمال الجاه للتخفيف عن المؤمن أيضاً.
 
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من كان وصلة لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جرّ مغنم، ثبّت الله قدميه يوم تزلّ فيه الأقدام"[4].

ويمكن أن تكون الخدمة من خلال حفظ كرامته وصونه من بذل ماء وجهه.

ففي الرواية عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ في شيعتنا لمن يهب الله تعالى له في الجنان من الدرجات والمنازل والخيرات ما لا تكون الدنيا وخيراتها في جنبها إلا كالرملة في البداية الفضفاضة فما هو إلا أن يرى أخاً له مؤمناً فقيراً فيتواضع له ويُكرمه ويُعينه ويمونه ويصونه عن بذل وجهه له حتى يرى الملائكة الموكلين بتلك المنازل والقصور وقد تضاعفت..."[5].

ويمكن أن تكون الخدمة على شكل كلمة تُشكّل نصيحة يحتاج إليها الناس، وتُساعدهم على حلّ مشاكلهم.

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من مضى مع أخيه في حاجة فناصحه فيها، جعل الله تعالى بينه وبين النار يوم القيامة سبعة خنادق، والخندق ما بين السماء والأرض"[6]..
 
بل نجد الروايات تعتبر عدم النصيحة مع القدرة عليها خيانة!

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من مشى مع أخيه المؤمن في حاجة فلم يُناصحه فقد خان الله ورسوله"[7].

وأقل ما يُمكن للإنسان أن يخدم أخيه بدعوة، فقد تكون الخدمة مجرّد دعاء يدعوه المؤمن بحقّ أخيه المؤمن. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "وما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وكلّ الله به ملكاً يقول: ولك مثل ذلك"[8].
  
هُدىً وبشرى، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الشيخ محمد مهدي الحائري، شجرة طوبى، ج‏2، ص‏439، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، لا.مط، الطبعة الخامسة، محرم الحرام 1385.
[2] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج‏21، ص‏429.
[3] ابن أبي جمهور الأحسائي، عوالي اللئالي، ج‏1، ص‏374، تقديم: السيد شهاب الدين النجفي المرعشي / تحقيق: الحاج آقا مجتبى العراقي، لا.ن، سيد الشهداء - قم، الطبعة الأولى، 1403 - 1983م.
[4] الشيخ هادي النجفي، ألف حديث في المؤمن، ص‏324، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، شوال 1416.
[5] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج‏8، ص‏47.
[6] ابن أبي جمهور الأحسائي، عوالي اللئالي، ج‏1، ص‏375.
[7] الشيخ الكليني، الكافي، ج‏2، ص‏372.
[8] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج‏21، ص‏389.

2022-02-14