قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾([1]).
إشارات:
- روي أنّ الرسول الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم کان يقرأ هذه الآيات عند الصلاة([2]).
- الموت يحيط بالحياة، والحياة تحيط بالنُّسُک، والنُّسُک تحيط بالصلاة.لذلک، فإنّ الصلاة هي النواة المرکزية في منظومة العبادة.
- الإسلام يعني التسليم لأمر الله تعالی وقضائه، وقد حمل جميع الأنبياء هذه الصفة. فالنبي نوح عليه السلام نسب نفسه إلی الإسلام قائلاً: «وأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»([3])، والنبي إبراهيم عليه السلام دعا الله تعالی أن يجعله وذريّته من بعده مسلمين له «واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ»([4])، کما طلب النبي يوسف عليه السلام من الله سبحانه وتعالی أن يتوفّاه مسلماً «تَوَفَّنِي مُسْلِمًا»([5])؛ أمّا النبي الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم فهو أوّل المسلمين «وأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» أي أوّل مسلم في عصره، أو أنّه يأتي في مقدّمة المسلمين وطليعتهم من حيث مرتبة التسليم ودرجته.
التعاليم:
١- فلنعلن بکلّ وضوح وفخر عن نهجنا وهدفنا إزاء التيارات المنحرفة، «قُلْ«.
٢- علی الرغم من کون الصلاة تندرج ضمن العبادات بيد أنّها ذُکرت بشکل مستقلّ وذلک لإبراز أهميّتها الخاصّة، «صَلَاتِي ونُسُكِي«.
٣- الإنسان المخلص هو الذي يؤمن بأنّ المسار التکويني للموت والحياة والمسار التشريعي للصلاة والنُّسُک هو لله ربّ العالمين فقط، «إِنَّ صَلَاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ«.
٤- کما أنّنا نقصد القربة في صلاتنا فلنفعل ذلک في کلّ نَفَس من أنفاسنا وفي حياتنا ومماتنا، «ومَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ«.
٥- الأهمية ليست في الحياة والموت، بل في أن يکونا في سبيل الله، «ومَحْيَايَ ومَمَاتِي«.
٦- ما کان لله فهو ينمو ويتکامل، «للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ«.
٧- الموت والحياة ليس بأيدينا، وإنّما بأيدينا توجيههما، «للهِ«.
٨- الإخلاص في العمل هو حکم إلهي، «وبِذٰلِكَ أُمِرْتُ«.
٩- يجب علی قائد المجتمع أن يکون في الطليعة لتطبيق حکم الله تعالی، «أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ«.
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي
([1]) سورة الأنعام: 162 – 163.
([2]) تفسير القرطبي.
([3]) سورة يونس، الآية ٧٢.
([4]) سورة البقرة، الآية ١٢٨.
([5]) سورة يوسف، الآية ١٠١.