مصاديق المستضعف والمستكبر في كلام الإمام الخميني (قدس سره)
إضاءات إسلامية
مصاديق المستضعف والمستكبر في كلام الإمام الخميني (قدس سره)
عدد الزوار: 84
صراع النبي (صلى الله عليه وآله) مع جبابرة الحجاز:
عندما كان النبي الأكرم في الحجاز كان طواغيت الحجاز ممن عاصرهم النبي في البداية قسمين، فئة منهم في مكة، وهم كبار التجار والمتمكنين، وفئة كانت في الطائف، وهم الأثرياء وأصحاب القدرة فيها، [ومن بين هؤلاء] أبو سفيان وأمثاله. وهؤلاء كانوا على شاكلة الحكام والسلاطين يستحوذون على كل شيء، فكان أن انبرى نبي الإسلام لمقارعتهم، وحينما حل (صلى الله عليه وآله) في المدينة عاش مع الفقراء لا مع الأثرياء لتخدير الأمة، بل مع الفقراء لإيقاظم، فحركهم على الأغنياء الذين كانوا يهضمون أموال الناس ويظلمونهم، كثيرة هي معارك النبي (صلى الله عليه وآله) وجميعها كانت ضد الأثرياء والمتجبرين والظلمة([1]).
ثورة موسى بوجه فرعون:
لقد كان الاهتمام بمصالح المستضعفين بوجه المستكبرين وفي مقدمتهم فرعون، والثورة ضد المستكبرين منهج موسى (سلام الله عليه)، وهو ما يخالف تماماً [مخطط] هذه الحفنة من الصهاينة، فهؤلاء على ارتباط مع المستكبرين وهم جواسيسهم وخدماً لهم، ويعملون ضد المستضعفين([2]).
نهضة الطبقة المحرومة بوجه النظام الملكي:
لقد كان سبيل الأنظمة الملكية والمستكبرين التابعين لذلك النظام غير سبيل الإسلام على الدوام، وكانوا يواصلون حياتهم المشؤومة بمقارعة الإسلام، والمستضعفون هم الذين كانوا يقتفون أثر الأنبياء والعلماء والأولياء، وإن نهضتنا إنما مضت قدماً بالمستضعفين، والمستكبرون إما لاذوا بالفرار أو قبعوا في بيوتهم.
أين كان هؤلاء الذين يحاولون التربع غير المشروع حول هذه المائدة يوم كان المستضعفون يبذلون دماءهم؟ إما أنهم كانوا في الصحارى لا أهمية لهم أو في الخارج.
المستضعفون هم الذين ساروا بثورتنا إلى الأمام وهم الذين بذلوا دماءهم، فالشباب الجامعي وشباب المدارس القديمة وشباب السوق والعشائر المكرمة هم الشريحة التي أرغمت بثورتها النظام المشؤوم على التقهقر، وقطعت أيدي ناهبي النفط السارقين([3]).
المؤمنون في مواجهة القوى المتفرعنة:
لقد مثل المؤمنون في كافة الأزمنة الطبقة التي كانت تقف بوجه المستكبرين الذين [كانوا] يستحوذون على قدرات هائلة، وفي عهد موسى (عليه السلام) كان المؤمنون عبارة عن ثلة معارضة لفرعون والقوى المتفرعنة، وفي الآية يصرح تعالى بأنه قد منَّ على هذه الطبقة بالذات ـ وهم المؤمنون ـ التي يُصطلح عليها بالطبقة الواطئة ـ والمؤمنون على مرّ الأزمنة عبارة عن هذه الطبقة الواطئة ـ في مواجهتهم للمستكبرين الذين يمثلون الطبقات العليا.([4])
نهضة إبراهيم (عليه السلام) بوجه النمرود:
لو تمعنتم بالأديان كافة تجدون أن قادتها ـ وهم الأنبياء ـ قد نهضوا من بين الطبقة المستضعفة وحركوا هذه الطبقة ضد الجبابرة؛ فكان إبراهيم (عليه السلام) قد نهض بمعوله من بين الطبقة المستضعفة لمواجهة النمرود([5])، وحطّم مظاهر أُبهتهم التي كان الصنم يمثل يومذاك أحدها.
وكذلك موسى (عليه السلام) الذي كان راعياً لا يملك سوى عصاه وقد نهض بين الطبقة المستضعفة، فأثار هذه الطبقة ضد فرعون وبلاطه الطاغوتي، لقد حرك أولئك على هؤلاء، ولم يُخدر أولئك ليأكل هؤلاء، بل أيقظ أولئك ليسحقوا هؤلاء.
المحرومون الثوريون والمترفون من أصحاب القصور:
أنتم الذين حققتم الثورة، والمحرومون من النساء والرجال في كافة أرجاء البلاد هم الفئات التي حققت هذه الثورة، وهم أولئك المستضعفون الذين يستضعفهم أصحاب القصور، وقد اثبتوا أن أصحاب القصور ضعفاء واهنون لم ولن يفعلوا شيئاً لهذا الشعب([6]).
تصدي المظلومين في العالم للمخططات الفرعونية:
ثمة طائفتان تُراقِبَانكُمْ: إحداهما المستكبرون والنفعيون والفئات المرتبطة بهم، ولا تتأملوا أن يسالمكم هؤلاء، ولن يسالموكم، وهؤلاء بأجمعهم يجمعهم النهج الفرعوني الذي لا يعرف المسالمة؛ والطائفة الأخرى هم مستضعفو المجتمع الذين يمثلون الغالبية المحرومة، وهؤلاء معكم.
ولا ضير فيما لو تحقق ما تخططون له في الخارج فيلتف حوله المظلومون في العالم([7]).
الاستضعاف والاستكبار، في فكر الإمام الخميني (قدس سره)
([1]) صحيفة النور 2: 165، بتاريخ 15 / 10 / 1979.
([2]) صحيفة النور 6: 164، 14 / 5 / 1979.
([3]) صحيفة النور 6: 189، بتاريخ 16 / 5 / 1979.
([4]) صحيفة النور 8: 177، بتاريخ 25 / 7 / 1979.
([5]) اسم ملك بابل الذي ادعى الإلوهية وألقى النبي إبراهيم (عليه السلام) في النار.
([6]) صحيفة النور 9: 28، بتاريخ 3 / 9 / 1979.
([7]) صحيفة النور16: 10, 20 / 1 / 1981.