قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾([1])
إشارات:
- هذه الآية مع ثمانٍ لاحقة اعتراض بيّن أثناء قصّة معرکة أحد، ولعلّ سبب ذلک هو تأثير القضايا الأخلاقية والاقتصادية علی بنية النظام الدفاعي. والحقّ أقول، أنّ المجتمع الذي يجتمع أهله علی الإخلاص والإيثار والتسابق علی فعال الخير وطاعة قائدهم، لهو مجتمع منتصر في ميادين القتال أيضاً، أمّا المجتمع الذي تملّکت أفراده حبّ اکتناز المال وتأصّلت في نفوسهم خصال البخل والتمرّد والإصرار علی ارتکاب المعاصي، لهو أدعی لأن يُقهر ويُهزم.
- لقد نزلت آيات تحريم الربا علی مراحل وبصورة تدريجية. فبدأت المرحلة الأولی بانتقاد أکل الربا لدی بني إسرائيل: «وأَخْذِهِمُ الرِّبَا وقَدْ نُهُوا عَنْهُ»([2])، ثمّ تلتها المرحلة الثانية التي منعت التعاطي بالربا أضعافاً مضاعفة، وفي المرحلة الثالثة أعلنت الربا علی أنّه بمثابة حرب علی الله.
التعاليم:
١ـ العمل بالأحکام قاعدته الإيمان، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً واتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
٢ـ قبل تحريم الربا، حرّمت مصاديقه الأقبح والأبرز، «أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً».
٣ـ الالتزام بالتقوی في القضايا الاقتصادية أمرٌ ضروري للغاية، «لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا... واتَّقُوا اللهَ».
٤ـ طريق الفلاح ليس بأکل الربا بل بالتزام التقوی، «لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا... واتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
٥ـ لا يفلح المرابي في الدنيا، (لجهة تفاقم الهوّة الطبقية التي تؤدّي إلی الفُرقة وزرع الأحقاد في نفوس المحرومين وانفجارها) ولا يفلح في الآخرة، (لأنّه سيُبتلی بغضب الله وعذابه)، «لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا... لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي
([1]) سورة آل عمران: 130
([2]) سورة النساء، الآية 161.