كيف تتحقق البصيرة؟
من خلال تخطي الذات. هذه الكلمة سهلة؛ لكنها في العمل على قدر كبير من الصعوبة بحيث إن أكثر الناس يسقطون ويتخلفون بعد خطوتين.
نحن أسارى هذه "الأنا" والنفس؛ عندما لا تنظر إلى الخلف، ولا تلتفت إلى كلام هذا وذاك، عندما تقتفي أثر نور الهداية الإلهية، وتكمل الطريق مع كل ما فيه من صعوبات وأخطار، حينها يُفتح باب القلب.
أحد أكبر مواطن ضعف الإنسان أن يصبح أسير قبضة رغباته وأهوائه. ولعله لا ضعف لدى الإنسان أكبر من هذا الضعف وإن كل أنواع الضعف التي يصاب بها هي أقل وأصغر قياساً بالرغبات والأهواء النفسية؛ كما أن إمكانية الإصلاح هنا أكبر مقارنة بأضرار الضعف الإنساني ]الأهواء والرغبات[.
وهنا نرى أناسًا يتخلّون في حياتهم اليومية وعلى طول التاريخ، عن الطريق الصحيح والعقلائي وعن سبيل العدل والإنصاف في مواجهتهم للقضايا، ونعرف وجوها كانت على مر التاريخ معروفة بأعمال السوء والفساد والشهوة والظلم وسائر الملوثات البشرية، ومنشأ جميع هذه الامور الضعف والنقائص البشرية.
وهذا الضعف الكبير هو الذي يوجد الزلات وهو الذي يشرّع باب الانحرافات واسعًا أمام الإنسان؛ ولولا وجود هذا الضعف في الإنسان فإنه لا يستسلم أو يضعف أمام رغباته وأهوائه النفسانية.
مقتطف من كلمات الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقام
2019-07-16