يتم التحميل...

إمامة الإمام الجواد (عليه السلام) في روايات أبيه (عليه السلام)

الهوية والسيرة

إمامة الإمام الجواد (عليه السلام) في روايات أبيه (عليه السلام)

عدد الزوار: 380

شغلت إمامة محمد بن علي (عليه السلام) حيزا كبيرا من عناية الإمام الرضا (عليه السلام)، وذلك بسبب تأخر ولادته ومن ثم اضطلاعه بالإمامة مع صغر سنه، الأمر الذي لم تألفه الشيعة من قبل، ونتيجة لذلك تصدّى الإمام الرضا (عليه السلام) بنفسه لتوضيح ما قد خفي على بعضهم، وذكّرهم بما حصل في تاريخ الأنبياء (عليهم السلام) وما جرى في الأنبياء لا يمتنع جريانه في أوصيائهم. وعند استطلاع الروايات التي تتناول إمامة محمد التقي (عليه السلام) نجد أن والده الرضا (عليه السلام) كان ينوه بمكانته ومنزلته منذ صغره، روي عن يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) فجيء بابنه أبي جعفر (عليه السلام) وهو صغير، فقال: «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه»[1].

وأما عن مسألة صغر السن فقد أجاب عليها إمامنا الرضا (عليه السلام) إجابة استقاها من أُصول قرآنية صافية، عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا (عليه السلام) قد كنا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر فكنت تقول: يهب اللّه لي غلاما، وقد وهبك اللّه وأقرّ عيوننا، فلا أرانا اللّه يومك، فإن كان كون فإلى مَن؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه، فقلت له: جعلت فداك، وهذا ابن ثلاث سنين؟! قال: «وما يضرّه من ذلك، وقد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين؟!»[2].

وفي رواية أخرى عن معمر بن خلاد، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «.. هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني»، وقال: «إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة»[3] .

وهكذا نجد أن الإمام الرضا (عليه السلام) قد غدا شعلة من حركة لا تخمد من أجل التمهيد لإمامة ولده محمّد (عليه السلام) وكان يرد شبهة صغر سن ولده بمنطق قرآني لا يمكن دحضه أو تأويله، ومما يعزز ما سبق نورد هذه الرواية ذات الدلالة: عن الخيزراني عن أبيه، قال: كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخراسان، فقال قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال: «إلى أبي جعفر ابني»، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر، فقال أبو الحسن (عليه السلام): «إن اللّه بعث عيسى بن مريم رسولاً نبيا صاحب رسالة، مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام)»[4].
 
الإمام الرضا (ع) سيرة وتاريخ


[1] بحار الأنوار 50: 25 / 13.
[2] كشف الغمة 3: 144.
[3] كشف الغمة 3: 144.
[4] كشف الغمة 3: 145.

2018-08-06