يتم التحميل...

حول ظروف ولادة الإمام الجواد (عليه السلام)

الهوية والسيرة

كان الشيعة ينتظرون بفارغ الصبر ولادة الإمام الجواد من أبيه الإمام الرضا عليه السلام، وذلك لعلمهم بهذا الأمر، ولكن الإمام الرضا (عليه السلام) كان قد مر على عمره الشريف أكثر من أربعين سنة ولكنه لم يرزق ولداً بعد، وعندما كان يسأل عن ذلك يجيب:

عدد الزوار: 78

كان الشيعة ينتظرون بفارغ الصبر ولادة الإمام الجواد من أبيه الإمام الرضا عليه السلام، وذلك لعلمهم بهذا الأمر، ولكن الإمام الرضا (عليه السلام) كان قد مر على عمره الشريف أكثر من أربعين سنة ولكنه لم يرزق ولداً بعد، وعندما كان يسأل عن ذلك يجيب:
 
"إن اللّه سوف يرزقني ولداً يكون الوارث لي والإمام من بعدي"([1]).
 
وأخيراً ولد الإمام سنة (195ه). وقال الإمام الرضا عليه السلام عند ولادته:
 
"قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار وشبيه عيسى بن مريم، قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة ثم قال عليه السلام: يقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السماء ويغضب اللّه على عدوه وظالمه فلا يلبث إلا يسيراً حتى يعجل اللّه به إلى عذابه"([2]).
 
وولادة الإمام عليه السلام أزالت القلق من قلوب الشيعة حيث كان يحزنهم أن لا يكون للإمام الرضا عليه السلام خليفة.
 
ولكن المسألة الجديرة بالاهتمام هي تولي منصب الخلافة في سن السابعة أو الثامنة من عمره الشريف مما شكل سابقة في الفكر الإمامي، ولكن هذا الأمر ليس بغريب في حياة الأولياء التي فيها الكثير من المعجزات والكرامات التي اخترقت نواميس الطبيعة.
 
إن الزمان الذي عايشه الإمام الجواد عليه السلام تميز بوجود شخصية متميزة على سدة الحكم ذات دهاء وعلم واسع وأسلوب في العمل تميزت بها عن غيرها من الشخصيات التي توالت على الحكم وتصدت لمواجهة الأئمة عليهم السلام هو المأمون الذي شهد له التاريخ بأنه أدهى بني العباس([3]) كما كان معاوية أدهى بني أمية.
 
فإن من سبق المأمون في الحكم كانوا يواجهون الأئمة عليهم السلام وأتباعهم بشكل مباشر وبالحديد والنار وقد رأى بعينه كيف كان أبوه هارون الرشيد يتعامل مع الشيعة بكل قسوة لكنه علم أن هذا الأسلوب من التعامل مع الشيعة وأئمتهم لن يزيدهم إلا قوة وتمسكاً بخطهم بل أنه سيزلزل حكم بني العباس أيضاً كما زلزل من قبلهم حكم بني أمية واقتلعه من جذوره.
 
* محطات من سيرة أهل البيت عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) بحار الأنوار، ج50، ص15.
([2]) (م. ن)، ج50، ص15.
([3]) بحار الأنوار، ج45، ص131.

2025-01-18