يتم التحميل...

من أعمال ليالي القدر العامة

في رحاب الشهر المبارك

من أعمال ليالي القدر العامة

عدد الزوار: 315

لَيلَة القَدر هِيَ لَيلَة لايضاهيها في الفضل سواها مِن الّليالي والعَمَل فيها خَير مِن عمل ألف شَهر وفيها يقدر شؤون السنة وفيها تنزَّل الملائكة والرّوح الأَعْظَمِ بإذن الله فتمضي إلى إمام العصر (عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه فتعرض عَليهِ ما قَدر لكلّ أحد من المقدّرات. وأعمال ليالي القَدر نوعان: فقسم منها عام يؤدّى في كُلِّ لَيلَة من الّليالي الثّلاثة وقسم خاص يؤتي فيما خصَّ بهِ مِن هذه الّليالي. والقسم الأوّل عدّة اعمال:

الأول: الغسل، قالَ العّلامة المجلسي (رض): الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء.

الثاني: الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد [الحَمد] [التَّوحيد] سبع مرَّات ويَقول بَعد الفراغ سبعين مرَّة: [أسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ]. وفي (النّبوي): مَن فعل ذلِكَ لا يقوم مِن مقامِهِ حتّى يَغفر الله لَهُ ولأبويه... الخبر.

الثالث: تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وَما فِيْهِ وَفِيْهِ اسْمُكَ الاكْبَرُ وَأَسْماؤُكَ الحُسْنى وَمايُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ]. وتدعو بما بداً لَكَ من حاجة.

الرّابع: خذ المُصحف فدعه عَلى رأسك وَقُلْ: [اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ]. ثم قل عَشر مرِّات: [بِكَ يا أللهُ]، وعَشر مرّات: [بِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)]، وعَشر مرّات: [بِعَليٍّ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِفاطِمَةَ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِالحَسَنِ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِالحُسَيْنِ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِعَليٍّ بْنِ الحُسَيْنِ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِمُوسَى بْنِ جَعْفرٍ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِعَليٍّ بْنِ مُوسى (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام)]، وعَشر مرّات: [بِالحُجَّةِ (عجل الله تعالى فرجه)]، وتسأل حاجتك.

الخامس: زيارة الحسين (عليه السلام) في الحديث: إنَّه إذا كانَ لَيلَة القَدر نادى مناد مِن السّماء السّابِعَة مِن بطنان العَرشِ أنَّ الله قَد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام). السادس: إحياء هذه الّليالي الثّلاثة ففي الحديث مَنْ أحيا لَيلَة القَدر غفرت لَهُ ذنوبه ولو كانَت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار. السّابع: الصلاة مائةَ ركعة فأنّها ذات فضل كثير والأفضل أن يقرأ في كُلّ ركعة بَعد [الحَمد] [التَّوحيد] عَشر مرّات. الثامِن: تقول: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءً، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَة، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِيا لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي، وَلا لاِحْسانِكَ فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءَ أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعَماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ]. وقَد روى الكفعمي هذا الدُّعاء عَن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، كانَ يدعو بِهِ في هذه الليالي قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً.

وقالَ العّلامة المجلسي (رض): إنَّ أفضَل الاعمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرَة للنفس وللوالدين والاقارَب وللاخوان المؤمنين والاحياء منهم والأموات والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسر. وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث. أقول: قَد أوردنا الدُّعاء فيما مضى وقَد روي أنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قيل لَهُ ماذا أسأل الله تعالى إذا أدركت لَيلَة القَدر؟ قالَ: العافية.


* مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي

2018-06-02