نظام الجمهورية الإسلامية طريق جديد أمام الإنسانية
الحكومة الإسلامية
نظام الجمهورية الإسلامية طريق جديد أمام الإنسانية
عدد الزوار: 173
من كلمة
الإمام الخامنئي في أول لقاء له بأعضاء "مجلس الشورى" الثامن 10/06/2008
نظام الجمهورية الإسلامية طريق جديد أمام الإنسانية
القضية هي أن بلادكم، و ثورتكم، و نظامكم الجمهوري، فتح طريقاً جديداً أمام
الإنسانية. هذه ليست مجاملات.. إنها أعمق الأفكار التي قامت الثورة الإسلامية و
الجمهورية الإسلامية على أساسها.
انظروا إلى الدنيا و الأنظمة الاقتصادية من حولكم.. لم يتشكل العالم المعاصر على
أساس إنقاذ الإنسان. وهذا ليس بالشيء الذي يحتاج لبراهين وأدلة. انظروا إلى قمم
الحضارة المعاصرة الرفيعة أو الديمقراطيات الدارجة و المعروفة و لاحظوا على ماذا
يجري الصراع. على محور أي الأشخاص و الأشياء تدور الأنظمة. كم يعيرون أهمية و
يخلصون نواياهم لأجل الإنسان، و لأجل كرامة الإنسان بما هو إنسان. كم هي مهمة
بالنسبة لديهم حقوق الشعوب، و كم يمكن تقييد الذات في التعدي على حقوق الآخرين
والحؤول دون التطاول على حقوق الآخرين. لاحظوا إلى أي حد تمثل هذه الأقوال محور
حركة الأفراد و نشاطهم و أفكارهم في العالم.. لا أهمية لهذه الأقوال.
ذات مرة قال الإمام الخميني إن البعض ينتظرون أن تمتلأ الدنيا بالظلم والجور حتى
يظهر الإمام المهدي. ثم قال إن الدنيا اليوم مليئة بالظلم والجور. ألا ترون ما الذي
يحدث في العالم؟ ألا ترون ما الذي يجري على الشعوب؟ ألا ترون كيف يتعاملون مع
الإنسانية؟ ألا ترون كيف غابت العدالة و عُزلت؟ ثمة نماذج كثيرة دائمية يومية للظلم
والجور يمكن ملاحظتها في كل مكان من العالم. نظام الجمهورية الإسلامية صرخة عالية
بليغة تستند إلى فكر رصين، ارتفعت بوجه هذا الواقع الهائل الوحشي الأعمى.
تحدينا للنظام العالمي المهيمن ليس بمعنى حربنا ضده
حينما يقول البعض أحياناً - و هو قول صائب - إننا نتحدى النظام المهيمن
على العالم و لدينا مشكلاتنا معه، فهذا شيء واقعي. هذه هي طبيعة الإسلام "فمن يكفر
بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى". هذا هو معنى الإسلام. أي إن
الإيمان بالله لا يكفي لوحده، إنما الكفر بالطاغوت؛ معناه الكفر بهذه الأنظمة
المهيمنة في العالم اليوم.
و ليس معنى هذا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستحمل السلاح و تسير هنا و هناك
لتقاتل أنظمة العالم. كلا؛ هذا كلام ساذج جداً. إنما الكلام حول طرح فكرة جديدة
وطريق جديد أمام الإنسانية.. مثل دعوة الأنبياء.. هكذا هي دعوة الأنبياء.
"الذين يبلغون رسالات الله".
التبليغ هو أساس القضية في دعوة الأنبياء.. أن يبلغوا و يوصلوا الرسالة. لهذا "
الإيصال " طرق مختلفة، و أفضل الطرق هو إيجاد منظومة تنهض على أساس هذه الأفكار و
تستطيع توفير السمات البارزة لتلك الأفكار في نفسها وعرضها أمام الناس في العالم.
وهذا هو ما تعتزم الجمهورية الإسلامية القيام به. أن نوجد نظاماً إسلامياً عادلاً
يبتني على الفكر الإسلامي و نرفعه و نعرضه على العالم. لا ضرورة إطلاقاً لتحريك
الجيوش نحو مكان معين أو التصرف بطريقة عسكرية و بأنحاء مختلفة مع الأنظمة
الموجودة. لا ضرورة لهذا إطلاقاً. يكفي أن نعرض تجربتنا.
و لاحظوا أنه يوم أطلق الإمام الخميني هذا الهتاف البليغ، غاص هذا الهتاف إلى أعماق
قلوب الشعوب المسلمة و غير المسلمة في حالات كثيرة، و كسب أنصاراً بنحو لم يكن بوسع
أي عمل إعلامي من قبلنا - أعمال كتابية أو شفهية - أن يوصل هذه الرسالة للعالم بهذه
القوة و ينقلها إلى القلوب. طبيعة هذا الهتاف، و طبيعة هذا البيان، و عرضه على
الآخرين هي أنه يجتذب إليه القلوب. هذا ما نريده.