لا تضاد بين الإسلام والتقدم: تجربة الجمهورية الإسلامية نموذجا
الحكومة الإسلامية
لا تضاد بين الإسلام والتقدم: تجربة الجمهورية الإسلامية نموذجا
عدد الزوار: 170
من كلمة
الإمام الخامنئي في ذكرى رحيل الإمام الخميني (رض) 03/06/2008
لا تضاد بين الإسلام والتقدم: تجربة الجمهورية الإسلامية نموذجا
النقطة الثالثة، البارزة في وصية الإمام والموزّعة في كلماته التي
ألقاها طوال هذه السنوات العشر من حياته المباركة والمهمة بالنسبة لشعبنا وشبابنا
هي أن الثورة الإسلامية عامل يساعد على تقدم الشعب وإبداعه وتجديده. وهذا على الضد
تماماً مما أشاعه أعداء الإسلام على مدى سنوات طويلة. أظهر أعداء الإسلام أن التدين
يناقض التقدم ولا ينسجم معه. إذا أراد شعب التقدم فعليه التخلي عن الدين والسقوط في
أحضان الغرب والتلون بألوانه من قمة رأسه إلى أخمص قدميه كي يستطيع التقدم. أوحوا
بهذا الشيء للشعب الإيراني كعقيدة وقناعة طوال عشرات الأعوام. يؤكد إمامنا الكبير
منذ بداية الثورة، إلى آخر يوم، وفي وصيته، أن الروح الثورية هي روح التقدم إلى
الأمام والتطور والابتكار والتجديد. وهذا ما تحقق في واقع الشعب الإيراني.
الشعب الإيراني يؤمن بنفسه اليوم، ويخوض في ميادين العلم، والسياسة، ويقف في مقدمة
الشعوب في أي ميدان يخوض فيه. واقع شعبنا الراهن على صعيد الإبداعات العلمية
والقدرات السياسية والعزة الدولية لا يقبل المقارنة بما كان عليه قبل الثورة. لقد
استيقظ هذا الشعب وهو شعب حي بفضل الثورة. كلما تصاعدت وتفاعلت هذه الروح الثورية
لدى شعبنا كلما تصاعدت روح الإبداع والابتكار والخلاقية. وقد كانت الثورة نفسها
إبداعاً كبيراً. لقد رسم الإمام بالثورة الإسلامية وتأسيس الجمهورية الإسلامية
الطريق الوسط بين التخلف والتغريب. تصورت الشعوب أن عليها إما أن تبقى متخلّفة أو
تغدو متغّربة. وأثبت الإمام أن كلّا؛ ثمة طريق وصراط مستقيم لا يكون الإنسان فيه
أسيراً للغرب لكنه يقطع أشواط الرقي والتقدم والسمو. سار الشعب الإيراني في هذا
الطريق. أيها الشباب الأعزاء: تمسكوا بهذا الصراط المستقيم ما استطعتم من أجل تقدم
بلادكم ورفعتها. وستستطيعون بالاعتماد على الله تعالى والإيمان بطاقاتكم الذاتية أن
ترفعوا عن طريقكم كل العقبات.
هذه إحدى أسباب عداء الاستكبار لشعب إيران والمؤامرات العالمية التي تحاك ضده في
قضية الطاقة النووية والقضايا المماثلة. ترون أنه في الوقت الذي يقود الأمريكان
معارضة حصول الشعب الإيراني على الطاقة النووية ويتبعهم بعض الأوربيين ويبذلون
مساعيهم ويهددون ويطلقون كلمات حادة، يعقدون في الوقت نفسه معاهدات طاقة نووية مع
بلدان أخرى متخلّفة كثيراً عن الشعب الإيراني من الناحية العلمية والصناعية! فما
معنى هذا؟ معناه أن الطاقة النووية إذا أدت لمزيد من تبعية أحد الشعوب لهم اعتبروها
أمراً جائزاً مباحاً لذلك الشعب. إنهم يعارضون الطاقة النووية التي يحصل عليها شعب
بإبداعه وابتكاره وجهده الخاص وباستقلال تام من دون الحاجة إليهم. وقد أحرز شبابنا
الأعزاء وشعبنا الكبير ميزة الوصول إلی هذه المرتبة العلمية والصناعية المتقدمة
بالاعتماد علی طاقته الذاتية. لم يجترحوا أية تبعية، إنما كان هذا علی الضد من
التبعية. هذه الطاقة النووية ذاتها تؤدي للتبعية بالنسبة للشعوب التي تحصل عليها
من الدول المستكبرة. أما بالنسبة لشعب إيران الذي يتحفز من الداخل ويبدع ويجدد
وينتج فتؤدي إلی قطع التبعية. الاستكبار العالمي وأعداء الشعب الإيراني يعارضون هذا
الشيء.