المشاركة الشعبية سياج النظام والإنتخابات أبرز تعبيراتها
الحكومة الإسلامية
من كلمة الإمام الخامنئي في أعضاء مجلس خبراء القيادة "الحكومة الإسلامية" 25-02-2010
عدد الزوار: 159
من كلمة
الإمام الخامنئي في أعضاء مجلس خبراء القيادة "الحكومة الإسلامية" 25-02-2010
المشاركة الشعبية سياج النظام والإنتخابات أبرز تعبيراتها
ضرورة الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية
من القضايا الهامة دور الشعب ومشاركته، ومن أبرز مظاهر ذلك الانتخابات.
من هنا كانت الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية أمراً حقيقياً وليس شكلياً أو
صورياً. إننا لا نقصد من الانتخابات تقليد الآخرين، ولأنّ لدى الآخرين انتخابات
باسم الديمقراطية لذلك يجب أن تكون لنا أيضاً انتخابات . كلّا، الانتخابات حالة
حقيقية لإشراك أصوات الناس وآرائهم وإحراز رضاهم . وهو ما نلاحظه في العهد المعروف
الذي كتبه الإمام عليّ عليه السلام لمالك الأشتر حيث أوصاه بترجيح رضا العامّة على
رضا الخاصّة، وبعدم خشية سخط الخاصّة في ظلّ رضا العامّة.
رضا الشعب سياج متين للنظام
يجب أن ننظر ونرى ماذا يقول الناس وماذا يريدون. في مشاركة الجماهير
الخير والبركة. فمن بركاتها أنّ الأعداء حين ينظرون إلى الجماهير وهي تقف سنداً
للنظام سيشعرون أنّ من المتعذّر معارضة هذا النظام، إذ لا يمكن معارضة شعب بأكمله.
يمكن الضغط على نظام حكم معيّن بشتّى أنواع التضييقات والضغوط الاقتصادية
والإعلامية والحرب النفسية أو إسقاطه حتّى. ولكن حين تكون لهذا النظام جذور شعبية
ويكون هو والمسؤولون فيه على صلة وثيقة بالجماهير ستغدو مهمة العدوّ صعبة، وهي الآن
كما تلاحظون صعبة.
لقد اتّسع العداء وتعمّق وازداد تعقيداً منذ بداية الثورة. لكنّ آمال العدوّ في دحر
الثورة وهزيمتها انحسرت في الوقت ذاته. بمعنى أنّ الأمل الذي راود أعداء نظام
الجمهورية الإسلامية قبل عشرين سنة أو ثلاثين سنة بأن يستطيعوا إسقاطه ومحوه
وإزالته أو تضعيفه على الأقلّ حتّى لا يستطيع مواصلة تحرّكه ؛ أقول إنّ هذا الأمل
لم يعد اليوم موجوداً. يفهم الإنسان هذا من كلامهم ومن مبادراتهم ومن أعمالهم. إذن،
ظاهرة حضور الجماهير ومشاركتهم في الساحة مسألة هامة، والانتخابات من أبرز مؤشّرات
المشاركة الشعبية.
خصائص ومعايير الإنتخابات في النظام الإسلامي
أ ــ إحترام أصوات الناس وآرائهم
إذا كانت الانتخابات بهذا الشكل وبالنحو المقرّر والمعتبر في النظام
الإسلاميّ، ستكون لها هذه الخصائص: أوّلاً هناك في الانتخابات احترام لأصوات الناس
وتشخيصهم ورضاهم. أقولها لكم: "ما لا يوجد اليوم في العالم الديمقراطيّ الذي يقيم
الانتخابات ويرفع راية الانتخابات هو "رضا العامّة". القضيّة هناك صورية وهي كذلك
في أغلب الأحيان. هكذا هي في أمريكا وفي البلدان الديمقراطية المعروفة في العالم.
ثمة وراء هؤلاء الأشخاص الذين يتقدّمون إلى ساحة الانتخابات ويخوضون التنافس
الانتخابيّ، جماعات من جبهات خاصة، أي الرأسماليون والشركات وأصحاب النفوذ الماليّ،
والعصابات المالية الكبرى.. هؤلاء هم الذين يمرّرون الأمور والأعمال بإعلامهم
المضلّل وبأساليب مختلفة ويجرّون أصوات الشعب ذات اليمين وذات الشمال. والواقع أنّ
المسألة صراع بين الشركات، وليست صراعاً بين أصوات الشعب. إنه شيء خيالّي غير
حقيقيّ. الواقع أنّ الحكومة الديمقراطية هناك هي حكومة الأقلّية وحكومة الخواصّ،
وصفة الخواصّ هذه إنما تتحقّق لهم بسبب إمكاناتهم المالية الواسعة.. هؤلاء هم الذين
يرسمون السياسات.
والحال ليس كذلك في الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية. الشعب هو الذي يتّخذ
القرار هنا، وهو الذي يشخّص الأمور. وقد يكون هذا التشخيص صحيحاً في موطن من
المواطن وخاطئاً في موطن آخر . ليس هذا هو مدار النقاش . بيد أنّ القرار بيد الشعب.
ليس هنالك عصابات قوّة وثروة وما إلى ذلك وراء أصوات الشعب. في هذه الانتخابات ثمة
حقاً احترام لأصوات الشعب، ولرأيه وتشخيصه. وينبغي التسليم لهذا التشخيص.. هذه
مسألة.
ب ــ التنافس الشريف والتحول ضمن أطار النظام
المسألة الأخرى في الانتخابات وأهميّة الانتخابات هي التنافس والسباق
السليم الموجود، والحيويّة والفرحة العارمة الشعبّية المتوفّرة فيها. الانتخابات
شيء من شأنه أن يُشعر الناس بالمسؤولية وبأنّ عليهم النـزول إلى الساحة لتشخيص من
يؤيدون. إنّ حيويّة الجماهير دم جديد يُحقن في شرايين النظام ويمنحه روحاً جديدة.
ثمة تحوّل في الإدارة. من أهمّ حسنات هذه الانتخابات حؤولها دون الركود والخمول.
أفضل أشكال استمرار النظام الاجتماعيّ هو أن يتحوّل ويتغيّر رغم ثباته. الركود سيّئ
لكنّ الثبات حسن. الثبات يعني الاستقرار وأن يبقى هذا الإطار وهذه الهندسة محفوظين
مستقرَّين متجذّرين، ويوجد في الوقت ذاته تحوّلات وسباق وتنافس داخل هذا الإطار.
هذا هو أفضل الأشكال التي تستطيع بها سفينة النظام السير وسط البحار الصاخبة دون
أضرار وأخطار. ?وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ? هذا بخصوص سفينة
نوح.. سفينة تجري وسط الأمواج العاتية لكنّ هذه الأمواج لا تستطيع زعزعة استقرار
هذه السفينة ومتانتها. لا بُدّ من توفّر هذا الاستقرار. طبعاً يوجد في داخل هذا
الاستقرار وفي داخل هذا الإطار تحوّل وتغيّر.
إذن، يتعيّن أن تكون كافّة التحوّلات داخل الإطار. إذا دخل شخص ساحة التنافس
الانتخابّي وأراد تحطيم الإطار يكون قد خرج عن قواعد النظام وقواعد العملية
الانتخابية، وهذا خطأ وغير صحيح. ينبغي أن يكون كلّ شيء داخل إطار النظام. هذا
الإطار لا يقبل التغيير.