المنافسة السليمة في أطار إنتخابات نزيهة مورد فخر واعتزازٌ
الحكومة الإسلامية
من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه القائمين على الانتخابات الحكومة الإسلامية 20-01-2016
عدد الزوار: 145
من كلمة
الإمام الخامنئي في لقائه القائمين على الانتخابات الحكومة الإسلامية
20-01-2016
المنافسة السليمة في أطار إنتخابات نزيهة مورد فخر واعتزازٌ للجمهورية الإسلامية
العناوين الرئيسية
المنافسة السليمة والإنتخابات النزيهة فخرٌ لإيران
شروط المنافسة النزيهة:
ــ إنتخاب الحريص على مصالح الناس والبلاد
ــ عدم الوعد بأمور لا يمكن الوفاء بها
ـــ إلتزام الجميع بالقانون والخضوع له
المنافسة السليمة والإنتخابات النزيهة فخرٌ لإيران
لنلتفت في قضية الانتخابات إلى أنها تمثل منافسة ومسابقة وطنية بين
أبناء الشعب؛ إذا جرت هذه المسابقة بصورة جيدة وسليمة وقوية، سيعود الفخر
للاتحاد أيّاً كان الفريق الفائز بين الفرق المختلفة؛ هذا هو واقع الأمر. حين تقدم
الفرق الرياضية ألعاباً وعروضاً جيدة، أياً كان الفائز منها، سواء الفريق ألف، أو
الفريق ب، أو الفريق ت، سيتباهى الاتحاد (الرياضي) ويفتخر بما قدّموه من مستويات
عالية وسليمة في هذه اللعبة. وكذلك الحال في الانتخابات، فلو نزل الشعب الإيراني
إلى الساحة بشكل مطلوب وبقوة وحزم وعزم، وملأ صناديق الاقتراع بأصواته وعزائمه،
ستتباهى إيران، وستشعر الجمهورية الإسلامية بالفخر والاعتزاز، أياً كان الفائز،
وأيًّا كان الخاسر. إذ لا يوجد فوز وخسارة للشعب في حقيقة الأمر، وهو فائز على كل
حال. هذه هي النقطة الرئيسة في موضوع الانتخابات.
شروط المنافسة النزيهة
أ ــ مشاركة الجميع في الإدلاء بآرائهم
حسناً، ما هي المنافسة السليمة والمسابقة النزيهة؟ المنافسة السليمة هي
أن يلعب الجميع بشكل جيد، ويتحركوا بشكل صحيح. والشرط الأول في ذلك كما ذكرنا،
مشاركة الجميع وحضورهم، فليشارك الجميع. وفي خطابي السابق أيضاً قلتُ للجميع إنّ
أولئك الذين قد تكون عندهم مشكلة مع نظام الجمهورية الإسلامية، ليس لديهم مشكلة
[مؤاخذة] بالطبع تجاه أمن البلاد واقتدارها، لقد صان اليوم هذا النظام أمن البلد،
وسارع في تقدمه، ومنح العزة لهذا الشعب، وهذه بالطبع أمورٌ لا يمكن إنكارها، وهي
محبوبة لديهم، فلينزلوا إلى هذه الساحة تحقيقاً لعزة إيران والإيرانيين، واستمراراً
للأمن القومي، وضماناً لمسيرة التقدم التي انطلقت منذ بداية الثورة واستمرت حتى
يومنا هذا من دون توقف والحمد لله . من أجل هذا يجب عليهم الحضور في هذا الميدان.
وعلى الجميع النزول إلى هذه الساحة. علماً بأن الذي يخوض الميدان من منطلق نيل رضى
الله وأداء التكليف، فإنه بالإضافة إلى هذه الخيرات، يكسب مغنما آخر في غاية
العظمة، ألا وهو رضى الله. هذا هو الشرط الأول: على الجميع أن ينزلوا إلى هذه
الساحة بحيوية ونشاط، وأقول لكم إنّهم سيحضرون في هذه الساحة. فإنّ هذا الشعب الذي
طالما شاهدناه وخبرناه، وما أظهره من وعي وبصيرة، سينزل شعبنا العزيز إلى هذا
الميدان بفضل الله وإذنه وتوفيقه ومشيئته.
البعض قد أعدّ كميناً لإضعاف نظام الجمهورية الإسلامية وابتزازه من خلال إعراض
الناس عن المشاركة في الانتخابات، أو مقاطعة الانتخابات، أو التقليل من شأن
الانتخابات . وهذا ما سوف أشير إليه. لقد أثبت الشعب كفاءته وجدارته أمام هؤلاء
المترصدين الأشرار، وسوف يثبتها اليوم أيضاً. هذا هو حديثي الأول والأهم في كل
مراحل الانتخابات وفي هذه المرحلة أيضاً: المشاركة الحيوية لكل أبناء الشعب.
ب ــ إنتخاب الحريص على مصالح الناس والبلاد
القضية الثانية الكفيلة بنزاهة الانتخابات وضمان سلامة هذه المنافسة، هي
أن يخوض الناس هذا المعترك عن فكر وبصيرة، وأن ينتخبوا من هو مؤهل وصالح، وأن
يختاروا ذلك الذي إذا تولى منصباً - أياً كان هذا المنصب؛ سواء منصباً في مجلس
الخبراء أو نائباً في مجلس الشورى الإسلامي، أو منصب رئاسة الجمهورية - أن يجعل
نفسه درعاً واقيةً لمواجهة مشاكل البلاد، ويكون متفانياً في إسداء الخدمات والنظر
إلى مصالح الناس ومنافعهم العامة، وأن لا يبيع البلد للعدو، وأن لا يسحق مصالح
البلاد مجاراةً لهذا وذاك؛ هذا من يجب انتخابه، وهذا هو الانتخاب الجيد.
· لا مكان داخل المجلس لمن لا يعترف بالنظام
أجل، لقد قلتُ فيما مضى وأقولها ثانية؛ أن يشارك في هذه الانتخابات حتى
أولئك الذين لا يؤيدون النظام، ولكن لا يعني هذا أن يتم إدخال من لا يعترف بالنظام
إلى المجلس! وهذا ما لا وجود له في أي مكان في العالم؛ أن يقول من لا يؤيد النظام
حين مطالبته بالمشاركة: إذاً، اسمحوا لي أن أصوّت لمن لا يؤيّد النظام أيضاً، فهذا
لا معنى له. في كل بلاد العالم لا يسمح لمن يرفض أساس النظام أن يتبوّأ موقعاً في
مراكز اتخاذ القرار. وحتى إنهم في بعض الأماكن يُبعدون الأشخاص لأدنى تهمة. ففي
أمريكا التي تعرّف نفسها اليوم بأنها رمز للحرية - وبعض السُذَّج أيضاً يعتقدون
بهذا ويروّجون له- وفي تلك الفترة التي كان التيار اليساري مطروحاً [قوياً] في
العالم - واليوم لا يتم طرحه بالطبع - كانوا يرفضون رفضاً باتّاً كل من يجدون في
كلامه أدنى ميول ضعيفة للأفكار الاقتصادية الاشتراكية مثلاً. فإنه حتى لو لم يكن
شيوعياً، ولا يؤمن بالشيوعية، ولا بالاشتراكية، ولكنه ما إن يبدي ميلاً بسيطاً لهذه
النزعة في القضايا الاقتصادية، يرفضونه ويستبعدونه، وذلك في البلد الذي يتشدقون فيه
بالحرية والديمقراطية وما إلى ذلك، ويعترضون علينا متسائلين: لماذا يوجد لديكم مجلس
صيانة الدستور يا عديمي الحياء؟!
بناءً على هذا، فإن التزامنا بأن يدخل إلى المجلس من يؤيد النظام، ويسعى لتحقيق
مصالح البلد وقيمه الرئيسة، ويعمل على تعزيزها ومتابعتها، يمثل حقاً من الحقوق
العامة. وهذا ما يترك أثره في الانتخابات وفي نزاهتها أيضاً.
ج ـــ إلتزام الجميع بالقانون والخضوع له
وثمة نقاط أخرى أيضاً: فعلى الجميع الخضوع للقانون. ولقد سُررتُ كثيراً
حينما رأيت السادة المحترمين - سماحة الشيخ جنتي (حفظه الله) وحضرة السيد رحماني
فضلي - يشددون على النزعة القانونية، وهذه هي وصيّتنا المستمرة. وإنّي دوماً أؤكّد
على القائمين المعنيين بقضية الانتخابات وأقول لهم أن يضعوا أقدامهم على موضع راسخ،
ألا وهو الموضع القانوني، وأن يلتزموا بـأساس القانون.
د ــ الإمتناع عن توجيه الإهانة للمؤسسات القانونية
كما ولا ينبغي توجيه الإهانة للمؤسسات القانونية؛ وهذا ما يجب عليكم
الالتفات إليه. فالمؤسسة القانونية تتولى بعض المهام والوظائف، ولا يجوز أن
نهينها أو نفتري عليها؛ فهي جهة قانونية، وهذا لا يعني أنها لا تُخطئ، فكل جهة
قانونية حالها كحال كل الناس، وكحالي أنا الحقير المليء بالخطأ والتقصير، قد تقع في
الخطأ والاشتباه، ولكن لا يعتبر هذا مسوّغاً لأن نهينها ونستصغرها أمام الرأي العام
في إعلامنا وفي أقوالنا؛ كلا، فلو فُتح هذا الباب لسادت الفوضى والهرج والمرج.
حسناً، حضرتك لديك هذا الرأي والمزاج، تقلل من احترام الجهة القانونية الفلانية،
وآخرُ لديه ذوق ورأي آخر، ويهين الجهة القانونية التي تنتمي إليها؛ فهل هذا أمرٌ
صحيح وجيد؟ لا ينبغي فتح هذا الباب.
هـ ــ عدم تثبيط عزائم الناس إزاء الإنتخابات
ولا يجوز كذلك بث الاضطراب والتشويش في أفكار الرأي العام، والقول بأنه
لا ندري ماذا سيحدث، وإلى ماذا ستؤول الأمور؟ فهذا عملٌ غلط وسيئ جداً، ولقد نبّهتُ
إلى ذلك فيما مضى. فدعوا الناس يشاركون في الانتخابات بكل شوق ولهفة وحيوية ونشاط
كما هو الحق والواقع. وإن إرباك الرأي العام عملٌ خاطئٌ جداً، ولا يجوز تثبيط عزائم
الناس وضخّ روح التشاؤم تجاه الانتخابات.
و ــ عدم إغتياب المرشح المنافس أو الإفتراء عليه
على المرشّحين للانتخابات أن لا يهين بعضهم بعضاً. حسناً؛ حضرتك قد
ترشّحت للانتخابات، وتعتقد أنك إنسان صالح ومميز؛ جيد جداً، تحدّث عن نفسك ما شئت،
ولكن لا توجّه الإساءة والإهانة إلى من ينافسك في هذا المضمار، ولا تتّهمه، ولا
تغتابه أيضاً. فالتهمة والافتراء هي أن تنسب إليه نسبةً لا واقع لها، وأما الغيبة
فهي أن تنسب إليه ما هو واقع، فلا يجوز لك حتى الاغتياب. ومن هنا، فإنّ هذا واجب
ومعيار لنزاهة الانتخابات. فعلى المرشّحين أن يبيّنوا للناس ما في وسعهم وطاقتهم
وكفاءتهم، والناس بدورهم ينظرون، فإن رغبوا يصوّتون لهم، وإن لم يرغبوا لا يصوّتون.
وبهذا تكون الانتخابات نزيهة سليمة.
ز ــــ التعامل مع الناس بصدق وعدم الوعد بأمور لا يمكن
الوفاء بها
وعلى المرشحين أن لا يَعِدوا وعوداً غير عملية؛ فإنّ بعض المرشحين يعدون
الناس بأمور، يعلمون بأنفسهم أنها خارجة عن أيديهم. فإذا كنت لا تستطيع الوفاء بهذا
الوعد، فلماذا تعد الناس إذاً؟ ولـِمَ تبعث الأمل في نفوس الناس على أمرٍ تعلم بأنه
لا يمكن تطبيقه؟ بل ويعدون أحياناً وعوداً غير قانونية! قائلين بأننا سننجز هذا
العمل، والحال أنهم على علمٍ بأن العمل هذا مخالف للقانون؛ سواء كان مخالفاً
للدستور أو مخالفاً للقوانين العادية. فلا يعدوا بمثل هذه الوعود، ولا يطلقوا
شعارات غير قانونية، وليتعاملوا مع الناس بصدق، فإنّ أبناء شعبنا بأسرهم يتلمّسون
الصدق ويُدركونه. وحينما نكون غير صادقين في التعامل معهم، قد يزلّ البعض برهة من
الزمن، ولكن سوف تنكشف الحقيقة بعد ذلك. فلا بد أن نعامل الناس معاملة صادقة، وأن
نتحدث إليهم بصدق. وهذه من الآداب المؤكدة للانتخابات السليمة.
· لا تتهموا الشباب الثوري بالتطرّف
هناك عادة ظهرت لدى البعض، وهي أن يكرروا باستمرار على ألسنتهم قول:
«متطرفون.. متطرفون..». أجل، فالتشدد والتساهل - الإفراط والتفريط - كلاهما
مذمومان، وهذا واضح. ولكن ما هو التشدّد والحدّة، وما هو التساهل والتراخي، وما هو
الخط الوسط؟ هذه أمور غير واضحة وجليّة بالكامل، ولا هي من المسائل البيّنة، وهي
بحاجة إلى تبيين. ولأن أخبار كثيرة جداً تصلنا، وحينما ينظر الإنسان إلى الصحف
والمطبوعات المختلفة، يفهم أن البعض يقصد بالتطرّف التيّار الحزب اللهي المؤمن؛
كلا.. لا تتّهموا التيار المؤمن، والتيار الثوري، والشباب الحزب اللهي بالتطرّف
والتشدد، فإن هؤلاء هم الذين يملأون الساحات بكل كيانهم وبالغ إخلاصهم، وإذا ما
تطلّب الأمر الدفاع عن الحدود والدفاع عن الهوية الوطنية، واقتضت الضرورة بذل
الأنفس والـمُهَج، فإن هؤلاء هم الذين ينزلون إلى الميدان. لمجرّد حدوث قضية في
مكان ما لا تحظى بالقبول والتأييد، يوجّهون على الفور أصابع الاتهام إلى الحزب
اللهيين، كقضية السفارة السعودية التي كانت عملاً سيئًا جداً، وعملاً خاطئاً وغلطاً
أيّاً كان الفاعل. بهذه الذريعة نقوم تجاه الجماعة المؤمنة والشباب الثوري الذين هم
ثوريون من جهة - إذ تربطني بهؤلاء الشباب إلى حدّ كبير علاقة حميمة عن بُعدٍ وقُرب
- ومن جهة أخرى، ففي الكثير من الأحيان نجد عقولهم وإدراكهم وتفكيرهم أعلى بكثير من
بعض الكبار، فإنهم يُدركون جيداً، ويحلّلون جيداً، ويشخّصون القضايا جيّداً،
ويجعلون من صدورهم دروعاً للثورة وللإسلام، نقوم بالنيل منهم بسبب حدوث القضية
الفلانية في المكان الفلاني، ولقد كانت بالطبع حادثة سيئة! ليس فقط السفارة
السعودية فحسب؛ إن الهجوم على السفارة البريطانية الذي حدث قبل عدة سنوات أيضاً
أثار استيائي، ومثل هذه الأعمال مرفوضة من الأساس، وهي أعمالٌ في غاية السوء،
وتنتهي بالضرر على البلاد وعلى الإسلام وعلى الجميع، ولكن لا يجعلوا منها مستمسكاً
للتهجّم على شبابنا الثوري؛ هذه أيضاً قضية.
ليحافظ الجميع على سلامة الإنتخابات
لهذا فإن الانتخابات - كما أشار إلى ذلك الشيخ جنتي بشكل صحيح - تعد
نعمة عظمى وفرصة كبرى، وهي تستوجب الشكر، وشكرها هو أن نسعى جميعاً أينما كنّا لأن
نقيمها بصورة جيدة نزيهة، وأن نحول دون المساس بهذا الإنجاز الكبير، وهذه الحركة
الكبرى، وهذه المأثرة العظيمة وتشويهها من خلال أفعالنا وأقوالنا، ومن خلال بعض
الكلمات غير المدروسة التي يسمعها المرء من هنا وهناك. ولنأخذ حِذرنا في ذلك، فإنها
حادثة كبيرة جداً.
وأنتم أيّها القائمون على هذه المهمة الكبرى؛ اعلموا أنّ هناك تعباً ومشقة وأن
المشاكل كثيرة، والتوقعات كبيرة، وأحياناً تنهال عليكم سهام التُهم أينما كنتم
ـــــ سواء في اللجان التنيذية، أو في اللجان الإشرافية، أو في وزارة الداخلية، أو
في مجلس صيانة الدستور - ولكن اعلموا أن أجركم عند الله كبير جداً، لأن المهمة مهمة
كبيرة، ولأنكم تمارسون عملاً عظيماً. ولتكن إن شاء الله نيّتكم إلهية، وعملاً
بالتكليف الإسلامي الثوري، ليكون أجركم عند الله تعالى كبيراً، فلا تستوحشوا من شدة
هذا العمل، ومن صعوبة هذا الطريق، وتابعوا هذه المهمة على أتم وجه. هذا ما يخصّ
الانتخابات.