يتم التحميل...

كلمة سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) تعليقاً على زيارة الأربعين

ربيع الأول

هذه المسيرة العظيمة التي جرت في أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) هي في الحقيقة ظاهرة تاريخية كبرى. عادةً وفي هكذا ظواهر يشهدها الإنسان، والتي لا يروّج لها الإعلام والإعلانات، ثم تبرز فجأةً كظاهرة، فإنّ يد الله مشهودة فيها أكثر من كل الحالات الأخرى.

عدد الزوار: 42

كلمة سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) تعليقاً على زيارة الأربعين


إنّها يد القدرة..:
هذه المسيرة العظيمة التي جرت في أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) هي في الحقيقة ظاهرة تاريخية كبرى. عادةً وفي هكذا ظواهر يشهدها الإنسان، والتي لا يروّج لها الإعلام والإعلانات، ثم تبرز فجأةً كظاهرة، فإنّ يد الله مشهودة فيها أكثر من كل الحالات الأخرى.

هذه ظواهر لا تُعبّأ لها الحملات الإعلامية ولا تُبذلُ الجهود للتحضير لها. انظروا وتأمّلوا كيف أنه في العالم ولأجل جمع عشرة آلاف شخص أو خمسين ألف شخص في مكان ما، كم يقومون بحشد وحملات إعلامية وإعلانية ويبذلون الجهود ثم لا ينجحون في هذا!

طريق عشقٍ.. ممزوج بالبصيرة!:
أما هنا، وعلى الرغم من وجود عقبات وموانع متعددة، يحضر من إيران فقط مليونا إنسان للمشاركة في مسيرة مشي لثمانين كلم –للمشي وليس للنزهة والتمدّد في الفنادق- ينهضون ويتوجهون إلى كربلاء؛ وأضعاف مضاعفة من العراق نفسه والبلاد الأخرى؛ إنها حادثة إلهية، هذه ظاهرة إلهية؛ هذه علامة تدلّ على أنّ هذا الطريق هو طريق عشق. غاية الأمر أنّه ليس عشقًا طائشًا، بل عشق ممتزج بالبصيرة؛ تمامًا كعشق الأولياء لله: "اللهم ارزقني حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ كل عمل يوصلني إلى قربك"؛ هذا الحب وهذا العشق هو عشق متلازم مع البصيرة، حيث يعرف الإنسان، يُدرك ويفهم وتشدّه هذه الجاذبيّة، يجذبه هذا المغناطيس. حسنًا؛ بناءً عليه؛ فإنّ هذا العمل هو عمل كبير؛ وهذه الظاهرة هي ظاهرة عظيمة.

أتوجّه أوّلًا إلى الذين توفّقوا وذهبوا للمشاركة (في مسيرة الأربعين) لأرحّب بهم وأدعو لهم بالقبول الإلهي وأغبطهم - حيث وفّقوا للزيارة وكنّا نحن محرومين منها - وأتقدّم بالشكر إلى الشعب العراقي الذي قام بالضيافة والاستقبال وأظهر المحبّة، واستطاع أن ينظّم ويدير هذه الحشود العظيمة طوال هذه الأيام. إنّ هذه الحادثة هي حادثة استثنائية وبالغة الأهمية.

دوام النعمة بالشكر:
حسنًا، الآن ما هي النتيجة؟ أريد أن أقول إنّكم ترون يد القدرة الإلهية بوضوح خلف حوادث كهذه وتلمسون بركاتها؛ ينبغي تأدية الشكر. فإن شَكَرْنا الله تبقى هذه الظاهرة وإن لم نشكر فإنها تُسلب منّا.

اشكروا نعمة القيام بهذه المسيرة. من جملة أبعاد الشكر أن تحافظوا في أنفسكم على تلك الروحيات وتلك الحالات المعنوية –التي شاهدتموها وشعرتم بها في الأيام التي كنتم تمشون خلالها هناك-؛ تلك الأخوّة، ذلك الحنان، ذلك التوجّه نحو الولاية، ذلك الاستعداد للتعب الجسدي وتفضيل المشقّة والعرق والمشي على الراحة والكسل. يجب التحلّي بهذه الحالات في كل أمور الحياة؛ هكذا يكون الشكر, من جملة فروع الشكر؛ أن نسهّل هذا العمل لكل الذين يعشقون هذه المسيرة.

وإن شاء الله فإنها ستكون نعمة مستمرّة دائمة ومصدر عزّة وفخر ورفعة. هناك في العالم من يسعى جاهدًا كي لا يرى الناس هذا النور الساطع ولكنّه لن ينجح، سوف يشعّ هذا النور ويراه العالم؛ إنّهم يحاولون إطفاءه أو تحريفه، لكنهم لن يحققوا أيًّا من أهدافهم؛ عندما تتابعون الحركة فلا بد أن تُظهر الحقيقة نفسها بنفسها وتبرز للجميع.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2016-12-22