يتم التحميل...

كربلاء انتصار الدم والجهاد

محرَّم

من كلام للإمام السيّد عليّ الخامنئيّ (دام ظلّه

عدد الزوار: 45

كربلاء انتصار الدم والجهاد


من كلام للإمام السيّد عليّ الخامنئيّ (دام ظلّه):

انتصار الدم على الخبث:
"في حادثة كربلاء تعرّض الإمام الحسين (عليه السلام) لمظلوميّتين:
الأولى: مظلوميّة تلك الواقعة وأنّهم قد آذوا شخص الحسين (عليه السلام) ثمّ قتلوه ومضى شهيداً.
الثانية: عمليّة التشويش المنافقة والضجّة الخبيثة؛ التي عمَّت أرجاء الدنيا؛ ففي الكوفة أثاروا الأوضاع وخرّبوها؛ وكذلك في الشام و.. وقدموا الإمام الحسين (عليه السلام) للعالم الإسلاميّ على أنّه خارجيّ قد خرج على إمام زمانه والحكومة القائمة وقد امتلأت المنابر والخطب والألسنة الخبيثة والحناجر النجسة بالتهم والافتراءات والإهانات والدعايات التي زادت من مظلوميّة الحسين بن عليّ (عليهما السلام).

وفي نهاية المطاف لقد أدّت هذه المظلوميّة دورها وفعلت فعلها؛ فخرقت الحجب وفضحت الوجوه الخبيثة وفرضت الحقيقة نفسها على الأذهان والقلوب؛ على الرغم من عدم إرادتهم لأن تظهر الحقيقة وتتجلّى لكن العدوّ انهزم وانتصر الحسين (عليه السلام) في نهاية المطاف.

دماء الحسين بن عليّ (عليهما السلام) أماتت السلسلة الأمويّة:
في واقعة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)؛ بدا أنّ رعد جبابرة الظلم وبرقهم قد أنهى كلّ شيء- في الظاهر. وقعت جماعة في اليأس؛ إلّا أنّه وكما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) فقد قضت دماء الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ودماء أصحابه على سلالة بني أميّة وأحفاد أبي سفيان وأطاحت بها؛ كما أنّ دماء زيد بن عليّ وأصحابه كانت هي الأساس في اقتلاع واجتثاث السلالة المروانيّة.

انتصار الجهاد المظلوم:
من الدروس الأخرى التي تقدّمها عاشوراء، والتي ينبغي أن تكون محلّ اهتمام لدينا هو أنّ المواجهة والجهاد المطلوب حتّى لو تمّ أبادته كما حصل في كربلاء فإنّ الله سبحانه لن يدع هذه الدماء تجفّ أبداً! إنّ دماء الإمام الحسين فوّارة متجدّدة وقد سقت مدرسة الإسلام ومدرسة التشيّع العظيمة على مدى تاريخ الإسلام الطويل, بعثت فيه الحياة وأوصلته إلى عصرنا الحالي. انظروا اليوم, لقد نهض الإسلام بكم وقد تعلّمنا من عاشوراء. لولا عاشوراء لما تعلّمنا كيف نقف في مواجهة ظلم وجور النظام الجبّار السابق [نظام الشاه]! هذا هو درس الحسين بن عليّ (عليهما السلام).

القدرة الماديّة؛ مغلوبة للقدرات المعنويّة:
انظروا كيف واجهت زينب الكبرى (سلام الله عليها) بنتُ فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وهي مسبيّة أقوى سلاطين عصرها، ذلك السلطان الظالم السفّاك، قائلة له: «كد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا»؛ ولو كانت القوّة الماديّة قادرة على هذا لما قصّر ذلك الظالم في فعله ولما خُذلت القوى الماديّة عنه اليوم".

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2016-10-13