في رحاب سورة الإخلاص
تفسير القرآن الكريم
هذه السّورة، كما هو واضح من اسمها، (سورة الإخلاص، أو سورة التوحيد) تركز على توحيد اللّه، وفي أربع آيات قصار تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى أية إضافة وفي نزول السّورة روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال:
عدد الزوار: 647
هذه السّورة، كما هو واضح من اسمها، (سورة الإخلاص، أو سورة التوحيد) تركز على
توحيد اللّه، وفي أربع آيات قصار تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى أية إضافة وفي
نزول السّورة روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إنّ اليهود سألوا رسول
اللّه فقالوا: أنسب لنا ربّك فلبث ثلاثاً لا يجيبهم. ثمّ نزلت قل هو اللّه أحد إلى
آخرها".
قيل إنّ السائل عبد اللّه بن صوريا اليهودي، وقيل: إنّه عبد اللّه بن سلام سأل رسول
اللّه ذلك بمكّة ثمّ آمن وكتم إيمانه. وقيل: إنّ مشركي مكّة سألوه ذلك كما في تفسير
الميزان، ج20، ص390.
وقيل إنّ نصارى نجران هم الذين سألوا النّبي ذلك.
ولا تضاد بين هذه الرّوايات، إذ قد يكون هؤلاء جميعاً سألوا الرسول نفس هذا السؤال،
فكان الجواب لهم جميعاً، وهو دليل آخر على عظمة هذه السّورة.
فضيلة السّورة
وردت في فضيلة هذه السّورة نصوص كثيرة تدل على مكانة هذه السّورة بين سور القرآن من
ذلك.
ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن
في ليلة"؟ قيل: يا رسول اللّه ومن يطيق ذلك؟
قال: "اقرأوا قل هو اللّه أحد".
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إنّ رسول اللّه صلّى على سعد بن معاذ.
فلمّا صلّى عليه قال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألف ملك، وفيهم جبرائيل يصلون
عليه. فقلت: يا جبرائيل بم استحق صلاتهم عليه؟ قال: بقراءة قل هو اللّه أحد قاعداً
وقائماً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً".
وعن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً قال: "من مضى به يوم واحد فصلى فيه الخمس
صلوات ولم يقرأ فيها بقل هو اللّه أحد، قيل له: يا عبد اللّه لست من المصلين".
وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر
فلا يدع أن يقرأ في دبر الفريضة بقل هو اللّه أحد. فإنّه من قرأها جمع له خير
الدنيا والآخرة وغفر اللّه له ولوالديه وما ولدا".
ويستفاد من روايات اُخرى أنّ قراءة هذه السّورة عند دخول البيت تزيد الرزق وتدفع
الفقر.
والرّوايات في فضيلة هذه السّورة أكثر من أن تستوعبها هذه السطور، وما نقلناه جزء
يسير منها.
ولكن كيف تعادل (قل هو اللّه أحد) ثلث القرآن؟
قيل: لأنّ القرآن يشمل "الأحكام" و"العقائد" و"التاريخ". وهذه
السّورة تبيّن قسم العقائد بشكل مقتضب.
وقيل: إنّ القرآن على ثلاثة أقسام: المبدأ، والمعاد، وما بينهما. وهذه السّورة تشرح
القسم الأوّل.
وواضح أنّ ثلث موضوعات القرآن تقريباً تدور حول التوحيد. وجاءت عصارتها في هذه
السّورة.
ونختتم حديثنا برواية اُخرى عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام حول عظمة هذه
السّورة قال: "إنّ اللّه عزّوجلّ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون،
فأنزل اللّه تعالى: (قل هو اللّه أحد).
والآيات من سورة الحديد إلى قوله تعالى: (وهو عليم بذات الصدور) فمن رام وراء ذلك فقد هلك".
2016-06-14