وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ
البعثة النبوية
تعتبر عادة (الوأد) والتي أشار إليها القرآن الكريم مراراً من أقبح جرائم وعادات عصر جاهلية ما قبل الإسلام وإذا كان البعض قد حصرها في قبيلة (كندة) أو بعض القبائل الصغيرة
عدد الزوار: 410
قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ
ذَنْبٍ قُتِلَتْ}[التكوير].
تعتبر عادة (الوأد) والتي أشار إليها القرآن الكريم مراراً من أقبح جرائم وعادات
عصر جاهلية ما قبل الإسلام وإذا كان البعض قد حصرها في قبيلة (كندة) أو بعض القبائل
الصغيرة المتناثرة هنا وهناك دون بقية القبائل العربية الاُخرى، فالمسلم به إنّها
كانت من الشيوع بحيث تناول القرآن الكريم ذكرها لأكثر من مرّة وبتأكيد شديد ولكنْ،
حتى مع افتراضنا لندرة هذا العمل القبيح، فإنّه من القباحة والشناعة ما يدعونا
لبحثه ودراسته...
يقول المفسّرون: كانت المرأة في الجاهلية
إذا ما حان وقت ولادتها، حفرت حفرة وقعدت على رأسها، فإن ولدت بنتاً رمت بها
في الحفرة، وإن ولدت غلاماً حبسته .
وثمّة أسباب كثيرة وراء هذه الجريمة البشعة، منها:
* إحتقار المجتمع الجاهلي للمرأة...
* وجود الفقر الشديد في تلك الحقبة الزمنية، والمرأة
كانت مستهلكة غير منتجة، إضافة لعدم اشتراكها في الغارات التي تقوم بها القبيلة
لتوفير لقمة العيش.
* الخوف من وقوع النساء أسرى في شباك الأعداء، نتيجة
للمعارك التي كانت دائرة على الدوام بين القبائل، لأنّ في هكذا أسر جرح للشرف
وإذلال شديد.
وتجمعت هذه الأسباب (بالإضافة لأسباب اُخرى) فأدت إلى ظهور عادة (الوأد) الوحشية
بين أفراد القبائل في ذلك العصر القابع تحت ظلام الجهل المقيت.
وممّا يؤسف له، إنّ جاهلية القرون الأخيرة قد كررت تلك الممارسات البشعة وبصور
اُخرى، حتى وصل ببعض الدول تدّعي التمدن والتحضر لأنّ تقنن وتقرّ (حرية) إسقاط
الجنين ! نعم، فالحال واحدة.. فإذا كان أهل الجاهلية الاُولى يقتلون البنت، فمتمدني
هذا العصر يقتلون الأطفال وهم في بطون اُمهاتهم (بنتاً أو ابناً).
* تفسير الأمثل.
2016-05-04