يتم التحميل...

ثورة العشاق

محرم

عظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام) وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهدي من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله).

عدد الزوار: 560

ثورة العشاق
المناسبة: عاشوراء


عظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام) وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهدي من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله).

ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه وصف شهداء كربلاء وهو يستشرف منزلتهم: "مصارع عشّاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم".

وقد برز عشق هؤلاء الشهداء لله تعالى ليلة العاشر من المحرَّم، فحين علم الإمام الحسين (عليه السلام) يوم التاسع نية القوم على قتاله أرسل أخاه العباس (عليه السلام) لطلب تأخير المعركة إلى غد قائل: "ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عند العشيّة، لعلّنا نصَّلي لربِّنا الليلة، وندعوه، ونستغفره فهو يعلم أنّي كُنت أحبُّ الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار".

* وتجلى عشق هؤلاء الشهداء لله تعالى في ظهيرة اليوم العاشر حينما نظر الصائدي إلى السماء وأخذ يقلِّب وجهه، ثمّ توجِّه نحو الإمام الحسين (عليه السلام) وقال: "نفسي لنفسك الفداء، أرى هؤلاء قد اقتربوا منك. والله لا تقتل حتى أقتل معك، وأحب أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها" فقال له الإمام الحسين (عليه السلام): "ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين وأقاموا الصلاة".

عشق النبي وآله (صلّى الله عليه وآله):

* وامتلأت قلوب هؤلاء الشهداء بحبِّ النبي (صلّى الله عليه وآله) وعشقه لا بالعاطفة فقط بل بلوازم الحبّ الحقيقي وهي تقديم الحبيب على النفس والأهل والناس أجمعين، وهو ما أخبر عنه سيد بني البشر حينما قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، وهو القائل: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله، وعترتي أحبّ إليه من عترته، وذريّتي أحبّ إليه من ذريته".

فها هو سعيد بن عبد الله الحنفي يقول لإمامه في ليلة العاشر من المحرَّم: "والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك".

ولما وقف الإمام الحسين (عليه السلام) ظهيرة العاشر من المحرَّم قام سعيد بين يديه يقيه السهام طوراً بوجهه وطوراً بصدره، وطوراً بيديه، وطوراً بجنبيه حتى أصيب من وجهه ورقبته ثلاثة عشر سهماً فسقط على الأرض وهو يقول: "اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإنّي أردت ثوابك في نصرة نبيِّك"، ثمّ التفت إلى الإمام (عليه السلام) وقال: "أوفيت يا ابن رسول الله"، قال: "نعم أنت أمامي في الجنّة".

* وها هي أمّ وهب حينما أخبرها زوجها بعزمه على المسير إلى الحسين (عليه السلام) قالت له: "أصبت أصاب الله بك، وأرشدك أمورك، افعل وأخرجني معك" وحينما تقدّم إلى ساحة القتال أقبلت قائلة: "فداك أبي وأمّي، قاتل دون الطيّبين من ذريَّة محمّد". وأكرم الله هذه المرأة المحبّة لمحمد وذريّته بالشهادة في كربلاء حينما تقدّمت من جثّة زوجها الشهيد تقول له: "هنيئاً لك الجنّة"، فأمر شمر غلامه فضرب رأسها لتلحق بركب الشهداء.

وها هو عباس بن شبيب الشاكري يقول للإمام الحسين في عاشوراء: "ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ منك، ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعزّ عليّ من نفسي لفعلت" وتقدّم نحو القوم الذين خافوا الاقتراب منه لمعرفتهم بقوّته وشجاعته فأرضخوه بالحجارة عن بعد؛ وقد اختبرهم الإمام الحسين (عليه السلام) فأثبتوا صدق الولاء والوفاء، وذلك حينما أذن لهم بالرحيل بعد أن أخبرهم بأنّه سيستشهد غداً، قائل: "... فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ليس عليكم منّي ذمام، وهذا الليل قد غشيكم، فاتخذوه جملاً..." وكان ردّ المخلصين سريعاً فمن قائل: "أنحن نخلي عنك؟ وبما نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟! أما والله لا أفارقك حتى أموت معك". ليلقى الله شهيداً بين يدي الحسين (عليه السلام).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2015-10-21