يتم التحميل...

عبر من كربلاء

محرم

على ضوء الأحداث الكبرى التي جرت على أرض كربلاء يطرح سماحة ولي أمر المسلمين الامام الخامنئي (دام ظله الوارف) جملة من التساؤلات، والهدف منها هو أخذ العبرة والالتفات إلى نقاط الضعف والخلل التي حصلت في الأمة.

عدد الزوار: 214

عبر من كربلاء
مستقى من كلمات القائد (دام ظله)


على ضوء الأحداث الكبرى التي جرت على أرض كربلاء يطرح سماحة ولي أمر المسلمين الامام الخامنئي (دام ظله الوارف) جملة من التساؤلات، والهدف منها هو أخذ العبرة والالتفات إلى نقاط الضعف والخلل التي حصلت في الأمة.

ومن هذه الأسئلة:

ما الذي حدث بعد خمسين عاماً من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليصل الأمر إلى ذلك الحد الذي يضطر فيه شخص كالإمام الحسين (عليه السلام) أن يقوم بمثل هذه التضحية الكبيرة؟

ما هو الوضع الذي وصلت إليه حالة الأمة الإسلامية ليجعل الإمام الحسين (عليه السلام) يشعر بأن الإسلام لا يحيا إلّا بهكذا مستوى من التضحية؟

ما الذي حدث بعد عشرين عاماً من استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى ترفع رؤوس أبناء أمير المؤمنين على رؤوس الرماح، ويُطاف بها في المدن؟

فالكوفة لم تكن مدينة غريبة عن الدين، بل الكوفة هي ذلك المكان الذي كان يمشي أمير المؤمنين (عليه السلام) في أسواقها، ويأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وكان نداء تلاوة القرآن في إناء الليل وأطراف النهار متصاعداً فيها.

الكوفة هي نفسها تلك المدينة التي طوّفوا فيها، وفي أسواقها بنات أمير المؤمنين (عليه السلام) وحرمه وهم أسارى.

من هو الداء العفن الذي أصاب المجتمع الاسلامي لينتهي الأمر إلى وصول شخص كيزيد بن معاوية إلى سدّة الخلافة؟

وفي معرض جوابه عن تلك التساؤلات يرى الامام الخامنئي (دام ظله الوارف) أنّ هناك سببان أساسيان للضلال والانحراف العام استعرضهما القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ (مريم 59).

وأمّا السّببان هما:
الأول: الابتعاد عن ذكر الله ونسيان ما هو عند الله تعالى.
الثاني: السعي وراء الشهوات واتباع الهوى.

وبتعبير آخر: حبّ الدنيا والتفكير بجمع الثروات والمال والتلذذ بشهوات الدنيا والوقوع فيها...

ونحن اليوم وإن كنا نعيش في ظلّ المجتمع الاسلامي، قد نُبتلى بهذا المرض والألم وذلك عند نسيان العقيدة، أو ضعفها في عقولنا، وعندما يفكّر كلّ واحدٍ منّا بالنجاة بنفسه من المعركة. نعطي الترجيح لأنفسنا ولمصالحنا فوق مصالح المجتمع، وعندما يدخل حبّ الدنيا في قلوبنا.

وبهذا تتبدّل الموازين الالهية، ويصبح عمر بن سعد وشمر وعبيد الله بن زياد (عليهم اللعنة) الرؤساء فينا، وأما الإمام الحسين (عليه السلام) وأمثاله فيُذهب بهم إلى المذبح، ويُقتلون شهداء في كربلاء.

وتصبح هذه المعادلة هي الصواب.

إنّ من واجب المصلحين أن لا يسمحوا بتغيّر القيم والموازين الالهية في المجتمع، فإذا تغيّر معيار التقوى في المجتمع يصبح الانسان التقي كالإمام الحسين (عليه السلام) مهدور الدم وشخصاً كعبيد الله بن زياد الرجل الأول في العراق.

ولذلك يؤكدّ سماحته على ضرورة الحفاظ على قيم الاسلام الأصيل، حتى لا يؤخذ أمثال الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء فيقتلوا، وأمّا إذا لم نحافظ على القيم والمعنويات، وفكّرنا بالكماليات الشخصية، وتجاهلنا الواجب الالهي، والتكليف فمن الطبيعي أن تنقلب الأمور.

ويختم سماحته بالقول: إنّ علينا الصمود في وجه الانحرافات التي ربّما يفرضها علينا العدو، وهذه من أهم العبر العاشورائية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2015-10-29