من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام
ربيع1
فَاخْفِضْلَهُمْ جَنَاحَكَ وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَآسِ (سوّي) بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ، حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ، وَلَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِهِ عَنِ الصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وَالْكَبِيرَةِ، وَالظَّاهِرَةِ وَالْمَسْتُورَةِ، فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ أَظْلَمُ وَإِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ.
عدد الزوار: 185نور الأسبوع: من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام
فَاخْفِضْلَهُمْ جَنَاحَكَ وَأَلِنْ
لَهُمْ جَانِبَكَ وَابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَآسِ (سوّي)
بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ
وَالنَّظْرَةِ، حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ، وَلَا
يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِهِ عَنِ الصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ
وَالْكَبِيرَةِ، وَالظَّاهِرَةِ وَالْمَسْتُورَةِ، فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ
أَظْلَمُ وَإِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ.
وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْيَا
وَآجِلِ الْآخِرَةِ، فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ، وَلَمْ
يُشَارِكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ، سَكَنُوا الدُّنْيَا بِأَفْضَلِ
مَا سُكِنَتْ،وَأَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ فَحَظُوا مِنَ الدُّنْيَا بِمَا
حَظِيَ بِهِ الْمُتْرَفُونَ، وَأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ الْجَبَابِرَةُ
الْمُتَكَبِّرُونَ، ثُمَّ انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ
وَالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ. أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ،
وَتَيَقَّنُوا أَنَّهُمْجِيرَانُ اللَّهِ غَداً فِي آخِرَتِهِمْ. لَا تُرَدُّ لَهُمْ
دَعْوَةٌ، وَلَا يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ. فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ
الْمَوْتَ وَقُرْبَهُ، وَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ، فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ
عَظِيمٍ، وَخَطْبٍ جَلِيلٍ، بِخَيْرٍ لَا يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً،أَوْ شَرٍّ
لَا يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً. فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ
عَامِلِهَا! وَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا! وَأَنْتُمْ طُرَدَاءُ
الْمَوْتِ، إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ،
وَهُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ. الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ،
وَالدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ. فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ،
وَحَرُّهَا شَدِيدٌ، وَعَذَابُهَا جَدِيدٌ، دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ،وَلَا
تُسْمَعُ فِيهَا دَعْوَةٌ، وَلَا تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ. وَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ
أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللَّهِ وَأَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ.
فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّهِ
بِرَبِّهِ، عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْ رَبِّهِ وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ ظَنّاً
بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّهِ.
وَاعْلَمْ -يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ- أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ
أَجْنَادِي (العسكر) فِي نَفْسِي أَهْلَ مِصْرَ،فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ أَنْ تُخَالِفَ
عَلَى نَفْسِكَ، وَأَنْ تُنَافِحَ (دافع) عَنْ دِينِكَ،وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ
إِلَّا سَاعَةٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَلَا تُسْخِطِ اللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ
خَلْقِهِ، فَإِنَّ فِي اللَّهِ خَلَفاً مِنْ غَيْرِهِ، وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ خَلَفٌ
فِي غَيْرِهِ.
صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا الْمُؤَقَّتِ لَهَا وَلَا تُعَجِّلْ وَقْتَهَا
لِفَرَاغٍ وَلَاتُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا لِاشْتِغَالٍ. وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ
شَيْءٍ مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلَاتِكَ .