صفات مَن يُحبّهم اللهُ تعالى
ربيع2
يقول الله تعالى في محكم كتابه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
عدد الزوار: 322صفات مَن يُحبّهم اللهُ تعالى
يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
لا تتحقّق ولاية الله تعالى إلّا بعد نيل المؤمن مقام الحبّ لربّه تعالى، وبعد تحقّق حبّ الله تعالى لعبده يثمر هذا الحبّ المقدّس الولاية. فالمؤمنون الذين هم حزب الله بحسب التعريف القرآنيّ يحبّون الله حبّاً من لوازمه إيثارهم ربّهم على كلّ شيء سواه، ممّا تتعلّق به نفس الإنسان من مال، أو جاه، أو عشيرة، أو غيرها، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ﴾، ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾، فهؤلاء لا يوالون أحداً من أعداء الله سبحانه، وإنّما يوالون أولياء الله بولاية الله تعالى، هذه درجة حبّهم لخالقهم.
فإذا حصلوا على مرتبة المحبّة للخالق واتّبعوا الرسول حقّ الإتباع نالوا بعد ذلك وسام محبّة الله لهم ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾، فإذاً حبّ من جانب العبد، واتّباعٌ للرسول، ثمّ محبّة وعناية من الله تعالى، هذه مراحل ومقامات متتالية.
وإنّ محبّة الله تعالى لا تنال بالأمنيات والدعاوى، بل هناك أمور يجب على الساعي المريد أن يطردها عن نفسه، وأمور يلزم تحصيلها في النفس، ومن دون ذلك لا يرتفع العبد إلى تلك الدرجة الراقية للولاية والمحبّة لله، ولا ينال محبّة الله تعالى له.
وسنذكر فيما يلي بعض الآيات الّتي تتناول صفات أولئك الّذين يحبّهم الله تعالى:
1- كن تقياً يحبّك الله: ﴿فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾، وقد فسّر الإمام الصادق عليه السلام التقوى:"بأن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك". والتقوى لها مراتب تبدأ من الاستقامة في جادّة الشرع بأن يفعل العبد ما فُرض عليه ويترك ما نُهي عنه، وتنتهي بالتنزّه عمّا يشغل قلبه عن الحقّ وهو أعلى المراتب.
2- كن من الّذين يقاتلون في سبيل الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾.
3- كن متوكّلاً على الله: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
4- كن توّاباً متطهّراً: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.
وفي مناجاة المحبّين للإمام زين العابدين عليه السلام:
"إلهي من ذا الّذي ذاق حلاوة محبّتك فرَامَ منك بدلاً، ومن ذا الّذي أَنس بقربك فابتغى عنك حِوَلاً. إلهي فاجعلنا ممّن اصطفيته لقربك وولايتك، وأخلصته لودّك ومحبّتك، وشوّقته إلى لقائك، ورضّيته بقضائك، ومنحْتَهُ بالنظر إلى وجهك، وحَبَوتَهُ برضاك، اللّهم اجعلنا ممّن دَأْبَهُم الارتياح إليك والحنين، جباهم ساجدة لعظمتك، وعيونهم ساهرة في خدمتك، ودموعهم سائلة من خشيتك، وقلوبهم متعلّقة بمحبّتك، وأفئدتهم منخلعة من مهابتك، يا من أنوار قدسه لأبصار محبّيه رائقة، يا مُنَى قلوب المشتاقين، ويا غاية المحبّين. أسألك حبّك، وحبّ من يحبّك، وحبّ كلّ عمل يوصلني إلى قربك. وأن تجعلك أحبّ إليّ ممّا سواك، وأن تجعل حبّي إيّاك قائداً إلى رضوانك، يا مجيب يا أرحم الراحمين".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2014-02-28