يتم التحميل...

خدمة الناس وقضاء حوائجهم

ربيع2

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يشتمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من سرّ مسلما سرّه الله يوم القيامة".

عدد الزوار: 50
 

خدمة الناس وقضاء حوائجهم


روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يشتمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من سرّ مسلما سرّه الله يوم القيامة".

الإسلام ليس منهج اعتقاد وإيمان في القلب فحسب، بل هو منهج حياة إنسانية واجتماعية واقعية، يتجسّد فيها الاعتقاد والإيمان ممارسة عملية في جميع جوانب الحياة ومتطلّباتها الفردية والاجتماعية، وذلك على مبدأ التراحم والتكافل والتناصح والمودّة والإحسان والتضحية والإيثار، قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى

المسؤولية تكليف عام:

لقد وضع الإسلام منهجاً متكاملاً في العلاقات بين الناس، يقوم على أساس مراعاة حقوق أفراد المجتمع فرداً فرداً وجماعةً جماعةً، قال الله تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فالتقيّد بهذا الأمر الإلهي يعصم الإنسان عن التقصير في حقوق الناس، ويدفعه للعمل الدؤوب في خدمتهم، روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "من أصبح لا يهتم بأُمور المسلمين فليس بمسلم"

حقوق الأخوان:

سأل الإمام الصادق عليه السلام أحدُ أصحابه وهو المعلى بن خنيس عن حقوق الإخوان، فقال أبو عبد الله: له سبع حقوق واجبات، ما منهن حق إلا وهو عليه واجب، إن ضيّع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه نصيب. قلت جعلت فداك، وما هي؟

قال: يا معلى إنّي عليك شفيق، أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل.

قلت: لا قوة إلا بالله، وحينئذ ذكر الإمام السبعة بعد أن قال عن الأول منها: أيسر حق منها أن تحب له كما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.

والحقوق السبعة التي أوضحها الإمام عليه السلام هي:
- أن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.
- أن تجتنب سخطه، وتتبع مرضاته، وتطيع أمره.
- تعينه بنفسك، ومالك، ولسانك، ويدك، ورجلك.
- أن تكون عينه، ودليله، ومرآته.
- أن لا تشبع ويجوع، ولا تروى ويظمأ، ولا تلبس ويعرى.
- أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب أن تبعث خادمك، فتغسل ثيابه، وتصنع طعامه، وتمهد فراشه.
- أن تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتعود مريضه، وتشهد جنازته، وإذا علمت له حاجة تبادره إلى قضائها، ولا تلجئه أن يسألكها، ولكن تبادره مبادرة.


ثم ختم عليه السلام كلامه بقوله: "فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك".

قيمة قضاء حوائج المؤمنين وخدمتهم:

روي عن الامام الصادق عليه السلام قوله: "أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود: إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي. فقال داود: يا ربّ وما تلك الحسنة؟ قال: يُدخل على عبدي المؤمن سروراً ولو بتمرة، فقال داود عليه السلام:"حقّ لمن عرفك ألّا يقطع رجاءه منك".

وحينما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيّ الأعمال أحب إلى الله، قال: "اتّباع سرور المسلم". قيل: يا رسول الله وما اتّباع سرور المسلم؟ قال: "شبعة جوعه، وتنفيس كربته، وقضاء دينه".

خدمة الناس أفضل من العبادة:

للإمام جعفر الصادق عليه السلام حديث يبيّن فيه أنّ تعاون المؤمنين وترابطهم الماديّ والمعنويّ أفضل من العبادات المستحبة. فعن أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وهو الأسدي قال: خرجتُ ذات سنة حاجّاً، فانصرفت إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام فقال: "من أين بك يا مشمعل؟ فقلت: جعلت فداك كنت حاجاً، فقال: أوتدري ما للحاج من الثواب؟ فقلت: ما أدري حتّى تعلمني، فقال: إنّ العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعاً - أي سبع مرات - وصلّى ركعتيه وسعى بين الصفا والمروة كتب الله له ستة آلاف حسنة، وحطّ عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وقضى له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا وادّخر له للآخرة كذا.

فقلت له: جعلت فداك إنّ هذا لكثير، فقال: أفلا أخبرك بما هو أكثر من ذاك؟ قلت: بلى، فقال عليه السلام: "لَقَضَاءُ حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة حتى عدّ عشر حجج".

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2014-02-22