النّجاسات
درب الهداية
لقد اهتمت الشريعة الإسلاميّة بكلّ جوانب المجتمع الإنساني، ومنها جانب الطهارة والابتعاد عن القذارات والنّجاسات. ولكيّ يحافظ الإنسان على هذه الحالة لا بدّ له من التعرّف إلى النجاسات والمطهِّرات التي حدّدتها الشريعة الإسلاميّة.
عدد الزوار: 124
لقد اهتمت الشريعة الإسلاميّة بكلّ جوانب المجتمع الإنساني، ومنها جانب الطهارة
والابتعاد عن القذارات والنّجاسات. ولكيّ يحافظ الإنسان على هذه الحالة لا بدّ له
من التعرّف إلى النجاسات والمطهِّرات التي حدّدتها الشريعة الإسلاميّة. ونبدأ
بالنجاسات، وهي:
البول والغائط
وهما نجسان من كلِّ إنسان، وكذلك من كل حيوان له نفس سائلة، وغير مأكول اللحم،
ويمكن توضيحهما في هذا الجدول:
جدول توضيحي للبول والغائط |
||
البول والغائط | مثاله | حكمه |
إنسان | كل إنسان | النجاسة |
حيوان مأكول اللحم له نفس سائلة | كالبقر | الطهارة |
حيوان غير مأكول اللحم له نفس سائلة | الأسد - الجرذ | النّجاسة |
حيوان ليس له نفس سائلة مأكول اللحم أو غير مأكول اللحم | السمك - الصرصار | الطهارة |
أحكام هامّة
1- يجب توفّر
الشرطين (له نفس سائلة
وغير مأكول لحم)معاً في
الحيوان حتّى يكون البول
والغائط من الحيوان نجسين،
فلو لم يتحقّق الشرطان
معاً فلا يحكم على بول
وغائط الحيوان بأنهما
نجسان.
2- الحيوان ذو النفس
السائلة: هو الحيوان الذي
يخرج منه الدم بدفق عند
ذبحه، ويعبر بشخب الدم
عند الذبح.
3- بول وغائط الطيور
المحرّمة الأكل، كالغراب
والصقر طاهران.
4- بول الحيوان مأكول
اللحم طاهر، والأقوى
حلّيته ولو مع عدم
الضرورة، كما لا إشكال في
حليّة بول الإبل
للاستشفاء.
المنيّ
المنيّ نجس من الإنسان،
ومن كل حيوان ذي نفسٍ
سائلة على الأحوط وجوباً
سواء كان مأكول اللحم أم
غير مأكول اللحم.
الميتة
1- ميتة الإنسان:
ميتة الإنسان
نجسة ما عدا الأجزاء التي
لا تحلّها الحياة.
2- أحكام هامّة لميتة
الإنسان:
أ- يستثنى من
نجاسة بدن الميت المسلم:
الأجزاء التي لا تحلّها
الحياة، والشهيد الذي سقط
في أرض المعركة، والميّت
الذي جرى غسله بالأغسال
الثلاثة الخاصة بالميت.
ب- الأجزاء التي لا
تحلّها الحياة هي: الصوف،
الشعر، السنّ، القرن،
الوبر، الريش، المنقار،
الظفر، العظم، الحافر،
محكومة بالطهارة (وهذه
مشتركة مع ميتة الحيوان).
ج- ما ينفصل بنفسه من
القشور الرقيقة من جلد
اليدين أو الشفتين أو
الرجلين أو سائر أجزاء
البدن محكوم بالطهارة.
3- ميتة الحيوان:
ميتة الحيوان
نجسة إذا كان له نفس
سائلة سواء أكان محلّل
الأكل أم محرّمه.
4- أحكام هامة لميتة
الحيوان:
أ- إذا شكَّ
المكلَّف في شيء أنّه من
أجزاء الحيوان أو من غيره
(كالصناعيّ) ولو كان من
بلاد الكفّار يحكم
بطهارته وتجوز الصلاة فيه.
ولكن لو شكّ في أنّ تلك
الأجزاء من حيوان له نفس
سائلة أو ليس له نفس
سائلة يُحكم بطهارته.
ولكن لا تصحّ الصلاة فيه
لعدم إحراز التذكية.
ب- الجلود أو اللحوم
المستوردة من بلاد
المسلمين أو من البلاد
غير الإسلاميّة لها ثلاث
صور:
الأولى: أن يعلم بأنّها
مذكَّاة (مذبوحة على
الطريقة الشرعيّة) فهي
محكومة بالطهارة ويجوز أن
نصلّي بها.
الثانية: أن يعلم بأنّها
غير مذكَّاة فهي محكومة
بالنّجاسة ولا يجوز
الصلاة فيها.
الثالثة: أن يشكَّ في
كونها مذكَّاة أو لا فهي
محكومة بالطهارة، ولكن لا
يجوز الصلاة فيها إن كانت
من بلاد الكفار وإلاّ جاز.
الدم وأحكامه
1- دم الإنسان نجس مطلقاً.
2- دم الحيوان الذي له
نفس سائلة نجس سواء أكان
محللَّ الأكل أم محرَّمه.
3- الدم المتبقّي في
الذبيحة بعد ذبحها طاهر،
ويجوز أكله إذا صدق أنَّه
جزء منها أو كان مستهلكاً.
4- نقطة الدم التي توجد
في البيضة محكومة
بالطهارة، ولكن لا يجوز
أكلها فيجب إزالتها عند
الأكل.
5- لو أدخلنا الإبرة في
شريان الدم ولاقت الدم،
ثمّ أُخرجت الإبرة من دون
أيّ أثرٍ للدم عليها،
فإنّها تكون طاهرة.
6- لو شُكَّ في شيء أنّه
دم أو غيره يحكم بطهارته،
ولا يجب التأكّد أو الفحص
إذا كان دماً أم لا.
الكلب والخنزير
1. الكلب والخنزير
البريّان نجسان بجميع
أجزائهما بدون استثناء.
2. ميتة الكلب والخنزير
البريّان نجسة لجميع
أجزائها حتىّ التي لا
تحلّها الحياة كالعظم،
القرن، السن، الظفر،
الحافر...إلخ.
أحكام عامة في النجاسات
1- كيفيّة تنجّس الأشياء:
تتحقّق النجاسة للجسم
الطاهر إذا لاقى نجاسة مع
وجود رطوبة مسرية. فإن
كان الجسمان جافّين أو لا
رطوبة مسرية على أحدهما
فلا تنتقل النجاسة.
2- يشترط في صحّة بعض
العبادات طهارة البدن
واللباس كالصلاة فلا يمكن
أن يصلّى بالنجاسة إلاّ
بما كان معفواً عنه فيها،
وهو:
أ- الدم إذا كان بمقدار
عقدة السبّابة (وهي
الأصبع التي بجانب
الإبهام) سواء أكان الدم
على الثوب أم البدن.
ب- دم الجروح والقروح على
البدن أو اللباس حتىّ
تبرأ إذا كان في إزلتها
حرج شديد على المكلّف.
ج- إذا كان ما تنجّس مما
يُلبس ولا تتمّ به الصلاة
منفرداً كالجوارب.
3- لا يجوز تنجيس المسجد
والقرآن الكريم، ولو وقعت
النجاسة وجب تطهير
المتنجّس منهما فوراً.
4- لا يجوز للإنسان أن
يأكل الأعيان النجسة
كالدم ولا المتنجّسة كما
لو تنجّس الخبز مثلاً.
طرق معرفة حصول النجاسة
يوجد ثلاث طرق، وهي:
1- العلم:
أن يحصل لدى المكلّف علم
بوجود النّجاسة على بدنه
أو ثوبه أو أي شيء آخر.
2- البيّنة الشرعيّة:
أي شهادة عدلين بحصول
النّجاسة للإناء مثلاً.
3- إخبار صاحب الشيء1:
فلو أخبر صاحب
الشيء (الثوب) بأن هذا
الشيء متنجّس يحكم
بالنّجاسة.
* درب الهداية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- ما يصطلح عليه في علم الفقه إخبار ذي اليد.
2013-12-24