يتم التحميل...

مِنْ كَلام الإمام علي عَلَيه السَّلام فِي حَثِّ أَصحابِهِ عَلَى القِتالِ

شوال

فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ (لابس الدرع)، وَأَخِّرُواالْحَاسِرَ، وَعَضُّوا عَلَى الاْضْرَاس، فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسُّيُوفِ (ليتقي ضربة السيف) عَنِ الْهَامِ، وَالْتَوُوا (انعطفوا) فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ، فَإِنَّهُ أَمْوَرُ (التحرّك) لِلاَْسِنَّةِ، وَغُضُّوا الاَْبْصَارَ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لِلْجَأْش، وَأَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ، وَأَمِيتُوا الاْصْوَاتَ،

عدد الزوار: 206

مِنْ كَلام الإمام علي عَلَيه السَّلام فِي حَثِّ أَصحابِهِ عَلَى القِتالِ


" فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ (لابس الدرع)، وَأَخِّرُواالْحَاسِرَ، وَعَضُّوا عَلَى الاْضْرَاس، فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسُّيُوفِ (ليتقي ضربة السيف) عَنِ الْهَامِ، وَالْتَوُوا (انعطفوا) فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ، فَإِنَّهُ أَمْوَرُ (التحرّك) لِلاَْسِنَّةِ، وَغُضُّوا الاَْبْصَارَ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لِلْجَأْش، وَأَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ، وَأَمِيتُوا الاْصْوَاتَ، فَإِنَّهُ أطْرَدُ لِلْفَشَلِ. وَرَايَتَكُمْ فَـلاَ تُمِيلُوهَا وَلاَ تُخِلُّوهَا، وَلاَ تَجْعَلُوهَا إِلاَّ بِأَيْدِي شُجْعَانِكُمْ، وَالمَانِعِينَ الذِّمَارَ (ما وراء الرجل) مِنْكُمْ، فَإِنَّ الصَّابِرِينَ عَلَى نُزُولِ الْحَقَائِقِ (الصعاب)، هُمُ الَّذِينَ يَحُفُّونَ برَايَاتِهمْ، وَيَكْتَنِفُونَهَا حِفَافَيْهَا (يلتزمون جانبها)، وَوَرَاءَهَا وَأَمَامَهَا، لاَ يَتَأَخَّرُونَ عَنْهَا فَيُسْلِمُوهَا، وَلاَ يَتَقَدَّمُونَ عَلَيْهَا فَيُفْرِدُوهَا. أَجْزَأَ امْرُؤٌ قِرْنَهُ (كفى كلٌّ منكم خصمه)، وَآسَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ، وَلَمْ يَكِلْ قِرْنَهُ إِلَى أَخِيهِ فَيَجْتَمِعَ عَلَيْهِ قِرْنُهُ وَقِرْنُ أَخِيهِ 1. وَايْمُ الله لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سَيْفِ الْعَاجِلَةِ (القتل)، لاَ تَسْلَمُوا مِنْ سَيْفِ الآخِرَةِ (العذاب)، وَأنتُمْ لَهَامِيمُ (ساداتهم) الْعَرَبِ، وَالسَّنَامُ (المرتفع من ظهر البعير) الاْعْظَمُ. إِنَّ فِي الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ (غضب) اللهِ، وَالذُّلَّ اللاَّزِمَ، وَالْعَارَ الْبَاقِيَ. وَإِنَّ الْفَارَّ لَغَيْرُ مَزِيد فِي عُمْرِهِ، وَلاَ مَحْجُوز بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَوْمِهِ. الرَّائِحُ إِلَى اللهِ كَالظَّمَآنِ يَرِدُ الْمَاءَ، الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي (الرماح)! الْيَوْمَ تُبْلَى الاْخْبَارُ (أي تنكشف الأسرار)! وَاللهِ لأنَا أَشْوَقُ إِلَى لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ.اللَّهُمَّ فَإِنْ رَدُّوا الْحَقِّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ (فرّقهم)، وَشَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ، وَأَبْسِلْهُمْ بِخَطَايَاهُمْ (اهلكهم بذنوبهم). إِنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهمْ دُونَ طَعْن دِرَاك (متتابع) يَخْرُجُ مِنْهُ النَّسِيمُ، وَضَرْب يَفْلِقُ الْهَامَ، وَيُطِيحُ الْعِظَامَ، وَيُنْدِرُ السَّوَاعِدَ وَالاْقْدَامَ، وَحَتَّى يُرْمَوْا بِالْمَنَاسِرِ (المنسر: القطعة من الجيش) تَتْبَعُهَا الْمَنَاسِرُ، وَيُرْجَمُوا بِالْكَتَائِبِ، تَقْفُوهَا الْحَلاَئِبُ (المجموعات من الفرسان)، وَحَتَّى يُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ الْخَمِيسُ يَتْلُوهُ الْخَمِيسُ (الجيش لأنه مؤلف من خمسة أقسام)، وَحَتَّى تَدْعَقَ الْخُيُولُ (دق الخيول بحافرها) فِي نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ (الأراضي المتقابلة)، وَبِأَعْنَانِ مَسَارِبِهِمْ (جهات مراعيهم) وَمَسَارِحِهِمْ ".

وقال عليه السلام أيضاً:

"فَأَقِيمُوا عَلَى شَأنِكُمْ، وَالْزَمُوا طَرِيقَتَكُمْ، وَعَضُّوا عَلَى الْجِهَادِ بِنَوَاجِذِكُمْ (الأضراس)، وَلاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى نَاعِق نَعَقَ (صاح): إِنْ أُجِيبَ أَضَلَّ، وَإِنْ تُرِكَ ذَلَّ. وَوَاللهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنِّي لَلْمُحِقُّ الَّذِي يُتَّبَعُ، وَإِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِي، مَا فَارَقْتُهُ مُذْ صَحِبْتُهُ. فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَإِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ عَلَى الآبَاءِ وَالاْبْنَاءِ وَالاْخْوَانِ وَالْقَرَابَاتِ، فَمَا نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَة وَشِدَّة إِلاَّ إِيمَاناً، وَمُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ، وَتَسْلِيماً لِلاْمْرِ، وَصَبْراً عَلَى مَضَض الْجِرَاحِ (آلامه). وَلكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الإسْلاَمِ عَلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مِنَ الزَّيْغِ وَالإعْوِجَاجِ، وَالشُّبْهَةِ وَالتَّأوِيلِ. فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَة يَلُمُّ اللهُ بِهَا شَعَثَنَا(التفرّق)، وَنَتَدَانَى بِهَا إِلَى الْبَقِيَّةِ فِيَما بَيْنَنَا، رَغِبْنَا فِيهَا، وَأَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا ".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


1- أي لا يترك خصمه متفرّغاً لأخيه فيتفرّغ عدوان للمجاهد فيقتلانه, ثم يتفرغان له فيقتلانه أيضاً.

2013-09-06