مصاعبُ الطريق
واقعة وأحداث تبوك
لقد واجه جيش الاسلام في أثناء الطريق متاعب ومشاق كثيرة، ولهذا سمّي هذا الجيش بجيش "العُسرة" ولكن ايمانهم العميق باللّه، وحبّهم الشديد للهدف المقدس سهَّل لهم تلك المصاعب، وهوّن عليهم تلك المشاق، التي استقبلوها بصدور رحبة.
عدد الزوار: 149
لقد واجه جيش الاسلام في أثناء الطريق متاعب ومشاق كثيرة، ولهذا سمّي هذا الجيش
بجيش "العُسرة" ولكن ايمانهم العميق باللّه، وحبّهم الشديد للهدف المقدس سهَّل لهم
تلك المصاعب، وهوّن عليهم تلك المشاق، التي استقبلوها بصدور رحبة.
وعندما وصل جيش الاسلام إلى أرض ثمود غطّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجهه
بثوبه، واستحثّ راحلته ومرَّ على بيوتهم، وأطلالهم بسرعة وقال لأصحابه: "لا
تَدخُلُوا بُيوتَ الَّذينَ ظَلَمُوا إلا وَأنتُم باكونَ خوفاً أن يُصِيبكُم مثلَ ما
أصابَهُم".
وهو بذلك يحثُّ أصحابه على التدبر في أحوال من مضى مِن الاقوام والشعوب، والتفكّر
في مصائرهم وما آلوا إليه بسبب عُتوّهم وعنادهم، وتمرّدهم على الحق، فان ظلال الموت
التي كانت تخيّم على تلك الربوع، والأطلال الصامتة خيرُ عبرة للاجيال والاقوام
الاخرى.
ثم نهى رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله الناس عن أن يشربوا من مائها شيئاً، وأن
لا يتوضأوا به للصلاة، وأن لا يحاسَ به حيس، ولا يطبَخَ به طعام، وأن العجينَ الذي
عُجِنَ به، أو الحيس الذي فُعِلَ به يُعلَف الإبل، وأن الطبيخ الذي طُبَخَ به
يُلقى، ولا يأكُلُوا منه شيئاً.
ففعل الناس ما أمَرهُم به رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم انَ الناس ارتحلوا
من تلك المنطقة حتى إذا مضى من الليل بعضُه وصلوا إلى البئر التي كانت تشرب منها
ناقةُ صالح النبي عليه السَّلام، فنزلُوا عليها بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله.
* اية الله السبحاني / سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم