تعلميات احتياطيّة
واقعة وأحداث تبوك
ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان يعرفُ بالرياح الشديدة والساقّة والعواصف القوية التي كانت تهبُّ في تلك الأَرض بين الحين والآخر، وتبلغ من الشدة والقوة بحيث ربما تحتمل البعير بصاحبه، وتلقيه في واد آخر.
عدد الزوار: 125
ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان يعرفُ بالرياح الشديدة والساقّة
والعواصف القوية التي كانت تهبُّ في تلك الأَرض بين الحين والآخر، وتبلغ من الشدة
والقوة بحيث ربما تحتمل البعير بصاحبه، وتلقيه في واد آخر.
ولهذا أصدر صلّى اللّه عليه وآله إلى أصحابه تعليمات إحتياطية مشدَّدة فأمرهم بأن
يعقلوا آبالهم ولا يخرج أحد منهم في تلك الليلة وحده، بل يخرج من خبائه مع صاحبه.
وقد اثبتت التجاربُ والاحداثُ فيما بعد أن التعليمات الاحتياطية النبوية المذكورة
كانت مفيدة جداً، لأن شخصين من بني ساعدة من الَّذين كانوا في ركب رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله وسلم تجاهَلا هذه التعلميات فخرجا منفردين من خبائهما ليلاً،
فاختنق أحدهما لشدة الرياح، بينما احتملت الريحُ الرجل الآخر، وضربت به الجبَل،
ولما علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بذلك انزعجَ بشدّة وقال: "ألم أنهكُم
أن يَخرجَ منكم أحد إلا وَمعهُ صاحبُه".
هذا وقد استعمل رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله على حرس العسكر "عباد بن بشر"
فكانَ يطوف في أصحابه على العسكر.
ثم اصبح الناس ولا ماء معهم، وحصل لهم بسبب العطش ما كاد يقطَعُ رقابهم، حتى حملَ
ذلك بعضهم على نحر إبلهم ليشُقوا كراشها، ويبشربُوا ماءها، بينما صبر آخرون،
وانتظروا حصول الماء على ظمأ شديد، وقلوب ملتهبة عطشاً.
ولقد أعان اللّه تعإلى الذي كان قد وَعَد نبيّه الكريم بالنصر أصحابه المسلمين
الأوفياء، مرة اُخرى إذ أرسل سحابة فمطرت حتى ارتوى الناسُ، واحتملوا ما يحتاجون
إليه.
* اية الله السبحاني / سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم