قصة مالك بن قيس
واقعة وأحداث تبوك
رجع مالك بن قيس "ابو خيثمة" بعد أن سارَ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أياماً إلى أهله في يوم حار، فوجد المدينة فارغة، وعرف بمسير جنود الإسلام ثم دخل في عريش له، فوجد امرأتين له قد رشّتا الماء في العريش، وبرّدتا له ماءً،
عدد الزوار: 149
رجع مالك بن قيس "ابو خيثمة" بعد أن سارَ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أياماً
إلى أهله في يوم حار، فوجد المدينة فارغة، وعرف بمسير جنود الإسلام ثم دخل في عريش
له، فوجد امرأتين له قد رشّتا الماء في العريش، وبرّدتا له ماءً، وهيأتا له طعاماً،
فلما دخل قام على باب العريش، فنظر إلى امرأتيه، وما صنعتا له، وفكَّر في ما فيه
رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأصحابه من الحال، وقد انطلَقُوا إلى جهاد العدوّ
في شدّة الحرّ فقال: رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الشمس والريح والحرّ،
وأبو خيثمة في ظل بارد، وطعام مُهيّأ، وامرأة حسناء في ماله مقيم؟ ما هذا بالنصف.
ثم قال: لا أدخلُ عريش واحدة منكُنا حتى ألحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله
وأصحابه المجاهدين فهيئا لي زاداً، ففعلتا ثم قدَّم بعيره فارتحله، ثم خرج في طلب
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى أدركه حين نزل تبوك، وقد لقيَ في أثناء الطريق
أبا خيثمة "عميرُ بن وهيب الجمحي" وهو يطلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
لقد كان هذا الرجل ممّن لم يُوفَّق - في بداية الامر- لمرافقة رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله إلا أنه التحق بركبه المقدس ونال السعادة العظمى بحسن اختياره الذي
يستحق الاكبار والتقدير، ولم يكن مثل اُولئك الذين طلبتهم السعادة ولكنهم رفضوها،
وابتعدوا عنها، وآثروا البقاء في ضلالهم وشقائهم.
فهذا "عبد اللّه بن اُبي" رئيس المنافقين وكبيرهم الذي عزم على أن يشارك مع رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله في هذه الغزوة أقام خيمته في معسكر المسلمين، ولكنه
لخبث سريرته، وعدائه الشديد للاسلام ونبيّه الكريم صلّى اللّه عيه وآله بدّل رأيه
ساعة رحيل الجيش الإسلامي، وعاد إلى المدينة مع أصحابه ليقوم بالشغب، وحيث أن رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان على عِلم بنفاقه، وخُبث سريرته وكان يدرك جيداً أن
مشاركة هذا العنصر المنافق وجماعته في ذلك الجهاد لن تعود على المسلمين بفائدة،
لذلك لم يهتم صلّى اللّه عليه وآله بانفصاله عن الجيش الإسلامي ورجوعه إلى المدينة.
* اية الله السبحاني/ سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم