المرقد المقدس للسيدة رقية (ع)
وفاة السيدة رقية(ع)
يقع مقام السيدة رقية عليها السلام في (حي العمارة) على بعد 100 متر أو أكثر خلف المسجد الاموي بدمشق إلى جانب باب الفراديس قرب مسجد مقام رأس الحسين (ع)، وعندما تريد الدخول إلى صحنها المطهر أول ما يلفت نظرك،
عدد الزوار: 317يقع مقام السيدة رقية عليها السلام في (حي العمارة) على بعد 100 متر أو أكثر خلف المسجد الاموي بدمشق إلى جانب باب الفراديس قرب مسجد مقام رأس الحسين (ع)، وعندما تريد الدخول إلى صحنها المطهر أول ما يلفت نظرك، اللوحة التي على باب مقامها الشريف مكتوب فيها: هنا مقام السيدة رقية بنت الحسين عليه السلام الشهيد بكربلاء.
ترى مقامها كالدّر الأبيض الذي يلمع، وفي حينه تتذكر تلك الأيام الرهيبة والنفوس الخبيثة التي أرادت إطفاء نور فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها عليهم السلام، ولكن هيهات..
قال سبحانه وتعالى: ((يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون)).
دأب المسلمون شيعة وسنة على زيارة مقامها الشريف والمبارك حتى أصبح من المشاهد المشرفة التي تهوي إليها النفوس من كل فج عميق.
وقد إلتجأ إلى قبرها كثير من الناس بحوائجهم، فجعلوا هذه اليتيمة شفيعة ووسيلة إلى الله سبحانه، وقد قضى الله حوائجهم ببركة السيدة رقية (عليها السلام)، فكم من مريض شوفي، وكم من مديون قضي دينه، وكم من مهموم كشف غمه، وكم من مكروب زال كربه، وكم.. وكم..
يعود تأسيس مرقدها المبارك إلى سنة 526هـ، وأول من بنى على قبرها السلاطين الأيوبيين، ومن ثم توالت على المرقد عمارات متتالية وفي سنة 1125هـ جدد بناء الضريح وبعدها عمر قبرها في زمن العثمانيين وبسنة 1323 هـ جدد بناؤه على يد الميرزا علي اصغر خان امين السلطان ناصر الدين شاه، وبسنة 1399 عمد الى توسعة المرقد، وبسنة 1408هـ بدل الضريح الذي وضع على القبر في عهد امين السلطان بضريح آخر، تم صنعه على يد اربعين شخصا من الفنانين البارعين وهو في غاية الجمال والروعة.
وتبلغ مساحة البناء الجديد لمرقد السيدة رقية حاليا نحو 4000 متر مربع، ومنه 600 متر مربع صحن وفضاء واسع وبقية البناء يؤلف الرواق والحرم والمسجد المجاور للضريح، وتعلو المرقد قبة مضلعة ووضع على القبر صخرة من الموزائيك ذات العاج والمرمر، والبناء فخم وضخم يتوافد عليه الزوار من شتى بقاع الارض.
كتب على الباب أبيات من الشعر العربي من قبل الحاج احمد رضا الشيرازي هناك قصائد حول القبر منها قصيدة شعرية للمرحوم الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تعبر عن روح الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم ومكتوبة بماء الذهب يقول فيها:
فـي الشـام فـي مـثـوى أمـية مـرقـــد*** يـنـبـيـك كـيـف دم الـشـهــادة يـخـلــد
صــرح مــن الإيـمـان زهـو أمـيــــة*** وشـمـوخ دولـتـهــا لـديــــه يـسـجـــد
رقــدت بــه بـنـت الحسـين فـأوشكت*** حـتــى حـجـارة ركـنـــــــه تـتـوقــــد
كــانــت سـبـيـــة دولــة تـبـنى علــى*** جـثــث الضـحـايــا مـجـدها وتـشـيـيد
حـتـى اذا دالــت تــسـاقــط فــوقـهـــا*** بــأس الـحـديــد وقــام هـذا الـعـسـجد
هـيـا اسـتـفـيـقـي يـا دمـشـق وايقظي***تـرفــاً عـلى وضـر القـمـامة يـرقـــد
واريــه كـيــف تــربـعـت في عرشـه*** تـلـك الـدمــاء يـضـوع فـيـها المشهد
مــن راح يـعـدل مـيـل بـــدر أمـسـه*** فـلــت صــوارمـــه ومــال بــه الغـد
ستـظـل هـنـد فــي جـحـيم ذحـولـهــا*** تـجـتـر أكـبــاد الـهـدى وتــعــربـــــد
ويـظــل مـجــدك يــا رقــيــة عـبـرة***للظــالـمـيـن عـلـى الـزمـان يـجــــدد
يـذكــو بــه عـطـر الأذان ويــزدهـي*** بـجــلال مـفـرقــة الـنـبـي مـحـمـــــد
ويـكــاد مــن وهج الـتـلاوة صخــره***يـنــدى ومــن وضــح الـهـدى يتورد
وعـلـيـه أســراب الـمـلائـك حــــوم*** وهـمــوم أفـئــدة الـمـوالـــي حـشــــد
وبــه يـطـــوف فـــم الـخلود مؤرخـاً***بــالـشـــام قـبــر رقــيـــة يـتـجـــــدد.