ولادة عيسى(ع) ومعجزاته ونقش خاتمه وطرف مما يلائم ذلك
النبي عيسى عليه السلام
رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند إلى نخلة فدعا بدعوات ثم قال يا حفص إنه والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم عليه السلام...
عدد الزوار: 421
الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يعش مولود قط لستة أشهر غيرالحسين عليه السلام وعيسى ابن مريم عليه السلام.
و فيه عن حفص بن غياث قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند إلى نخلة فدعا بدعوات ثم قال يا حفص إنه والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم عليه السلام ﴿وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا﴾.
تفسير علي بن إبراهيم ﴿وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا﴾ قال خرجت إلى النخلة اليابسة ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً قال في محرابها فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا﴾ يعني جبرئيل عليه السلام ﴿فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ فقال جبرئيل ﴿إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا﴾ فأنكرت ذلك لأنه لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل ﴿ف قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ولَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ولَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾ ولم يعلم جبرئيل عليه السلام أيضا كيفية القدرة فقال لها ﴿كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾.
قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسى في الليل فوضعته في الغداة وكان حملها تسع ساعات جعل الله لها الشهور ساعات ثم ناداها جبرئيل عليه السلام ﴿وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ أي هزي النخلة اليابسة وكان ذلك اليوم سوقا فاستقبلتها الحاكة وكانت الحياكة أنيل أي أنفع صناعة في ذلك الزمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة فاستهزءوا به وزجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم نزرا أي قليل النفع وجعلكم في الناس عارا فاستقبلوها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم جعل الله البركة في كسبكم وأحوج الناس إليكم فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت عيسى عليه السلام.
فلما نظرت إليه قالت ﴿يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذ وكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا﴾ ما ذا أقول لخالي وما ذا أقول لبني إسرائيل فنادها عيسى من تحتها ﴿أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ أي نهر وحركي النخلة تساقط عليك رطبا جنيا.
و كانت النخلة قد يبست منذ دهر فمدت يدها إلى النخلة فأورقت وأثمرت وسقط عليها الرطب الطري فطابت نفسها.
و قال لها عيسى قمطيني ثم افعلي كذ وكذا فقمطته وسوته وقال لها عيسى ﴿فَكُلِي واشْرَبِي وقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً﴾ وصمتا كذا نزلت ﴿فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾.
ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبه وخرج زكريا فأقبلت وهو في صدره وأقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبسرن في وجهها فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل وزكريا ﴿قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ ومعنى قوله ﴿يا أُخْتَ هارُونَ إن هارون كان رجلا زانيا فاسقا فشبهوها به من أين هذا البلاء الذي جئتي ﴿فَأَشارَتْ﴾ إلى عيسى في المهد ﴿ف قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾ فأنطق الله عيسى عليه السلام فقال ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا...﴾ الآية.
الأمالي بإسناده إلى علي بن الحسين عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس إنها الزوراء فسيرو وجنبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة له فقال له الراهب لا تنزل هذه الأرض بجيشك قال ولم قال لأنها لا ينزلها إلا نبي ووصي نبي يقاتل في سبيل الله عز وجل هكذا نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين عليه السلام أنا وصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء فقال له الراهب فأنت إذا أصلع قريش ووصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال له أمير المؤمنين أنا ذاك فنزل الراهب إليه فقال له خذ على شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وإنك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسى عليه السلام فأتى أمير المؤمنين موضعا فلكزه برجله فانبجست عين خرارة فقال هذه عين مريم التي انبعثت لها ثم قال اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا هو بصخرة بيضاء فقال علي عليه السلام على هذه الصخرة وضعت مريم عيسى من عاتقه وصلت هاهنا ثم قال أرض براثا هذه بيت مريم عليها السلام.
التهذيب عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله تعالى ﴿فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا﴾ قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبرالحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها.
علل الشرائع عن وهب قال: لما جاء المخاض مريم عليه السلام إلى جذع النخلة اشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها كالحضيرة ثم أشعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتى دفئت وكسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها فمن أجل ذلك توقد النصارى النار في ليلة الميلاد وتلعب بالجوز.
و عن الباقر عليه السلام: أن إبليس أتى ليلة ميلاد عيسى عليه السلام فقيل له قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلا خر لوجهه وأتى المشرق والمغرب يطلبه فوجده في بيت دير قد حفت به الملائكة فذهب يدنو فصاحت الملائكة تنح فقال لهم من أبوه فقالت الملائكة فمثله كمثل آدم فقال إبليس لأضلن به أربعة أخماس الناس.
و عنه عليه السلام: لما قالت العواتق الفرية على مريم وهن سبعون ﴿لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أنطق﴾ الله عيسى عليه السلام عند ذلك فقال لهن ويلكن تفترين على أمي ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ﴾ وأقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن على أمي قال الحكم فقلت للباقر عليه السلام أ فضربهن عيسى بعد ذلك قال نعم ولله الحمد والمنة.
علل الشرائع بإسناده عن وهب اليماني قال: إن يهوديا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد كنت في أم الكتاب نبيا قبل أن تخلق قال نعم قال وهؤلاء أصحابك مثبتون معك قبل أن يخلقوا قال نعم قال فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كما تكلم عيسى ابن مريم على زعمك وكنت قبل ذلك نبيا فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه ليس أمري كأمر عيسى ابن مريم خلقه الله عز وجل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم ولو أن عيسى خرج من بطنه ولم ينطق بالحكمة لم يكن لأمه عذر عند الناس وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يأخذون من المحصنات فجعل الله منطقه عذرا لأمه.
و عن الرضا عليه السلام قال: كانت نخلة مريم عليها السلام العجوة ونزلت في كانون.
أقول: اختلف في أنه لم سمي بالمسيح فقيل لأنه مسح باليمن والبركة.
و قيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب.
و قيل: إنه كان لا يمسح ذا عاهة بيده إلا برأه.
و قيل لأنه مسحه جبرئيل عليه السلام بجناحه وقت ولادته لتكون عوذة من الشيطان وفي تفسير العياشي أن أصحاب عيسى سألوه أن يحيي لهم ميتا قال فأتى بهم إلى قبر سام بن نوح فقال له قم بإذن الله يا سام بن نوح فانشق القبر ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال له عيسى أيما أحب إليك تبقى وتعود فقال يا روح الله أعود إني لأجد حرقة الموت وقال لذعة الموت في جوفي إلى يومي هذا.
و فيه عن أبان بن تغلب قال: سئل أبو عبد الله هل كان عيسى ابن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد قال فقال نعم إنه كان له صديق مؤاخ له في الله وكان عيسى يمر به فينزل عليه وإن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فقالت مات يا رسول الله فقال لها أ تحبين أن تريه قالت نعم قال إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه بإذن الله فلما كان من الغد أتاها فقال انطلقي معي إلى قبره فانطلقا إلى قبره فوقف عيسى ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما عيسى فقال أ تحب أن تبقى مع أمك في الدنيا قال يا رسول الله بأكل ورزق ومدة وبغير مدة ولا رزق ولا أكل فقال له عيسى بل بأكل ورزق ومدة تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال نعم قال فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة وتزوج وولد له.
و في تفسير الحسن العسكري عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا عباد الله إن قوم عيسى عليه السلام لما سألوه أن ينزل مائدة من السماء قالَ ﴿اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ﴾ فأنزلها عليهم فمن كفر بعد مسخه الله إما خنزير وإما قرد وإما دب وإما هر وإما على صورة بعض الطيور والدواب التي في البحر حتى مسخوا على أربعمائة نوع من المسخ.
و قال أبو جعفر عليه السلام: المائدة التي نزلت على بني إسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب عليها تسعة ألوان وتسعة أرغفة.
و قيل لعيسى ما لك لا تتزوج قال وما أصنع بالتزويج قيل يولد لك قال وما أصنع بأولاد إن عاشوا افتتنون وإن ماتوا أحزنونا.
و قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه: وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم عليه السلام فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن وكان إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربه وفاكهته ريحانة ما أنبتت الأرض للبهائم ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يتلفه ولا طمع يذله ودابته رجلاه وخادمه يداه.
و في إرشاد القلوب: قال عيسى خادمي يداي ودابتي رجلاي وفراشي الأرض ووسادي الحجر ودفئي في الشتاء مشارق الأرض وسراجي بالليل القمر وإدامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف وفاكهتي وريحانتي ما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام أبيت وليس لي شيء وأصبح وليس لي شيء وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني.
أقول: معنى قوله وإدامي الجوع إني لا آكل شيئا إلا بعد شدة الجوع والاشتياق إليه ولا آكل إلا إذا كان هكذا يكون مستلذ ويكون كأنه مع الإدام والمراد بقوله أغنى مني غنى النفس وعدم الحاجة إلى الناس.
و روى المفضل عن الصادق عليه السلام: أن بقاع الأرض تفاخرت ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء فأوحى الله إليها اسكني ولا تفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح عليه السلام وإن الدالية التي غسل فيها رأس الحسين عليه السلام فيه وفيها غسلت مريم عيسى واغتسلت لولادتها.
كتاب التمحيص عن سدير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام هل يبتلي الله المؤمن فقال وهل يبتلى إلا المؤمن حتى إن صاحب يس قال ﴿يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ كان مكنعا قلت وما المكنع قال كان به الجذام.
الأمالي عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عيسى روح الله مر بقوم مجلبين فقال ما لهؤلاء قيل يا روح الله إن فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان ابن فلان في ليلتها هذه قال يجلبون اليوم ويبكون غدا فقال قائل منهم ولم يا رسول الله قال لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه فقال القائلون بمقالته صدق الله وصدق رسوله وقال أهل النفاق وما أقرب غدا فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء فقالوا يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت فقال عيسى يفعل الله ما يشاء فاذهبوا بنا إليها فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها فقال له عيسى استأذن لي على صاحبتك فدخل إليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة قال فتخدرت فدخل عليها فقال لها ما صنعت ليلتك هذه قالت لم أصنع شيئا إل وقد كنت أصنعه فيما مضى إنه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فنعطيه ما يقوته إلى مثله وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل وهتف فلم يجبه أحد ثم هتف فلم يجب حتى هتف مرارا فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله فقال لها تنحي عن مجلسك فإذا تحت ثيابها أفعى مثل الجذع عاض على ذنبه فقال عليه السلام بما صنعت صرف عنك هذا.
أقول: ورد في الأخبار عن السادة الأئمة الأطهار أن العلم الذي يخبر به الأنبياء عليهم السلام عن الله تعالى لا بد من وقوعه لئلا يلزم تكذيب الأنبياء عليهم السلام وهذا الحديث ينافيه ظاهر ويمكن الجواب أن هذ وأمثاله مما ترتب عليه وظهر منه إعجاز عيسى ورفع الكذب عنه.
و قد وقع مثل هذا في إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والجواب واحد.
البصائر بإسناده إلى أبي عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله ما يقول أصحابك فيأمير المؤمنين عليه السلام وعيسى وموسى عليه السلام أيهم أعلم قال قلت ما يقدمون على أولي العزم أحدا قال أما إنك لو خاصمتهم بكتاب الله لحججتهم قال قلت وأين هذا في كتاب الله قال إن الله قال في موسى ﴿وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَة﴾ً ولم يقل كل شيء وقال في عيسى ﴿وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ ولم يقل كل شيء وقال في صاحبكم ﴿كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ﴾.
تفسير علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الحسن فيما ناظر به ملك الروم كان عمر عيسى في الدنيا ثلاث وثلاثين سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال.
عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا عليه السلام قال: كان نقش خاتم عيسى حرفين اشتقهما من الإنجيل طوبى لعبد ذكر الله من أجله وويل لعبد نسي الله من أجله.
إكمال الدين عن الباقر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أرسل عيسى إلى بني إسرائيل خاصة وكانت نبوته ببيت المقدس وكان من بعده من الحواريين اثنا عشر.
يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالى قد تعارضت الأخبار في عموم رسالة أولي العزم إلى كافة الناس خصوصا موسى وعيسى.
ففي بعض الأخبار أن رسالتهما عامة والأنبياء الذين كانوا في عصرهم أمروا بتبليغ شرائعهم وفي بعضها كما في الخبر ولعل الأقوى هو الأول.
و يئول هذا الحديث وما بمعناه على إرادة إرساله بالذات إلى بني إسرائيل كما يقال في نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إنه رسول العرب ورسول أهل مكة إذ لا خلاف في عموم رسالته إلى كافة المخلوقات.
قصص الراوندي بإسناده إلى أبي عبد الله بن سنان قال: سأل أبي أبا عبد الله عليه السلام هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم قال نعم ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ويصيبه وجع الصغر في كبره ويصيبه المرض وكان إذا مسه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمه ابغي لي عسل وشونيز وزيتا فتعجنين به ثم ائتيني به فأتته فكرهه فتقول لم تكرهه وقد طلبته فيقول هاتيه وصفته لك بعلم النبوة وأكرهته لجزع الصب ويشم الدواء ثم يشربه بعد ذلك.
و عنه عليه السلام: أن عيسى كان يبكي بكاء شديدا فلما أعيت مريم عليها السلام بشدة بكائه قال لها خذي من لحا هذه الشجرة فاجعلي وجورا ثم اسقينيه فإذا سقي بكى بكاء شديدا فتقول مريم ما ذا أمرتني فيقول يا أماه علم النبوة وضعف الصبا.
عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليكم بالعدس فإنه مقدس مبارك يرقق القلب ويكثر الدمعة وقد بارك الله فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم عليه السلام.
الكافي عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول اتقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضا إن عيسى ابن مريم كان في شرائعه السيح في البلاد فخرج في بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللزوم لعيسى ابن مريم عليه السلام فلما انتهى عيسى إلى البحر قال بسم الله بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى جازه بسم الله بصحة يقين منه فمشى على الماء فلحق بعيسى فدخله العجب بنفسه فقال هذا عيسى روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء فما فضله علي قال فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء فأخرجه ثم قال له ما قلت يا قصير قال قلت هذا روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء فدخلني من ذلك عجب فقال له عيسى عليه السلام لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله به فمقتك الله على ما قلت فتب إلى الله عز وجل قال فتاب الرجل ورجع إلى مرتبته التي وضعه الله فاتقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضا.
و عنه عليه السلام: أن عيسى عليه السلام لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في البحر فقال له بعض الحواريين يا روح الله وكلمته لم فعلت هذ وإنما هو من قوتك قال فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم1.
1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.
2012-11-29