يتم التحميل...

تفسير ما يقوله الناقوس ورفع عيسى(ع)

النبي عيسى عليه السلام

بينما كنت أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحيرة إذ نحن بديراني يضرب الناقوس فقال علي بن أبي طالب عليه السلام يا حارث أ تدري ما يقول الناقوس قلت الله ورسوله وابن عم رسوله ...

عدد الزوار: 53

الأمالي ومعاني الأخبار بالإسناد إلى الحارث الأعور قال: بينما كنت أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحيرة إذ نحن بديراني يضرب الناقوس فقال علي بن أبي طالب عليه السلام يا حارث أ تدري ما يقول الناقوس قلت الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم قال إنه يضرب مثل الدني وخرابه ويقول لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا إن الدنيا قد غرتن وشغلتن واستهوتن واستقوتنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا تفنى الدنيا قرنا قرنا ما من يوم يمضي عنا إلا أوهى منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى واستوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا فقال الحارث يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك قال لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عز وجل قال فذهبت إلى ديراني فقلت له بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها قال فأخذ يضرب وأنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله إلا لو قد متنا فقال بحق نبيكم من أخبركم بهذا قلت هذا الرجل الذي كان معي أمس قال وهل بينه وبين النبي من قرابة قلت هو ابن عمه قال بحق نبيكم أ سمع هذا من نبيكم قال قلت نعم فأسلم ثم قال لي والله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الأنبياء.

إكمال الدين عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما ملك أسبخ بن أشكان وملك مائتين وست وستين سنة ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عيسى ابن مريم عليه السلام واستودعه النور والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله وزاده الإنجيل وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الإيمان بالله فمكث ثلاثة وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها قتلته وما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه وإنما شبه لهم الحديث.

و عن أبي جعفر عليه السلام: لما كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون وكذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى ابن مريم وكذلك الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب عليه السلام لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين صلى الله عليه وآله وسلم.

تفسير علي بن أبي إبراهيم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا عند المساء وهم اثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء فقال إن الله رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي قال شاب منهم أنا يا روح الله قال فأنت هو ذا فقال عيسى إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة فقال له رجل أنا منهم فقال عيسى عليه السلام أ تحس بذلك في نفسك فلتكن هو ثم قال عيسى عليه السلام أما إنكم ستفترقون من بعدي على ثلاث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار وفرقة شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى من زاوية البيت وهم ينظرون إليه ثم قال إن اليهود جاءت في طلب عيسى عليه السلام من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة وأخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب وكفر الذي قال له تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة.

قصص الراوندي عنه عليه السلام قال: لما اجتمعت اليهود على عيسى عليه السلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل عليه السلام فغشاه بجناحه ونظر عيسى فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعالي الذي ثبت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه فلما دعا به عيسى عليه السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام ارفعه إلي عندي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات فو الذي نفسي بيده ما دعا بهن عبد بإخلاص إلا اهتز له العرش وإلا قال الله للملائكة اشهدوا أني قد استجبت له بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ثم قال لأصحابه سلوا بها ﴿و لا تستبطئوا الإجابة.

و عن أبي عبد الله عليه السلام: قال رفع عيسى ابن مريم عليه السلام بمدرعة من صوف من غزل مريم عليه السلام ومن خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى ابن مريم ألق عنك زينة الدنيا.

عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليه السلام للناس إلا أمر عيسى ابن مريم عليه السلام وحده لأنه رفع من الأرض حي وقبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماء ورد إليه روحه وذلك قوله عز وجل ﴿إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إِلَيّ.

و روي أنه مر عيسى عليه السلام برهط من اليهود فقال بعضهم قد جاءكم الساحر ابن الساحرة والفاعل بن الفاعلة فقذفوه بأمه فسمع ذلك عيسى عليه السلام فقال اللهم أنت ربي خلقتني ولم أتهم من تلقاء نفسي اللهم العن من سبني وسب والدتي فاستجاب الله دعوته فمسخهم قردة وخنازير.

و بلغ خبرهم يهوذ وهو رأس اليهود فخاف أن يدعو عليه فجمع اليهود واتفقوا على قتله فبعث الله جبرئيل عليه السلام يمنعه منهم.

فاجتمع اليهود حول عيسى عليه السلام فجعلوا يسألونه فيقول لهم يا معشر اليهود إن الله تعالى يبغضكم فثاروا عليه ليقتلوه فأدخله جبرئيل عليه السلام خوخة البيت الداخل لها روزنة في سقفها فرفعه جبرئيل عليه السلام إلى السماء فبعث يهوذا رأس اليهود رجلا من أصحابه اسمه طيطانوس ليدخل عليه الخوخة ليقتله فدخل فلم يره فأبطأ عليهم فظنوا أنه يقاتل في الخوخة فألقي عليه شبه عيسى عليه السلام فلما خرج على أصحابه قتلوه وصلبوه.

و قيل ألقي عليه شبه وجه عيسى ولم يقل عليه شبه جسده.

فقال بعض القوم إن الوجه وجه عيسى والجسد جسد طيطانوس.

و قال بعضهم إن كان هذا عيسى عليه السلام فأين طيطانوس فاشتبه الأمر عليهم وأما قوله ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إِلَيَّ فذكر المفسرون فيه أقوالا منها أني قابضك إلى ورافعك إلى السماء من غير وفاة بموت ومعنى ﴿مُتَوَفِّيكَ أني رافعك إلي وافيا لم ينالوا منك شيئا من قولهم توفيت منك كذ وكذا أي تسلمته.

و منها أني متوفيك وفاة نوم ورافعك إلي في النوم من قوله ﴿وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ومنها ما قاله ابن عباس من أن المراد ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وفاة موت كما تقدم به الحديث وقال ابن عباس إنه توفاه أي أماته ثلاث ساعات وأما النحويون فيقولون هو على التقديم والتأخير أي رافعك ومتوفيك لأن الواو لا توجب الترتيب ويدل عليه ما روي.

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: عيسى عليه السلام لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة.

فيكون تقديره إني قابضك بالموت بعد نزولك من السماء.

الإحتجاج: سأل نافع مولى ابن عمر أبا جعفر عليه السلام كم بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم من سنة قال أجيبك بقولك أم بقولي قال أجبني بالقولين قال أما بقولي فخمسمائة سنة وأما قولك فستمائة سنة.

تفسير علي بن إبراهيم مسندا إلى شهر بن حوشب قال: قال الحجاج يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت أيها الأمير أي آية هي فقال قوله ﴿وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ والله إني لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت قال كيف هو قلت إن عيسى على نبين وآله وعليه أفضل الصلاة ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا من آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي عليه السلام قال ويحك أنى لك هذ ومن أين جئت به قلت حدثني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال جئت والله بها من عين صافية.


* النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.

2012-11-28