فضل النبي سليمان ومكارم أخلاقه(ع) وجمل من أحواله
النبي سليمان عليه السلام
إكمال الدين للصدوق رحمه الله تعالى عن الصادق عليه السلام: أن داود عليه السلام أراد أن يستخلف ابنه عليه السلام لأن الله تعالى أمره بذلك فقال بنو إسرائيل يستخلف علينا حدثا فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ...
عدد الزوار: 501
إكمال الدين للصدوق رحمه الله تعالى عن الصادق عليه السلام: أن داود عليه السلام أراد أن يستخلف ابنه عليه السلام لأن الله تعالى أمره بذلك فقال بنو إسرائيل يستخلف علينا حدثا فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي فرضوا بذلك وأدخلوا عصيهم بيتا فأصبحو وقد أورقت عصا سليمان وأثمرت فسلموا ذلك لداود ثم إن سليمان أخفى أمره واستتر من شيعته ما شاء الله ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت وأمي ما أكمل خصالك وأطيب ريحك ولا أعلم لك خصلة أكرهها إلا في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لا يخيبك فقال لهاسليمان عليه السلام ما عملت عملا قط ولا أحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ما أصبت شيئا قالت لا عليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد رجع إلى السوق وجال فيه فلم يقدر على شيء فرجع وأخبرها فقالت يكون غدا إن شاء الله فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا هو بصياد فقال له هل لك أن أعينك وتعطيني شيئا قال نعم فأعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهم وشق بطن إحداهما فإذا هو بخاتم في بطنها فجاء إلى منزله وهو واضع الخاتم في ثوبه فقالت له امرأته إني أريد أن تدعو أبوي حتى يعلما أنك قد كسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا أخرج خاتمه فلبسه فخر عليه الطير والريح وغشيه الملك وحمل الجارية وأبويها إلى بلاد إصطخر واجتمعت الشيعة واستبشروا به ففرج الله عنه ما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا فلم يزل بين الشيعة يأخذون عنه ثم غيب الله آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقى قال على الصراط وغاب عنهم ما شاء الله واشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته وتسلط عليهم بختنصر الحديث.
أقول: ورد في حديث آخر أن وقعه على الخاتم في بطن السمكة كان بعد أن سلب منه الملك أخذ الشياطين خاتمه وألقوه في البحر.
الإحتجاج في حديث الزنديق الذي سأل الصادق عليه السلام عن مسائل: وكان فيما سأله كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود عليه السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال عليه السلام غلظوا لسليمان كما سخرو وهم خلق رقيق غذاؤهم التسنيم والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها لا بسلم ولا بسبب.
الكافي عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان لسليمان بن داود عليه السلام ألف امرأة في قصر واحد وثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية ويطيف بهن في كل يوم وليلة.
أقول: يحتمل طواف الزيارة والأظهر أنه طواف الجماع.
و قال عليه السلام: كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر وكان عليه السلام يطعم أضيافه اللحم بالحوارى ويطعم عياله الخشكار ويأكل هو الشعير غير المسحول.
أقول: الحوارى الخبز الأبيض كما أن الخشكار الخبز الأسود.
قصص الراوندي بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ﴿اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْرا﴾ً قال: كانوا ثمانين رجل وسبعين امرأة ملازمين للمحراب فلما قبض داود ولي سليمان وعلم منطق الطير وسخر له الجن والإنس وكان لا يسمع بملك في ناحية الأرض إلا أتاه حتى يذله ويدخله في دينه وسخر له الريح فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير وقام الجن والإنس وكان إذا أراد أن يغزو أمر بمعسكره فضرب له بساط من الخشب وجعل عليه الدواب والناس وآلة الحرب كلها حتى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح فدخلت الخشب فحملته حتى تنتهي به إلى حيث يريد وكان غدوها شهر ورواحها شهرا.
و فيه عن الأصبغ قال: خرج سليمان بن داود عليه السلام من بيت المقدس ومعه ثلاثمائة ألف كرسي عن يمينه عليها الإنس وثلاثمائة ألف كرسي عن يساره عليها الجن وأمر الطير فأظلتهم وأمر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن ثم رجع وبات في إصطخر ثم غدا فانتهى إلى جزيرة بركادان ثم أمر الريح فخفضتهم حتى كادت أقدامهم تصيب الماء فقال بعضهم لبعض هل رأيت ملكا أعظم من هذا فنادى ملك من السماء لثواب تسبيحة واحدة أعظم مما رأيتم.
و فيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان لسليمان حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت منكوحة منهن سبعمائة أمة قبطية وثلاثمائة حرة مهيرة فأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا في مباضعة النساء وكان يطوف بهن جميع ويسعفهن وكان سليمان يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع فقال لهم إبليس كيف أنتم قالوا ما لنا طاقة بما نحن فيه فقال إبليس أ ليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا قالوا نعم قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين فأمرهم يحملون الحجارة ذاهبين ويحملون الطين راجعين إلى موضعها فتراءى لهم إبليس فقال كيف أنتم فشكوا إليه فقال أ لستم تنامون بالليل قالوا بلى قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح ما قالت الشياطين وإبليس فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار فما لبثوا يسيرا حتى ماتسليمان عليه السلام قال وخرج سليمان معه الجن والإنس يستسقي فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها رافعة أيديه وهي تقول اللهم إنا خلق من خلقك لا غناء بنا عن رزقك فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا فقال سليمان عليه السلام لمن كان معه ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم.
تفسير علي بن إبراهيم عن أبي الحسن عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا قط إلا عاقل وبعض النبيين أرجح من بعض وما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومكث في ملكه أربعين سنة وملك ذو القرنين وهو ابن اثنتي عشرة سنة ومكث في ملكه ثلاثين سنة.
المحاسن للبرقي عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن سليمان بن داود عليه السلام أتته امرأة عجوز مستعدية على الريح فقال لها ما دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة قالت إن رب العزة بعثني إلى سفينة بني فلان لأنقذها من الغرق وكانت قد أشرفت على الغرق فخرجت في عجلتي إلى ما أمرني الله به ومررت بهذه المرأة وهي على سطحها فعثرت به ولم أردها فسقطت فانكسرت يدها فقال سليمان عليه السلام يا رب بما أحكم على الريح فأوحى الله إليه يا سليمان احكم بأرش كسر هذه المرأة على أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق فإنه لا يظلم لدي أحد من العالمين.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود عليه السلام وذلك لما أعطي في الدنيا.
و عن أبي جعفر عليه السلام: قال إن سليمان قد حج البيت في الجن والإنس والطير والرياح وكسا البيت القباطي وهو أول من كسا البيت الثياب.
و روي أن الريح كانت تغدو من دمشق فتقيل بإصطخر من أرض أصفهان وبينهما مسيرة شهر للمسرع وتروح من إصطخر فتبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر تحمله الريح مع جنوده أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجياد.
و روي أن داود عليه السلام لما شرع في بناء بيت المقدس لم يتمه فأحب سليمان أن يتمه بعده.
فجمع الجن والشياطين فقسم عليهم الأعمال فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والمها الأبيض الصافي من معادنه وأمر ببناء المدينة من الرخام والصفاح وجعلها اثني عشر ربض وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط.
فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجه الشياطين فرقة فرقة يستخرجون الذهب واليواقيت من معادنه وفرقة يعلقون الجواهر والأحجار من أماكنه وفرقة يأتونه بالمسك والعنبر وسائر الطيب وفرقة يأتونه بالدر من البحار فأوتي بشيء من ذلك لا يحصيه إلا الله.
ثم أحضر الصناع وأمرهم بنحت تلك الأحجار حتى يصيرها ألواح ومعالجة تلك الجواهر واللئالئ.
و بنى سليمان المسجد بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر وعمده بأساطين المها الصافي وسقفه بألواح الجواهر وفضض سقوفه وحيطانه باللئالئ واليواقيت وبسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن في الأرض بيت أبهى ولا أنور منه كان يضيء في الظلمة كالقمر ليلة البدر.
فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه الله تعالى واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا.
فلم يزل بيت المقدس على ما بنى سليمان حتى غزا بختنصر بني إسرائيل فخرب المدينة وهدمه ونقض المسجد وأخذ ما في سقوفه وحيطانه من الذهب والدر والياقوت والجوهر فحملها إلى دار مملكته من أرض العراق.
و روي أنهم كانوا يعملون صور السباع والبهائم على كرسيه ليكون أهيب له فذكر أنهم صوروا أسدين من أسفل كرسيه ونسرين فوق عمود كرسيه فكان إذا أراد أن يصعد الكرسي بسط الأسدان ذراعيهم وإذا علا على الكرسي نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس.
و يقال إن ذلك كان مما لا يعرفه أحد من الناس. فلما حاول بختنصر صعود الكرسي بعد سليمان في حين غلب على بني إسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان فرفع الأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها فخر مغشيا عليه فما جسر بعده أحد أن يصعد ذلك الكرسي.
و عن الرضا عليه السلام: كان نقش خاتم سليمان سبحان من ألجم الجن بكلماته.
و أوحى الله تعالى إليه وهو يسير ما بين السماء والأرض أني قد زدت في ملكك أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت به الريح فأخبرتك به.
و نسجت الشياطين لسليمان عليه السلام بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم وكان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب والعلماء على كراسي الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظللها الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه الشمس.
الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرجأمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة بعد العتمة وهو يقول همهمة همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى عليه السلام.
و عن علي بن الحسين عليه السلام قال: القنزعة التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود عليه السلام وذلك أن الذكر أراد أن يسفد أنثاه فامتنعت عليه فقال لها لا تمنعيني ما أريد إلا أن يخرج الله عز وجل مني نسمة يذكر به فأجابته إلى طلبه فلما أرادت أن تبيض قال لها تريدين أن تبيضي فقالت لا أدري أنحيه عن الطريق قال لها إني أخاف أن يمر بك مار الطريق ولكني أرى ذلك أن تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهم أنت تتعرضين للقط الحب من الطريق فأجابته إلى ذلك وباضت وحضنت حتى أشرفت على النقاب فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان في جنوده والطير تظله فقالت له هذا سليمان قد طلع علينا بجنوده ولا آمن أن يحطمن ويحطم بيضنا فقال لها إن سليمان عليه السلام لرجل رحيم فهل عندك شيء خبيته لفراخك إذا نقبن قالت نعم عندي جرادة خبأتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عندك أنت شيء قال نعم عندي تمرة خبأتها منك لفراخي قالت فخذ أنت تمرتك وآخذ أنا جرادتي ونعرض لسليمان عليه السلام فنهديها له فإنه رجل يحب الهدية فأخذ التمرة في منقاره وأخذت هي الجرادة في رجليها ثم تعرضوا لسليمان عليه السلام فلما رآهم وهو على عرشه بسط يده لهما فأقبلا فوقع الذكر على اليمين ووقعت الأنثى على اليسار وسألهما عن حالهما فأخبراه فقبل هديتهم وجنب جنده عنهم وعن بيضهم ومسح على رأسيهم ودعا لهما بالبركة فحدثت القنزعة على رأسيهما من مسحة سليمان عليه السلام.
و روي أن سليمان عليه السلام مر في موكبه بعابد من عباد بني إسرائيل فقال والله يا ابن داود لقد آتاك الله ملكا عظيما فسمعه سليمان فقال لتسبيحة في صحيفة المؤمن خير مما أعطي ابن داود ما أعطي ابن داود يذهب وإن التسبيحة تبقى.
و كان سليمان إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء والأشراف حتى يجيء إلى المساكين ويقعد معهم ويقول مسكين من المساكين وكان مع ما فيه من الملك يلبس الشعر وإذا جنه الليل شد يديه إلى عنقه فلا يزال قائما حتى يصبح باكي وكان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده وإنما سألك الملك ليقهر ملوك الكفر.
و كان إذا ركب حمل أهله وحشمه وخدمه وكتابه وقد اتخذ مطابخ ومخابز يحمل فيها تنانير الحديد وقدور عظام يسع كل قدر عشر جزائر وقد اتخذ ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون ويخبز الخبازون وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض والريح تهوي بهم.
فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك ملك مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال سليمان عليه السلام هذا دار هجرة نبي في آخر الزمان طوبى لمن آمن به وطوبى لمن اتبعه ورأى حول البيت أصناما تعبد من دون الله.
فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت فأوحى الله إليه ما يبكيك قال يا رب أبكاني هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا بي فلم يهبطو ولم يصلوا عندي ولم يذكروك بحضرتي والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله تعالى إليه لا تبك فإني سوف أملؤك وجوها سجد وأنزل فيك قرآنا جديد وأبعث منك نبيا في آخر الزمان أحب أنبيائي إلي وأجعل فيك عمارا من خلقي يعبدونني وأفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكوره ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولده وأطهرك من الأوثان.
و روي أن سليمان عليه السلام لما ملك بعد أبيه أمر باتخاذ كرسي ليجلس عليه للقضاء وأمر أن يعمل مهولا بديعا بحيث لو رآه مبطل ارتدع فعمل له كرسي من أنياب الفيلة وفصصوه بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد وأنواع الجواهر وحففوه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الأحمر والزمرد الأخضر على رأس نخلتين منهما طاوسان من ذهب وعلى رأس الأخريين نسران من ذهب بعضها مقابلا لبعض وجعلوا من جنبي الكرسي أسدين من الذهب على رأس كل واحد منهما عمودا من الزمرد الأخضر وقد عقدوا على النخلات أشجار كروم من الذهب الأحمر واتخذوا عناقيد من الياقوت الأحمر بحيث يظل عريش الكروم والنخل والكرسي.
و كان سليمان إذا أراد الصعود وضع قدميه على الدرجة السفلى فيستدير الكرسي كله بما فيه دوران الرحى المسرعة وتنشر تلك النسور والطواويس أجنحته ويبسط الأسدان أيديهما فيضربان الأرض بذنبيهم وكذلك كل درجة يصعدها سليمان عليه السلام فإذا استوى بأعلاه أخذ النسران اللذان على النخلتين تاج سليمان عليه السلام فوضعاه على رأس سليمان ثم يستدير الكرسي بما فيه ويدور معه النسران والطاوسان والأسدان مائلات برءوسها إلى سليمان ينفخن عليه من أجوافها المسك والعنبر ثم تتناول حمامة من ذهب قائمة على عمود من جوهر من أعمدة الكرسي التوراة فيفتحها سليمان ويقرؤها على الناس ويدعوهم إلى فصل القضاء ويجلس علماء بني إسرائيل على الكراسي من الذهب المفصصة بالجوهر وهي ألف كرسي عن يمينه وتجيء عظماء الجن وتجلس على كراسي الفضة على يساره وهي ألف كرسي حافين جميعا به ثم تحف به الطير فتظلهم وتتقدم إليه الناس للقضاء فإذا دعا البينات والشهود لإقامة الشهادات دار الكرسي بما فيه مع جميع ما حوله دوران الرحى المسرعة ويبسط الأسدان أيديهم ويضربان الأرض بذنبيهم وينشر النسران والطاوسان بأجنحتها فيفزع منه الشهود ويدخلهم من ذلك رعب ولا يشهدون إلا بالحق.
روي هذا كله في كتاب تنبيه الخاطر.
1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.
2012-11-29