يتم التحميل...

فيما يشتركان فيه من علل التسمية والفضائل

النبي موسى عليه السلام

قال المفسرون موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء وسى الشجر وسمي بذلك لأن التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء والشجر وجدته جواري آسية وقد خرجن ليغتسلن وهو موسى بن عمران بن يصهر بن يافث بن لاوي بن يعقوب.

عدد الزوار: 294
قال الله تعالى ﴿وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.

قال المفسرون موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء وسى الشجر وسمي بذلك لأن التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء والشجر وجدته جواري آسية وقد خرجن ليغتسلن وهو موسى بن عمران بن يصهر بن يافث بن لاوي بن يعقوب.

واختلف في اسم أم موسى وهارون فقال محمد بن إسحاق نخيب وقيل أفاحية وقيل يوخابيد وهو المشهور.

أقول وهو الذي وجدته في التوراة المعربة في البصرة سنة الخامسة والتسعين بعد الألف بعد انصرافي من حج البيت.

تفسير علي بن إبراهيم بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام في خبر المعراج عن النبي ص قال: ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين حوله ثلة من أمته فأعجبني كثرتهم فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا المجيب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه وسلم علي واستغفرت له واستغفر لي وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات ثم صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل وسمعته يقول يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله وهذا رجل أكرم على الله مني فقلت من هذا يا جبرئيل قال هذا أخوك موسى بن عمران فسلمت عليه وسلم علي واستغفرت له واستغفر لي وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات وقال عليه السلام كان عمر موسى بن عمران مائتين وأربعين سنة وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة سنة.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: اختار من الأنبياء أربعة للسيف إبراهيم وداود وموسى وأن واختار من البيوتات أربعة فقال الله عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ.

علل الشرائع; سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عز وجل ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وأُمِّهِ وأَبِيهِ وصاحِبَتِهِ وبَنِيهِ من هم فقال: قابيل يفر من هابيل والذي يفر من أمه موسى والذي يفر من أبيه إبراهيم والذي يفر من صاحبته لوط والذي يفر من ابنه نوح والذي يفر من أبيه كنعان.

قال الصدوق: إنما يفر موسى من أمه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها.

أقول: ذكر جماعة من أهل الحديث أنه يجوز أن يتجوز بالأم عن المربية والمرضعة التي أحضنته وأرضعته في بيت فرعون قبل وقوع أمه عليه كما تجوزوا عن إبراهيم بأبيه.

الأمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله إلى موسى بن عمران يا موسى أ تدري لم انتخبتك من خلقي واصطفيتك لكلامي فقال لا يا رب فأوحى الله إليه أني اطلعت على الأرض فلم أجد أشد تواضعا لي منك خر موسى ساجد وعفر خديه في التراب تذللا منه لربه عز وجل فأوحى الله إليه ارفع رأسك يا موسى ومر يدك على موضع سجودك وامسح بها وجهك وما نالته من بدنك فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة.

وفي حديث آخر عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام أ تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي فقال موسى لا يا رب فقال يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد أحدا فيهم أذل لي منك نفسا يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب.

وروي: أن موسى عليه السلام كان إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض والأيسر.

أقول: هذا الوضع على التراب بعد الصلاة هو سجدة الشكر الذي قال به علماؤن ونطقت به أخبارن وشنع المخالفون به علينا تشنيعا شنيع وقالوا إن سجدة الشكر من مبتدعات اليهود والرافضة ورووا في أخبارهم أن أول من سجد سجدة الشكر في الإسلام هوأمير المؤمنين عليه السلام لما أمر بالمبيت على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الغار.

تفسير علي بن إبراهيم عن الصادق عليه السلام: قال إن بني إسرائيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال وكان موسى عليه السلام إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد وكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه فعلموا أنه ليس كما قالوا فأنزل الله ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا... الآية.

قال أمين الإسلام الطبرسي: اختلفوا فيما آذوا به موسى عليه السلام على أقوال أحدها أن موسى وهارون عليه السلام صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل أنت قتله فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا أنه قد مات فبرأه الله من ذلك.

روي ذلك عن علي عليه السلام وابن عباس.

وثانيها أن موسى عليه السلام كان جنبا يغتسل وحده فقالوا ما يتستر منا إلا لعيب بجلده إما برص وإما أدرة فذهب مرة ليغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرأه الله مما قالوا رواه أبو هريرة مرفوعا.
و قال قوم إن ذلك لا يجوز لأن فيها اشتهار النبي وإبداء سوءته على رءوس الأشهاد وذلك ينفر عنه.

وثالثها أن قارون استأجر مومسة لتقذف موسى عليه السلام بنفسها على رءوس الملأ فعصمه الله تعالى من ذلك عن أبي العالية.

ورابعها أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلى السحر والجنون والكذب بعد ما رأوا الآيات عن أبي مسلم انتهى.

وأما السيد قدس الله ضريحه فقد رد الثاني بأنه ليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه ما ذكروه من هتك العورة لتنزيهه عن عاهة أخرى فإنه تعالى قادر أن ينزهه مما قذفوه به على وجه لا يلحقه معه فضيحة أخرى وليس يرمي بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم.

ثم قال والذي روي في ذلك من الصحيح معروف وذكر الوجه الأول. br>
ووقال جماعة من أهل الحديث لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم له على ذلك الوضع الذي لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم أن أحدا ينظر إليه أم ل وأن مشيه عريانا لتحصيل ثيابه مضافا إلى تبعيده عما نسبوه إليه ليس من المنفرات.

وسئل الصادق عليه السلام: أيهما مات قبل موسى أم هارون قال هارون مات قبل موسى عليه السلام وسئل أيهما كان أكبر قال هارون وكان اسم ابني هارون شبر وشبير وتفسيرهما بالعربية الحسن والحسين.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رأيت إبراهيم وموسى وعيسى عليه السلام فأما موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شيوة وأما عيسى فرجل أحمر جعد ربعة ثم سكت فقيل يا رسول الله فإبراهيم قال فانظروا إلى صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليه وآله وسلم1/sup>.

1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.

2012-11-28