يتم التحميل...

قصة أصحاب السبت

قصص من زمان بعض الأنبياء(ع)

قال الله تعالى ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾.

عدد الزوار: 840

قال الله تعالى ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾.

تفسير علي بن إبراهيم ﴿وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ فإنها قرية كانت لبني إسرائيل على البحر وكان الماء يجري في المد والجزر فيدخل أنهارهم وزروعهم ويخرج السمك من البحر حتى يبلغ آخر زروعهم.

وقد كان الله حرم عليهم الصيد يوم السبت فكانوا ينصبون الشباك في الأنهار ليلة السبت ويصطادون يوم الأحد وكان السمك يخرج يوم السبت ويوم الأحد فنهاهم علماؤهم عن ذلك فمسخوا قردة وخنازير.

وكان العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت أن عيد جميع المسلمين وغيرهم كان يوم الجمعة فخالف اليهود وقالوا عيدنا السبت فحرم الله عليهم الصيد يوم السبت.

وعن أبي جعفر عليه السلام: قال أوحى الله إلى طائفة منهم أنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت وكلوها فيما سوى ذلك من الأيام فقالت طائفة منهم الآن تصطادونها فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا ننهاكم عن عقوبة أن تتعرضوا بخلاف أمره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فتنكبت فلم تعظهم فقالت للطائفة التي وعظتهم ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ومُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيدا﴾ً فقالت الطائفة التي وعظتهم ﴿مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ فقالت الطائفة التي وعظتهم ل والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها قبل أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم قال فخرجوا منهم من المدينة ونزلوا قريبا منها فباتوا تحت السماء فلما أصبح أولياء الله المطيعون غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابو ولم يسمعوا منها حس أحد بل سمعوا أصواتا كالعواء لا تشبه أصوات الناس فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ولها أذناب فكسروا الباب فعرفت القردة أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة فقال القوم للقردة أ لم ننهكم.

وقال علي عليه السلام: والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لأعرف أنسابها من الأمة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا.

وقال علي بن طاوس وجدت في حديث أنهم كانوا ثلاث فرق فرقة باشرت المنكر وفرقة أنكرت عليهم وفرقة داهنت أهل المعاصي فلم ينكرو ولم تباشر المعصية فنجى الله الذين أنكرو وجعل الفرقة المداهنة ذر ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة.

ثم قال ولعل مسخ المداهنة ذرا لتصغيرهم عظمة الله وتوهينهم بحرمة الله فصغرهم الله.

مناقب ابن شهرآشوب المازندراني عن هارون بن عبد رفعه إلى أحدهم قال: جاء قوم إلىأمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري تباع في أسواقنا فتبسمأمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال قوموا لأريكم عجب ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ الفرات فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام من أنت الويل لك ولقومك فقالت نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البحر وبعضنا في البر فأما الذين في البحر فنحن الجراري وأما الذين في البر فالضب واليربوع ثم قالت والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة لنحيض كما تحيض نساؤكم.

وقال علي بن الحسين عليه السلام في قوله تعالى ﴿وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ﴾ كانوا يسكنون على شاطئ بحر فنهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت فتوصلوا إلى حيلة يحلوا بها ما حرم الله عليهم فأخذوا أخاديد وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله لها فدخلت في أخاديد وحصلت في الحياض والغدران فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى الحج لتأمن صائدها فلما همت بالرجوع فلم تقدر وبقيت ليلها في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد لاسترسالها فيه وعجزها عن الامتناع وكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون ما اصطدنا يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم وتنعموا بالنساء فكانوا في المدينة نيف وثمانين ألفا فعل هذا منهم سبعون ألف وأنكر عليهم الباقون وذلك أن طائفة منهم وعظوهم فأبوا فاعتزلوهم إلى قرية أخرى فمسخ الله الذين اعتدوا قردة فجاءوا إليهم يعرفوا هؤلاء الناظرون معارفهم يقول المطلع لبعضهم أنت فلان فتدمع عيناه ويومي برأسه أن نعم فما زالوا كذلك ثلاثة أيام ثم بعث الله عليهم مطر وريحا فجرفهم إلى البحر وما بقي مسخ بعد ثلاثة أيام وأما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها لا هي بأعيانه ولا من نسلها ثم قال عليه السلام إن الله مسخ هؤلاء لاصطياد السمك فكيف ترى عند الله عز وجل حال من قتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهتك حرمته إن الله تعالى لم يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ ثم قال عليه السلام أما إن هؤلاء الذين اعتدوا في السبت لو كانوا حين هموا بقبيح فعالهم سألوا ربهم بجاه محمد وآله الطيبين أن يعصمهم من ذلك لعصمهم كذلك الناهون لو سألوا الله عز وجل أن يعصمهم بجاه محمد وآله الطيبين لعصمهم ولكن الله عز وجل لم يلهمهم ذلك ولم يوفقهم له فجرت معلومات الله فيهم على ما كان سطر في اللوح المحفوظ.

الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ قال: الخنازير على لسان داود والقردة على لسان عيسى.

أقول: المشهور في الحديث والتفاسير هو العكس.

وقال البيضاوي قيل أهل أبلة لما اعتدوا في السبت لعنهم الله على لسان داود فمسخهم قردة وخنازير.

وأصحاب المائدة لما كفروا دعا عيسى عليهم ولعنهم فأصبحوا خنازير وكانوا خمسة آلاف رجل أقول الأبلة بضم الهمزة والباء المشددة موضع بالبصرة وهي إحدى الجنات الأربعة1.


1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.

2012-11-28