الوقوف عند الشبهات
رجب
من العناوين السلوكيّة البارزة، التي تميّز المؤمنين والمتّقين عن غيرهم، الوقوف عند الشبهات، أي التنزه بالاحتياط عن كل أمر تحتمل فيه شبهة الحرام أو يشك في جوازه.
عدد الزوار: 334نور الأسبوع: الوقوف عند الشبهات
عن أمير المؤمنين عليه السلام: " أورع الناس من وقف عند الشبهة".
من العناوين السلوكيّة البارزة، التي تميّز المؤمنين والمتّقين عن غيرهم، الوقوف عند الشبهات، أي التنزه بالاحتياط عن كل أمر تحتمل فيه شبهة الحرام أو يشك في جوازه.
والعلماء الكرام عبّروا عن هذه الحالة، أي الوقوف عند الشبهات واصطلحوا على تسميتها "بورع الصالحين" والتي تعتبر درجة من درجات أهل التقوى،لأنّ الورع يُطلَق على التقوى، وقد يطلق على خصوص ترك المحرّمات، وقد يطلق على ترك الشبهات أيضا.
وقد اعتبر أمير المؤمنين"عليه السلام" الوقوف عند الشبهات درجة لا نظير لها في الورع وذلك حيث يقول"عليه السلام": "..ولا ربح كالثواب، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة ولا زهد كالزهد في الحرام".
وفي الحديث: " الوقوف عند الشبهات خير من الإقتحام في الهلكات".
وعن الإمام الصادق عليه السلام: " إنّما الأمور ثلاثة: أمرٌ بيّنٌ رُشدُهُ فيُتَّبَع، وأمرٌ بيّنٌ غيّه فيُجتنب، وأمرٌ مشكل يردّ علمه إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "حلالٌ بيّن، وحرامٌ بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام في رسالته المشهورة لعثمان بن حنيف ممثله على البصرة: "أمّا بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبةٍ فأسرعت إليها...فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجهه فنل منه".
وهذه دعوة من أمير المؤمنين ومولى الموحدين عليه السلام إلينا جميعاً لنحتاط في أمور ديننا، والإلتفات إلى ضرورة سلوك طريق الصراط المستقيم الواضح كالشمس والذي لا لَبْسَ فيه على الإطلاق.
وفيما حذّرَ منه أيضاً يقول عليه السلام: " إيّاك والوقوع في الشبهات، والولوع بالشهوات، فإنّهما يقتادانك إلى الوقوع في الحرام وركوب في الآثام".
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "إنّ لكل ملك حمى وإنّ حمى الله حلاله وحرامه والمشتبهات بين ذلك، كما لو أنّ راعياً رعى إلى جانب الحمى لم يثبت غنمه أن تقع في وسطه، فدعوا المشتبهات".
وفّقَنا الله تعالى وإيّاكم للإحتياط في مسائل الشريعة والحياة، وعصمنا من الزلل والخطأ والوقوع في الشبهات، إنّه سميع الدعاء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2012-06-06