الإمام علي عليه السلام رمز العدالة
رجب
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه) الإطلالة المباركة والميمونة لذكرى وليد الكعبة المشرفة إمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الثالث عشر من شهر رجب، وذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام في العاشر من شهر رجب.
عدد الزوار: 208
نور الأسبوع: الإمام علي عليه السلام رمز العدالة
المناسبة: ولادة الإمام علي بن أبي طالب والإمام الجواد عليهما السلام
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه) الإطلالة المباركة والميمونة لذكرى وليد الكعبة المشرفة إمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الثالث عشر من شهر رجب، وذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام في العاشر من شهر رجب.
حدّد الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة الأسباب الرئيسية لانحراف الأمة عن خط النبوة والرسالة، وأرجع بعض الأسباب إلى أصل واحد وهو انحراف الحاكم والخليفة، وهذا ما يتضح لدينا من خلال قراءتنا لخطابات الإمام السياسية والاجتماعية التي وجّهها إلى عامة الناس عند استلامه للخلافة. ومن ذلك ماورد في بعض خطبه حيث يقول عليه السلام: "وإنما أنا رجل منكم لي ما لكم، وعلي ما عليكم.... وأقبلت الفتن كقِطع اللّيل المظلم، ولا يحمل هذا الأمر إلا أهل الصبرِ والبصرِ والعلم بمواقع الأمر، وإني حاملُكم على منهج نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم.... لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أيّما والٍ وليَ الأمر من بعدي، أُقيم على حدِ الصراط، ونشرت الملائكة صحيفتَه، فإن كان عادلاً أنجاه الله بعدله، وإن كان جائرا انتَفضَ به الصراط حتى تَتَزَايَل مفاصله، ثم يهويِ إلى النار، فيكون أوّل ما يتقيها بهِ أنفُه وحرّ وجهه،وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروجِ والدماءِ والمغانمِ والأحطام، وإمامةِ المسلمينَ البخيلُ، فتكون في أموالهم نهمته (يعني المبالغة في الحرص)، ولا الجاهل فيُضلّهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف(يعني الظلم والجور) للدُّول(يعني المال) فيتخذ قوما دون قوم، ولا المُرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقْف بها دون المقاطع (المقصود حدود الله)، ولا المُعطّل للسنّةِ فيُهلِكَ الأُمّة، اللهّم إنّك تعلمُ أنّه لم يكن الذي كان منّا منافسةً في سلطانٍ، ولا التماسَ شيءٍ من فضولِ الحطامِ، ولكن لنَرِدَ المعالمَ من دينِكَ ونّظهر الإِصلاحَ في بلادِكَ فيأْمن المظلومون من عبادِك وتُقامُ المُعطّلةِ من حدودِك ".
وفي اللحظات الأولى لاستلامه الحكم يحدد عليه السلام الأهداف الأساسية لقبوله بالتصدي للخلافة، يقول عليه السلام: "والله لأن أبيتُ على حَسَكِ (نوع من أنواع الشوك) السَّعْدانِ (وهو نبات ترعاه الإبل) مُسَهّدا، أو أُجَرّ في الأغلال مُصَفّداً، أَحَبُّ إِليَّ من أنْ أَلقَى الله ورسولَهُ يومَ القيامةِ ظالماً لبعضِ العبادِ، وغاصباً لشيءٍ من الحُطامِ، وكيفَ أَظلِم أحداً لنفسٍ يُسرِعَ إلى البلَى قُفُولهُا( يعني رجوعها) ويطولُ في الثّرَى حُلُولهُا".
هذه الصفات والشمائل التي كانت لأمير المؤمنين عليه السلام جعلته موضع تقدير واحترام الأعداء فضلا عن الأحباء ومن الشواهد على ذلك: رُوي أنه " دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له صِفْ لي عليّاً.
قال: اعفِني، قال: لَتَصِفَنَّه، قال: أمّا إذا كان لا بدّ من وصفِه فإنّه: كان واللهِ بعيدَ المَدى، شديدَ القُوَى. يقول فصْلاً، ويَحكُم عدْلاً. يتفجَّر العِلْمُ من جوانبِه، وتنطِق الحكمة من نواحيه.
يستوحشُ من الدّنيا وزَهْرتِها، ويأنسُ باللّيلِ ووَحْشتِه.
وكان غزيرَ الدَّمعة، طويلَ الفِكرة، يُقلِّب كفَّه ويخاطبُ نفسَه، يُعجِبُه من اللّباسِ ما خَشُن ".." ومن الطّعام ما جَشُب.
وكان فينا كأحدِنا، يُدنينا إذا أتيناه، ويُجيبُنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ويُنبئُنا إذا استَنْبَأْناه.
ونحن -واللهِ- مع تقريبِه إيّانا، وقُربِه منّا، لا نكاد نُكلِّمه هيبةً له. فإنْ تبسّمَ فعن مِثْل اللّؤلؤِ المنظوم.
يُعظِّمُ أهلَ الدِّين ويقرِّبُ المساكين. لا يطمعُ القويُّ في باطلِه، ولا يَيأسُ الضَّعيفُ من عَدْلِه.
وأَشهدُ لقد رأيتُه في بعض مواقفِه وقد أرخى اللَّيلُ سُدولَه وغارَتْ نجومُه قابضاً على لِحيتِه، يتمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السّليم، ويبكي بكاءَ الحزين، فكأنِّي أسمعُه الآنَ وهو يقول: يا ربّنا، يا ربّنا يتضرّع إليه ثمّ يقول: يا دنيا، غُرِّي غَيْري، أَلِي تعرَّضْتِ؟ أم إليَّ تَشَوّفْتِ؟
هيهاتَ هيهاتْ، قد بَتَتُّكِ (طلّقتُكِ) ثلاثاً لا رجعةَ فيها، فعُمرُكِ قصير، وخَطَرُكِ كبير، وعَيْشُك حقير.
آهٍ آهِ من قلَّة الزّاد، وبُعدِ السّفر، ووَحشةِ الطّريق.
.. فقال معاوية: فكيف حُزنُك عليه يا ضِرار؟
قال: حُزْنُ من ذُبِحَ وَلَدُها بحِجْرها، فهي لا ترقأُ عبرتُها، ولا يَسْكُنُ حزنُها".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2012-06-02