رسول الإسلام خاتم الرسل
خاتمية النبوة
إنّ نبوّة رسول الاِسلام صلى الله عليه وآله وسلم نبوّةٌ خاتمةٌ، كما أنّ شريعته كذلك خاتمةُ الشرائع، وكتابهُ خاتمُ الكتب أيضاً. يعني أنّه لا نبيَّ بعدَه، وأنّ شريعَتَه خالدةٌ، وباقيةٌ إلى يوم القيامة. ونحنُ نستفيدُ من خاتميّة نبوّته أمرين:إنّ الاِسلام ناسخٌ لجميع الشرائعِ السابقة، فلا مكانَ لتلك الشرائعِ...
عدد الزوار: 317
إنّ نبوّة رسول الاِسلام صلى الله عليه وآله وسلم نبوّةٌ خاتمةٌ، كما أنّ شريعته كذلك خاتمةُ الشرائع، وكتابهُ خاتمُ الكتب أيضاً.
يعني أنّه لا نبيَّ بعدَه، وأنّ شريعَتَه خالدةٌ، وباقيةٌ إلى يوم القيامة.
ونحنُ نستفيدُ من خاتميّة نبوّته أمرين
1- إنّ الاِسلام ناسخٌ لجميع الشرائعِ السابقة، فلا مكانَ لتلك الشرائعِ بعد مجيَ الشريعةِ الاِسلاميةِ.
2- إنّه لا وجودَ لِشَريعةٍ سماويةٍ في المستقبل، وادّعاء أي شريعة بعد الشريعة الاِسلامية أمرٌ مرفوضٌ.
إنّ مسألة الخاتميّة طُرحت في القرآن والاَحاديث الاِسلامية بشكلٍ واضحٍ، بحيث لا تترك مجالاً للشك لاَحد.
وفيما يأتي نشيرُ إلى بعضها في هذا المجال:﴿ما كانَ مُحمَّدٌ أبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِن رَسُولَ الله وَخاتمَ النَبِيّين وكان اللهُ بِكُلّ شَيءٍ عَليْماً﴾(الاَحزاب:40).
والخاتَم هو ما يوضع في الاِصبع من الحُليّ، وكان في عصر الرسالة يُخَتُم بفصّه على الرسائل، والمعاهدات، ليكونَ آيةً على انتهاءِ المكتوب.
لا تنحصر الآياتُ الدالّة على خاتميّة رسول الاِسلام في هذه، بل هناك سِت آيات قرآنية في هذا المجال تدلّ على خاتميته1.
وفي ضوء هذا البيان يكون مفاد الآية هو أنّ كتابَ النبوّات والرسالات خُتِم بمجيَ رسول الاِسلام فلا نبيَّ بعدَه، كما يُخَتمُ الكتاب بالخاتَم، فلا كلامَ بعدَه.
على أنّ لفظَ الرسالة حيث إنّه ينطوي على معنى إبلاغ أشياء (الرسالة) يتلّقاها النبي عن طريق لوحي (النبوة)، لهذا فإنّ من الطبيعي أنْ لا تكونَ الرسالة الاِلَهيّةُ من دون نبوّة، فيكون ختم النبوات ملازماً في المآل لختم الرسالات.
ثم إنّ في هذا المجال أحاديث وروايات متنوّعة، وعديدة، نكتفي بذكر واحد منها وهو حديثُ " المنزلة".
فعندما كان رسولُ الا ِسلام صلى الله عليه وآله وسلم يريد أنّ يتهيّأَ لغزوة تبوك، خلّف الاِمامَ عليّعليه السلام في المدينة وقال له: "أما ترضى أنْ تكونَ منّي بِمَنزلةِ هارونَ مِن مُوسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بَعدِي".
هذا وثمَّت مجموعةٌ من الاَحاديث المتواترةِ إجمالاً ترتبط بالخاتميّة عدا حديث "المنزلة" المتواتر نُقِلَت ورُوِيت في الكتب.
كمال الدين الاِسلامي
إن سرَّ خلودِ الشريعة الاِسلامية يَكْمُنُ في أمرين
أ- إنّ الشَريعة الاِسلامية تُقَدّمُ لضمان وتحقيق حاجة البَشَرِ الطبيعيّة والفطريّة، الى الهدايات الاِلَهيّة، أكمل برنامج عُرِف بحيث لا يمكن تصوّر ما هو أفضل وأكمل منه.
ب- بَيَّنَ الاِسلامُ في مجال الاَحكام العمليّة كذلك سلسلةً من الاَُصول والكليّات الجامعة والثابتة التي يمكنها أن تلبّي الحاجاتِ البشريةِ المتجدّدةِ والمتنوعة أوّلاً بأوّل.
ويشهد بذلك أنّ فُقَهاء الاِسلام (وبالاَخص الشيعة منهم) قدروا طوال القرون الاَربعة عشرة الماضية أنْ يلبُّوا كلّ إحتياجات المجتمعات الاِسلامية على صَعيد الاَحكام، ولم يَحْدُث إلى الآن أن عَجَزَ الفِقْهُ الاِسلاميّ عنِ الاِجابة على مُشكلةٍ في هذا المجال.
هذا والاَُمور التالية مفيدةٌ، ومؤثرةٌ في تحقيق هذه الغاية وهذا الهدف:
1- حجيّة العقل: إنّ اعتبار العقل، ومنحه الحجية، والقيمة المناسبة في المجالات التي يقدر فيها على الحكم والقضاء، هو إحدى طرق استِنْباط وظائِفِ البشر في الحياة.
2- رعايةُ الاَهمّ عِند مُزاحمة المهمّ: إنّ الاَحكام الاِسلاميّة كما نعلَمُ ناشئةٌ من طائفة من الملاكات الواقعيّة، والمصالح والمفاسد الذاتيّة (أو العارضة) في الاَشياء، وهي ملاكاتٌ ربما أدرك العقلُ بعضها، وربما لم يدرِكِ البعضَ الآخر، وإنما بيَّنَها الشرعُ.
وفي ضوء معرفةِ هذه الملاكات يستطيعُ الفَقِيهُ بطبيعة الحال أن يحلَّ المشكلة بتقديم الاَهمّ على المهمّ، فيما إذا وقعَ تزاحمٌ بينهما.
3- فتح باب الاجتهاد: إن فتح باب الاِجتهاد في وجه الاَُمّة الاِسلامية الذي يُعتبر من مفاخر الشيعة وامتيازات التشيّع هو الآخرَ من الاَسباب الضامنة لخاتمِيّة الدين الاِسلاميّ واستمراريّته، لاَنّه في ظلّ الاِجتهاد الحيّ والمستمرّ يمكن استنباط أحكام الموضُوعات، والحوادث الجديدة، باستمرار، من القواعد والضوابط الاِسلامية الكليّة.
4- الاََحكامُ الثّانَوِيّةُ: هناك في الشريعة الاِسلاميّة مضافاً إلى الاَحكام الاَوّليّة، طائفةٌ من الاَحكام الثانوية التي تستطيع أن تحلَّ الكثيرَ من المشاكل.
فعلى سبيلِ المثال: عندما يصبَحُ تطبيقُ حكمٍ من الاَحكام الاِسلامية على موضوعٍ موجِباً للعُسر والحَرَج، أو مُستلزِماً للاِضرار بأشخاصٍ (بالشروط المذكورة في الفقه الاِسلاميّ) هناك أُصولٌ وقواعدُ مثل قاعدة "نفي الحرج"، أو "نفي الضرر"تساعد الشريعة الاِسلاميّة على فتح الطرق المسدودة وتجاوز المشاكل.
يقول القرآن الكريم: ﴿وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾(الحج:78)
وجاء في الاَحاديثِ النَبَويّة: "لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ"2.
ولابَدّ مِنَ القَول بكل يقينٍ بأنّ ديناً يَتحلّى بامتلاك هاتين القاعدتين ونظائرهما، لن يواجهَ أتباعُهُ قط طريقاً مسدوداً، في حياتهم، ومسيرتهم.
ومعالجةُ مَسألة الخاتميّة بشكلٍ مسهب موكولةٌ إلى الكتب الاِعتقادية.
*العقيدة الاسلامية،آية الله جعفر السبحاني،مؤسسة الامام الصادق عليه السلام.ط1،ص163-167
يعني أنّه لا نبيَّ بعدَه، وأنّ شريعَتَه خالدةٌ، وباقيةٌ إلى يوم القيامة.
ونحنُ نستفيدُ من خاتميّة نبوّته أمرين
1- إنّ الاِسلام ناسخٌ لجميع الشرائعِ السابقة، فلا مكانَ لتلك الشرائعِ بعد مجيَ الشريعةِ الاِسلاميةِ.
2- إنّه لا وجودَ لِشَريعةٍ سماويةٍ في المستقبل، وادّعاء أي شريعة بعد الشريعة الاِسلامية أمرٌ مرفوضٌ.
إنّ مسألة الخاتميّة طُرحت في القرآن والاَحاديث الاِسلامية بشكلٍ واضحٍ، بحيث لا تترك مجالاً للشك لاَحد.
وفيما يأتي نشيرُ إلى بعضها في هذا المجال:﴿ما كانَ مُحمَّدٌ أبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِن رَسُولَ الله وَخاتمَ النَبِيّين وكان اللهُ بِكُلّ شَيءٍ عَليْماً﴾(الاَحزاب:40).
والخاتَم هو ما يوضع في الاِصبع من الحُليّ، وكان في عصر الرسالة يُخَتُم بفصّه على الرسائل، والمعاهدات، ليكونَ آيةً على انتهاءِ المكتوب.
لا تنحصر الآياتُ الدالّة على خاتميّة رسول الاِسلام في هذه، بل هناك سِت آيات قرآنية في هذا المجال تدلّ على خاتميته1.
وفي ضوء هذا البيان يكون مفاد الآية هو أنّ كتابَ النبوّات والرسالات خُتِم بمجيَ رسول الاِسلام فلا نبيَّ بعدَه، كما يُخَتمُ الكتاب بالخاتَم، فلا كلامَ بعدَه.
على أنّ لفظَ الرسالة حيث إنّه ينطوي على معنى إبلاغ أشياء (الرسالة) يتلّقاها النبي عن طريق لوحي (النبوة)، لهذا فإنّ من الطبيعي أنْ لا تكونَ الرسالة الاِلَهيّةُ من دون نبوّة، فيكون ختم النبوات ملازماً في المآل لختم الرسالات.
ثم إنّ في هذا المجال أحاديث وروايات متنوّعة، وعديدة، نكتفي بذكر واحد منها وهو حديثُ " المنزلة".
فعندما كان رسولُ الا ِسلام صلى الله عليه وآله وسلم يريد أنّ يتهيّأَ لغزوة تبوك، خلّف الاِمامَ عليّعليه السلام في المدينة وقال له: "أما ترضى أنْ تكونَ منّي بِمَنزلةِ هارونَ مِن مُوسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بَعدِي".
هذا وثمَّت مجموعةٌ من الاَحاديث المتواترةِ إجمالاً ترتبط بالخاتميّة عدا حديث "المنزلة" المتواتر نُقِلَت ورُوِيت في الكتب.
كمال الدين الاِسلامي
إن سرَّ خلودِ الشريعة الاِسلامية يَكْمُنُ في أمرين
أ- إنّ الشَريعة الاِسلامية تُقَدّمُ لضمان وتحقيق حاجة البَشَرِ الطبيعيّة والفطريّة، الى الهدايات الاِلَهيّة، أكمل برنامج عُرِف بحيث لا يمكن تصوّر ما هو أفضل وأكمل منه.
ب- بَيَّنَ الاِسلامُ في مجال الاَحكام العمليّة كذلك سلسلةً من الاَُصول والكليّات الجامعة والثابتة التي يمكنها أن تلبّي الحاجاتِ البشريةِ المتجدّدةِ والمتنوعة أوّلاً بأوّل.
ويشهد بذلك أنّ فُقَهاء الاِسلام (وبالاَخص الشيعة منهم) قدروا طوال القرون الاَربعة عشرة الماضية أنْ يلبُّوا كلّ إحتياجات المجتمعات الاِسلامية على صَعيد الاَحكام، ولم يَحْدُث إلى الآن أن عَجَزَ الفِقْهُ الاِسلاميّ عنِ الاِجابة على مُشكلةٍ في هذا المجال.
هذا والاَُمور التالية مفيدةٌ، ومؤثرةٌ في تحقيق هذه الغاية وهذا الهدف:
1- حجيّة العقل: إنّ اعتبار العقل، ومنحه الحجية، والقيمة المناسبة في المجالات التي يقدر فيها على الحكم والقضاء، هو إحدى طرق استِنْباط وظائِفِ البشر في الحياة.
2- رعايةُ الاَهمّ عِند مُزاحمة المهمّ: إنّ الاَحكام الاِسلاميّة كما نعلَمُ ناشئةٌ من طائفة من الملاكات الواقعيّة، والمصالح والمفاسد الذاتيّة (أو العارضة) في الاَشياء، وهي ملاكاتٌ ربما أدرك العقلُ بعضها، وربما لم يدرِكِ البعضَ الآخر، وإنما بيَّنَها الشرعُ.
وفي ضوء معرفةِ هذه الملاكات يستطيعُ الفَقِيهُ بطبيعة الحال أن يحلَّ المشكلة بتقديم الاَهمّ على المهمّ، فيما إذا وقعَ تزاحمٌ بينهما.
3- فتح باب الاجتهاد: إن فتح باب الاِجتهاد في وجه الاَُمّة الاِسلامية الذي يُعتبر من مفاخر الشيعة وامتيازات التشيّع هو الآخرَ من الاَسباب الضامنة لخاتمِيّة الدين الاِسلاميّ واستمراريّته، لاَنّه في ظلّ الاِجتهاد الحيّ والمستمرّ يمكن استنباط أحكام الموضُوعات، والحوادث الجديدة، باستمرار، من القواعد والضوابط الاِسلامية الكليّة.
4- الاََحكامُ الثّانَوِيّةُ: هناك في الشريعة الاِسلاميّة مضافاً إلى الاَحكام الاَوّليّة، طائفةٌ من الاَحكام الثانوية التي تستطيع أن تحلَّ الكثيرَ من المشاكل.
فعلى سبيلِ المثال: عندما يصبَحُ تطبيقُ حكمٍ من الاَحكام الاِسلامية على موضوعٍ موجِباً للعُسر والحَرَج، أو مُستلزِماً للاِضرار بأشخاصٍ (بالشروط المذكورة في الفقه الاِسلاميّ) هناك أُصولٌ وقواعدُ مثل قاعدة "نفي الحرج"، أو "نفي الضرر"تساعد الشريعة الاِسلاميّة على فتح الطرق المسدودة وتجاوز المشاكل.
يقول القرآن الكريم: ﴿وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾(الحج:78)
وجاء في الاَحاديثِ النَبَويّة: "لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ"2.
ولابَدّ مِنَ القَول بكل يقينٍ بأنّ ديناً يَتحلّى بامتلاك هاتين القاعدتين ونظائرهما، لن يواجهَ أتباعُهُ قط طريقاً مسدوداً، في حياتهم، ومسيرتهم.
ومعالجةُ مَسألة الخاتميّة بشكلٍ مسهب موكولةٌ إلى الكتب الاِعتقادية.
*العقيدة الاسلامية،آية الله جعفر السبحاني،مؤسسة الامام الصادق عليه السلام.ط1،ص163-167
1- راجع كتاب مفاهيم القرآن: 3 :130 ـ 139.
2- وسائل الشيعة: 17، الباب 12 من إحياء الموات، الحديث 3.