تأثير فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر والنهي
أداء هذه الفريضة تشكل أساساً في صنع شخصية الإنسان المسلم المؤمن القوي في طاعة الله تعالى, حيث يقول الإمام علي عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: " وأمر بالمعروف تكن من أهله , وانكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك".
عدد الزوار: 188
أداء هذه الفريضة تشكل أساساً في صنع شخصية الإنسان المسلم المؤمن القوي في طاعة الله تعالى, حيث يقول الإمام علي عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: " وأمر بالمعروف تكن من أهله , وانكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك". 1
فان أداء هذه الفريضة سيؤثر في تعميق الالتزام بالحكم الشرعي في نفس الإنسان الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر, وسيجعله واقفاً بقوة عند الحدود الشرعية, ثابتاً لا تهزه رياح الأهواء, وأما من ترك هذه الفريضة فسيكون كما أخبرت عنه الرواية عن النبي صلى الله عليه واله: " إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له. فقيل له: وما المؤمن الذي لا دين له ؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر".2
فكل هذا الاهتمام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! لماذا ياترى؟
لعل كلمات سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام توضح ذلك عندما يقول: " إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطب الإصلاح في أمة جدي, أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي ".3
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيلقي بظلاله على المجتمع كله, ولن تتوقف فوائده عند حدود الفرد, بل ستتعداه فهو شرط أساسي لتحقيق المجتمع الإسلامي السليم, وبه قوام الدين في المجتمع فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: " قوام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود".4
وعن الإمام الباقر عليه السلام: " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء, فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر".5
بل إننا نجد الروايات تؤكد أن تسلط الفاسقين على بلاد المسلمين إنما كان بسبب ترك هذه الفريضة. فلو أن الناس التزموا بها لما وصل أمثال هؤلاء ليكونوا حكاماً على البلاد الإسلامية. فعن الإمام الكاظم عليه السلام: " لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر, أو ليستعلمن عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ".6
فحاولوا أن تطبقوا أحكام الإسلام, وان تدفعوا الآخرين أيضا للعمل بها, فكما أن كل إنسان مكلف بإصلاح نفسه فانه مكلف بإصلاح الآخرين, وهذا هو الهدف من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكي يتم إصلاح المجتمع.7
1- نهج البلاغة في وصيته لولده الحسن عليه السلام.
2- بحار الانوار ج80ص60
3- بحار الانوار ج80ص61
4- بحار الانوار ج80ص61
5- بحار الانوار ج80ص64
6- بحار الانوار ج80ص64
7- اصلاح المجتمع في فكر الإمام الخميني قدة.