أهميّة الأخوة الإسلامية
الأخوة
إنّ جملة: (إنّما المؤمنون أخوة) واحدة من الشعارات الأساسية و"المتجذّرة" في الإسلام، فهي شعار عميق، بليغ، مؤثر، إنّ الآخرين حين يريدون إظهار مزيد من العلاقة بمن يشاركهم في المنهج والعمل، يعبّرون عنهم بالرفاق، "أو الرفيق للمفرد"
عدد الزوار: 490
إنّ جملة: (إنّما المؤمنون أخوة) واحدة من الشعارات الأساسية و"المتجذّرة" في الإسلام، فهي شعار عميق، بليغ، مؤثر، إنّ الآخرين حين يريدون إظهار مزيد من العلاقة بمن يشاركهم في المنهج والعمل، يعبّرون عنهم بالرفاق، "أو الرفيق للمفرد" إلاّ أنّ الإسلام رفع مستوى الإرتباط والحب بين المسلمين إلى درجة جعلها بمستوى أقرب العلائق بين شخصين وهي علاقة الأخوين التي تقوم العلاقة بينهما على أساس المساواة والتكافؤ.
فعلى هذا الأصل الإسلامي المهم فإنّ المسلمين على اختلاف قبائلهم وقوميّاتهم ولغاتهم وأعمارهم يشعرون فيما بينهم بالأخوّة وإن عاش بعضهم في الشرق والآخر في الغرب...
ففي مناسك الحج مثلاً حيث يجتمع المسلمون من نقاط العالم كافة في مركز التوحيد تبدو هذه العلاقة والإرتباط والإنسجام والوشائج محسوسة وميداناً للتحقّق العيني لهذا القانون الإسلامي المهم...
وبتعبير آخر إنّ الإسلام يرى المسلمين جميعاً بحكم الأسرة الواحدة ويخاطبهم جميعاً بالإخوان والأخوات ليس ذلك في اللفظ والشعار، بل في العمل والتعهّدات المتماثلة أيضاً، جميعهم (أخوة وأخوات).
وفي الروايات الإسلامية تأكيد على هذه المسألة أيضاً ولا سيما في ما يخص الجوانب العملية ونحن نذكر هنا على سبيل المثال بعضاً من الأحاديث التالية:
ورد عن النّبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه".
وورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "مثل الأخوين مثل اليدين تغسل إحداهما الأُخرى".1
ويقول الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده وأرواحهما من روح واحدة".
و عنه عليه السلام: "المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشّه ولا يعده عدةً فيخلفه".2 وهناك روايات كثيرة في مصادر الحديث الإسلامية المعروفة في ما يتعلّق بحق المؤمن على أخيه المسلم وأنواع حقوق المؤمنين بعضهم على بعض وثواب زيارة الإخوان المؤمنين "والمصافحة والمعانقة" وذكرهم وإدخال السرور على قلوبهم وخاصةً قضاء حاجاتهم والسعي في إنجازها وإذهاب الهم والغم عن القلوب وإطعام الطعام وإكسائهم الثياب وإكرامهم وإحترامهم، ويمكن مطالعتها في أصول الكافي في أبواب مختلفة.
وفي ختام هذا المطاف نشير إلى رواية هي من أكثر الروايات "جمعاً" في شأن حقوق المؤمن على أخيه المؤمن التي تبلغ ثلاثين حقّاً!.3
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "للمسلم على أخيه ثلاثون حقّاً، لا براءة له منها إلاّ بالأداء أو العفو! يغفر زلّته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويُقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلّته، ويرعى ذمّته، ويعود مرضه، ويشهد ميّته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويسمّت عطسته، ويرشد ضالّته، ويردّ سلامه، ويطيب كلامه، ويُبرّ أنعامه، ويصدق أقسامه، ويوالي وليّه، ولا يعاديه، وينصره ظالماً ومظلوماً، فأمّا نصرته ظالماً فيردّه عن ظلمه، وأمّا نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقّه، ولا يُسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يُحبّ لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه".4
1- المحجّة البيضاء، ج3، ص332 (كتاب الصحبة والمعاشرة) الباب الثاني.
2- أصول الكافي، ج2، ص133 (باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض الحديث 3 و4).
3- تفسير الأمثل ج 20 ص 278_280.
4- وسائل الشيعة ج12ص 212.