تاثير المساجد والاماكن المقدسة على المجتمع الاسلامي
أسبوع المسجد
من جملة المراكز التي يمكنها ان تشارك في نشر الثقافة الاسلامية، وتكون مؤثرة في زيادة اطلاع عـامة المسلمين، هي الاماكن المقدسة التي يرتادها الزائرون لزيارة مراقد قادتهم العظام حتى يشد هؤلا الرجال من بلدانهم في سفر معنوي باتجاه تلك المشاهد الشريفة،
عدد الزوار: 95
من جملة المراكز التي يمكنها ان تشارك في نشر الثقافة الاسلامية، وتكون مؤثرة في زيادة اطلاع عـامة المسلمين، هي الاماكن المقدسة التي يرتادها الزائرون لزيارة مراقد قادتهم العظام حتى يشد هؤلا الرجال من بلدانهم في سفر معنوي باتجاه تلك المشاهد الشريفة، وهذا بنفسه وسيلة جيدة لتبادل المعلومات والمعارف، ومواجهة الهجمة الثقافية المضادة للاسلام.
وهناك بعض المساجد الشهيرة في الاسلام، امرنا بشد الرحال اليها، لتسبح الروح ويغوص القلب في بـحـر متلاطم من الروحانية والمعنويات والنور، ولتقوية الارتباط بين المسلمين الذين يفدون من مناطق قريبة وبعيدة لزيارة تلك المساجد.
وقد ورد في حديث عن امير المؤمنين علي عليه السلام قال: "لا يشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة ".1
ومن الواضح ان الهدف من بيان مثل هذه الاحاديث هو بيان اهمية المساجد الثلاثة ولا يـعني ان الانسان اذا ما شد الرحال الى مسجد آخر فانه يكون قد ارتكب مخالفة، كما تـصـور بعض الجهال، اذ لو كان مفهوم هذا الحديث هو التحريم، فانه يحرم كل سفر مطلقا الا هذه الاسفارالثلاثة في حين ان هناك اسفارا مشروعة اخرى كثيرة.
فـمـثل هذه المساجد في الحقيقة، تعتبر من المراكز الاسلامية الثقافية وقد كانت لسنين عديدة في صـدر الاسلام وما بعد ذلك محلا لاقامة حلقات الدرس والبحث العلمي، وكان كبار العلما يتواجدون فـيـهـا للتدريس وتعليم العلوم والتربية، وكذلك اليوم فان المسجد الحرام ومسجد النبي غاص على طـول الـسنة بالطلاب والاساتذة وحلقات الدرس، كما ان كثيرا من المساجد الاسلامية المهمة في الـبـلاد الاخـرى كسورية وايران والعراق تعتبر منتديات للتربية والتعليم، حتى انها تصير احيانا مركزا لاكبر حلقات الدرس، وقد يكون التحفيز من قبل الروايات على شد الرحال الى هذه المراكز انما هو لاجل ذلك، مضافا الى كسب المعنويات والروحانية في تلك المساجد، والاستفادة من السوابق العلمية التاريخية لهذه المساجد.
ونـفـس هـذا المعنى متحقق في المراقد المقدسة لائمة الدين عليهم السلام، حيث يكون صحن وروضة تلك الـمراقد مركزا للدرس والتعليم ونشر العلوم والمعارف الاسلامية، وان زيارة تلك المراكز تكون عادة مقترنة بالاستفادة العلمية.
ومـمـا يلفت النظر هو ان بعض هذه المشاهد الشريفة كحرم الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام يغص عـلـى طـول الـسـنة بالزوار حتى يصل عددهم الى (12 مليون ) زائرسنويا، ولذا فان اجتماعات عـظـيـمة تعقد على طول ايام السنة، وتقام مؤتمرات وجلسات رائعة، ولذلك كله تاثيره العميق في تربية المسلمين.2
1- الكافي ج 2 ص257.
2- نفحات قرانية ج 10 ص 245-247.