القرآن الكريم كتاب التدبر والتفكر
شهر رمضان
وُصف شهر رمضان المبارك بشهر القرآن لنزول القرآن فيه , ويكفي القرآن عظمة ومنزلة وفخرا وشأنا أنه كلام الله العظيم ومعجزة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله,يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:"ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور",
عدد الزوار: 320
نور الأسبوع: القرآن الكريم كتاب التدبر والتفكر
المناسبة: شهر رمضان المبارك
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ...﴾
وُصف شهر رمضان المبارك بشهر القرآن لنزول القرآن فيه , ويكفي القرآن عظمة ومنزلة وفخرا وشأنا أنه كلام الله العظيم ومعجزة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله,يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:"ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور", وعن فضل تلاوة القرآن الكريم والتدبّر في آياته في هذا الشهر المبارك يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "... إنّ القرآن نور ينير الروح والقلب، فلو أنستم بالقرآن لرأيتم أنّ قلوبكم وأرواحكم منيرة. فببركة القرآن تزال الكثير من الظلمات والمبهمات من قلب وروح الإنسان، وببركة القرآن يخرج الإنسان من ظلمات الأخطاء والأوهام والزلّات إلى نور الهداية. يقول الباري تعالى: ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ﴾.
إنّ القرآن كتاب معرفة، فكثير من أمور الحياة والمستقبل، وفي مجال التكليف الفعلي، وفي الهدف من الخلق، وكثير من المجالات الأخرى كلّها في القرآن، فالإنسان مشحون بأنواع الجهل، والقرآن يكسبه المعرفة. إذن القرآن كتاب نور ومعرفة ونجاة وسلامة ورقيّ وسموّ وتقرّب إلى الله.
فمتى نكتسب هذه الأمور من القرآن؟ وهل يكفي أن نضع القرآن في جيوبنا؟ وهل يكفي العبور من تحت القرآن عند السفر؟ وهل يكفي اليوم المشاركة في جلسة للقرآن فقط؟ أو هل يكفي أن نرتّل القرآن أو نسمع ترتيله بصوت حسن ونلتذّ به؟ كلا، بل هناك حاجة إلى شيء آخر، فما هو هذا الشيء؟ إنّه التدبّر في القرآن، فلا بدّ من التدبّر في القرآن، والقرآن بنفسه يدعونا في موارد عديدة إلى التدبّر. فإن عرفنا ـ أيّها الأعزّة ـ كيف نأنس بالتدبّر في القرآن، كسبنا كلّ ما قلناه.
طبعاً إنّ تلاوة القرآن بصوت حسن أمر جيّد جدّاً، فقد رُوي عن الإمامين السجّاد والباقر عليهما السلام إنّ الناس عندما يمرّون أمام بيتهما تجذبهم تلاوة أحد الإمامين عليهما السلام فيبقون في أماكنهم حتّى يُنهي الإمام تلاوته فينصرف النّاس.
فتلاوة القرآن بصوت حسن، بآدابه الخاصّة، بأسلوب ونغمة وطريقة خاصّة حسن ويقرّب الإنسان إلى الله. لكنّها غير كافية، فإن أردنا التشبيه نقول هكذا: لنتصوّر القرآن عمارة واسعة وعظيمة ذات صالات وغرف وطبقات مختلفة، ولهذه العمارة باب ومدخل فإن كان المدخل جميلاً، رغب الناس في دخول العمارة. كذلك فإنّ مدخل هذا البناء الرفيع هو هذه التلاوات الجيّدة، فالتلاوة الجيّدة شيء لازم، وإنّني أشجِّع وأقدِّر وأبجِّل الذين أذاقونا حلاوة القرآن بتلاوتهم الجيّدة، لكن كلّ هذه مقدّمة لدخول ذلك البناء العظيم والرفيع، فلا بدّ من دخول هذا البناء ولا بدّ من حفظ القرآن.
طبعاً يجب أن أذكّركم أنّه ليس من اللزوم معرفة عدد الحروف أو الكلمات، فلا تشغلوا أذهان الأطفال بهذه الأعداد الكمبيوترية، فما الداعي لمعرفة عدد حروف هذه السورة. نعم كانت الحاجة في يوم ما إلى ذلك خوفاً من التحريف، لكن اليوم وقد طبع القرآن آلاف الطبعات فمن يتجرّأ أن ينقض حرفاً من القرآن أو يزيد عليه، فبدل من حفظ هذه الأشياء قولوا لهم أن يحفظوا ـ على سبيل المثال ـ الآيات مثل ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ كم مرّة جاءت في السورة كلمة (سميع) أو (عليم) أو (قدير)، وكم مرّة جاءتا معاً، وأيّ منها جاءتا معاً، فلهذا أثر في فهم معاني الآيات. أو من باب المثال كم مرّة كرّرت كلمة (الوحي)، وفي كم آية أشير إلى أنّ القرآن يُوحى إلى النبيّ صلى الله عليه وآله، وما عدد الآيات التي ذكرت الوحي في السورة التي يريد أن يتلوها القارئ، فهذه مهمّة، لكن أن يحفظ رقم الصفحة التي وردت فيها الآية، فهذا غير مهم. فإنّه ليس لدينا قرآن واحد بل مئات القراءين المطبوعة، فقد ترد آية في الصفحة (325) في إحدى طبعات القرآن وفي آخر في صفحة أخرى.
فعلّموا الأطفال الأمور اللازمة والمفيدة التي تقرّبهم إلى فهم معاني القرآن، لتترسَّخ في أذهانهم كالنقش على الحجر، وتعود عليهم بالبركة إلى آخر العمر.
فهكذا - أيّها الأعزّة - ينمو المجتمع الإسلامي، ويحفظ تماسكه ويضمن استقلاله، وهكذا يتوجّه مسلمو العالم للبحث عن طريق الهداية في الإسلام، واليوم فإنّ النّاس قد عرفوا أنّ طريق الهداية يكمن في الإسلام، فلا بدّ من حثهم على ذلك."
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2011-08-05