الموضوع: جرائم صدام وحزب البعث، لزوم الحضور الفاعل في الجبهات
نداء
المخاطب: أعضاء مهرجان "لبيك يا امام"
عدد الزوار: 181
التاريخ: 15 فروردين 1365. ش/ 24 رجب 1406. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: على أعتاب ذكرى البعثة النبوية وإقامة مهرجان "لبيك يا امام"
المخاطب: أعضاء مهرجان "لبيك يا امام"
بسم الله الرحمن الرحيم
الأعضاء المحترمين لمهرجان إسناد الجبهة - أيدهم الله تعالى - وصلت رسالتكم بشأن الاستقبال منقطع النظير لشعبنا الباسل بالالتحاق بصفوف مجاهدي الاسلام، وتصميمكم على الاستفادة القصوى من هذه الامكانيات العظيمة. أشكرالله العلي القدير على تسطير الملاحم المتواصلة من قبل الشعبالايراني البطل مرة أخرى بحضوره في سوح الدفاع عن الاسلام العزيز والوطنا لغالي، وذلك على أعتاب ذكرى بعثة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، فأذهل العالم بمشاركته التيلم يسبق لها مثيل في قوافل السائرين الى كربلاء، وهم في طريقهم لاقتلاع ما تبقى من الجذور البالية للحزب العفلقي في العراق، وتحرير الشعوب المظلومة في العراق وايران والمنطقة من جور عبدة الشيطان. وضمن تقديري لأعضاء هذا المهرجان المحترمين، أرجو أن يخططوا لهذا القوات الالهية من أجل الدفاع المقدس ويحفظوا انسجامهم المعنوي والظاهري.
يعلم الشعب الايراني العزيز والمقاتلين والمسؤولين المحترمين في الجمهورية الاسلامية، وكذلك أدرك الاستكبار العالمي وأكثر دول المنطقة أنّ نجاة صدام اليوم من هذا المأزق والمستنقع الذي أعدوه له بأنفسهم أمر مستحيل, وعلى الرغم من كل تلك الأسلحة المتطورة والمساعدات العسكرية والاقتصادية والدعائية فانّ كل يوم ينقضي من عمر هذه الشجرة الخبيثة يتجلى تزلزلها أكثرمن ذي قبل. ويحتمل أن يكونوا قد أدركوا الى حّد ما أنّ مواصلة المقاومة أمام العواطف والمشاعر النبيلة للشعب الايراني ومساندة صدام لاتجلبلهم النفع من جهة، وتسبب زعزعتهم وتقبيح صورهم أمام شعوبهم من جهة أخرى. وقد ثبت خلال هذه ا لسنوات من الحرب المفروضة لأولئك ولجميع المؤسسات حتى التي كانت تدافع عن صدام بالأمس القريب، أنّ الشخص الوحيد الذي ارتكب كل هذالاعتداءات والجنايات والمجازر، وزعزعة الأمن في البحار، والهجوم على الطائرات المدنية، واستعما ل القنابل الكيمياوية، ومخالفة القوانين العالمية، ليس إلا صدام نفسه" وحزب ا لبعث" في ا لعراق. والكل يعلم كما أنّ اسرائيل تتابع مشروعها "من النيل الى الفرات" فإنّ صدام يتعقب سيادته على العرب والمنطقة وصيرورته شرطي الخليج الفارسي. برغم أنّ العديد لايجرؤون على التصريح بهذه الحقيقة. نحن نعتبر كل هذه الانتصارات في الميادين السياسية والعسكرية رهينة بهمة الشعب العالية وثبات المقاتلين الأبطا ل. نحن نعلن لدول المنطقة مرة أخرى أنّ الجمهورية الاسلامية وبرغم اقتدارها المتصاعد في الميادين السياسية والعسكرية وبرغم دعم ومساندة الجماهير المليونية، حيث نرى يومياً استعراضاً مهيباً لعشرات الفرق المتدربة منهم، لا تعتزم التوسع وغزو البلدان، بل تزمع على إقامةالعلاقات الودية مع الدول الاسلامية ودول المنطقة كافة، والعيش في أمن وسلام. ويجب أن يعلم العرب والدول الاسلامية، ودول الخليج الفارسي على وجه الخصوص أنّه لن يقرللمنطقة قرار أبداً مع وجود نظام فاسد ومثير للحروب كصدام. وما لبثت هذه الغدة القذرة في جسد دولة العراق المسلمة فسوف تحترق المنطقة أيضا بحمى الفوضى والأحداث والاضطرابات.
النقطة الًاخرى التي يجب أن ألفت اليها الشعب العزيز والمسؤولين المحترمين والمقاتلين الأبطال هي برغم أنّ النصر حليفكم في جميع جبهات القتا ل، وقد أقض ذلك مضاجع العفلقيين، لكنّ هذا لا يعتبر نهاية طريق الدفاع المقدس عن الدولة الاسلامية وصد المتجاوزين. أهيب بالمسؤولين وقادة الجيش والحرس والتعبئة مواصلة قتالهم الضاري ومقاومتهم الباسلة حتى سقوط صدام وأعوانه، وذلك بالاستفادة من إمكانياتهم المادية والمعنوية، وبالنظر الى التزلزل الشديد السائد على الجسد النخر للعراق في جبهات القتا ل، خاصة بعد الحرب الضروس في "ا لفاو", وأرجو سلبهم الأمان وعدم إجارتهم من خلا ل رص الصفوف والانسجام الكامل, وألا تؤدي نشوة النصر- لاسمح الله- الى التواني في التكليف أوعدم الدقة في البرامج. وأطلب بتواضع من هؤلاء المدافعين المنتصرين ألا يغفلواعن نصرة الحق والتوكل على الله العظيم "وما النَصُر إلّا من عِندِ اللهِ العزيزِالحكيمِ ". 1 ويجب أن يلتفت الشعب الايراني الكريم- الذي يعتبر نفسه مقيداً بأداء التكليف الالهي في جميع الميادين والدفاع عن منجزات الثورة- الى أنّ ملأ سوح الوغى بالقوات المتدربة والمستعدة للدفاع عن الاسلام وايران من أهم الواجبات الالهية على جميع الفئات والشرائح، بحيث لايحول أي شيءٍ أمام القيام بذلك. وبحمدالله قام الشعب ويقوم بهذا الواجب الشرعي المقدس على أحسن وجه. وقد شهد العالم هذه الأمواج المدوية من الناس المدركين للمسؤولية والمثقفين، إبتداءاً بعلماء الدين وانتهاءاً بطلاب المدارس والجامعات، بالاضافة الى العمال والفلاحين والكسبة والموظفين الخ. أقدم جزيل شكري لمسؤولي هذه القضية، خاصة الأعضاء المحترمين لهذا المهرجان الذين قرروا استثمار هذه الامكانيات الشعبية العظيمة عن طريق التخطيط المدروس وأطلب من الشعب العزيز إضفاء رونق على الجبهات
والقطعات الخلفية منها أيضاً، كي نرى نجاحاً متزايداً في أداء فريضة الدفاع الالهي بفضل ورعاية الله تعالى ودعاء المولى صاحب العصر والزمان - أرواحنا فداه - إلهنا! أنل شعبنا العزيز شرف الثبات والنصر الظاهر والباطن, وتفضل على جيشنا وحرسنا ومتطوعينا وسالكي طريق كربلاء ومجاهدينا ومسعفينا ومقاتلينا العارفين بالتوفيق والنصر والكرامة، وهبهم عزماً راسخاً وقامة ثابتة, وتفضل على عوائل الشهداء والمعاقين والأسرى والمفقودين بالصبر والأجر, أعد الأسرى والمفقودين الى أوطانهم, وشاف معاقي الثورة, واحشر شهداء نا الكرام مع شهداء الصدر الاول للاسلام, وصل وسلم ياربنا على صاحب الأمر ووارث الأرض بقية الله الأعظم - روحي فداه -.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج20، ص:31
1- سورة آل عمران، الأية 126