يتم التحميل...

الموضوع: تبجيل تضحيات الشهداء والعوائل الكريمة للشهداء والفدائيين‏

نداء

المخاطب: عوائل الشهداء والفدائيين‏

عدد الزوار: 172

التاريخ: 8 ارديبهشت 1365. ش/ 18 شعبان 1406. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المخاطب: عوائل الشهداء والفدائيين‏

بسم الله الرحمن الرحيم

قرة عيني الأعزاء، أيها الأبناء المحترمون للشهداء والمعاقين والأسرى والمفقودين - أيدهم الله تعالى -- لقد سمعت نداءكم. وإنّني أحييكم وأعتزّ بكم. وأي افتخار واعتزاز أسمى من أن نمتلك احتياطياً عظيماً متمثلًا بكم لمواصلة الثورة، حيث يذكرنا حضوركم في المجتمع في جميع الميادين الاسلامية والثورية والشعبية بشهامة وبسالة وتضحيات وإخلاص رجا ل كرام استطاعوا جعل الثورة والجمهورية الاسلامية مثمرة ببركة دمائهم الطاهرة, فرسخ اسم المجد والحرية والشرف على جبين ثورتنا منذ استشهادهم وتضحيتهم وأسرهم، من الخامس عشر من خرداد الى الآن. أنتم - أيها الشهود الصادقون والمذكرون بالعزم والارادة الثابتة والصلبة - أسمى قدوة لعباد الله المخلصين، حيث أثبتوا إطاعتهم وانقيادهم للحق تعالى بتضحيتهم بالدماء والأرواح, وجسدوا حقيقة انتصار الدم على السيف، وغلبة إرادة الانسان على الشيطان في ميداني الجهاد الأكبرمع النفس والجهاد الأصغر مع الخصم, ولم يشروا أنفسهم بثمن بخس ليصبحوا ألعوبة لزخارف الدنيا وبهارجها العابرة, بل ساوموا عليها بهمة شامخة فكان الباري جل وعلا هو المشتري لها، ليعطيهم أجرهم غير منقوص، ويجعل حياتهم خالدة 1، وهذا منتهى آمال العاشقين والمشتاقين وغاية آمال العارفين " يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم ". فهنيئاً لهؤلاء الشهداء أنسهم ومجاورتهم للأنبياء العظام والأولياء الكرام وشهداء صدر الاسلام! وهنيئاً لهم نعمةالرضاالالهي " ورضوانُ منَ اللهِ اًكبرُ " 2. والآن بقينا نحن وأنتم لنرث هذه الرسالة ونحمل هذه الأمانة. أعزتي، إنّني أحبكم وأعتبركم كأبنائي، وأدعو لكم باستمرار, وأطلب منكم كنصيحة أبوية أن تحملوا أعباء أمانة آبائكم المتمثلة بتراث العزة واقتفاء آثارهم, وأن تتقوا وتتورعوا وتعفوا, واجعلوا النظم يسود جميع مراحل حياتكم, وأقبلوا على دراسة العلوم واكتساب المعارف واستثمار المواهب الالهية المودعة فيكم بجدية تامة, ولاتكلّوا عن مكافحة الظلم والاستكبار والاضطهاد, واجعلوا شعاركم مرافقة أحباب الله ومعاداة أعدائه, ولاتنأوا بأنفسكم عن المعدمين والمستضعفين والمشردين، فنحن مدينون لهم، وقد كان الشهداء والمعاقين والأسرى والمفقودين من هذه الطبقة. وأؤكد عليكم أحبتي أن تتعاملوا مع أمهاتكم الثكلى بعطف وشفقة فإنّ " الجنةُ تحتَ اًقدامِ الامهاتِ " 3. وآخرحديثي معكم أن تفوا لهذه الجمهورية الاسلامية- ثمرة دماء آبائكم ما بقيت أرواح بين جنبيكم, وهيأوا أرضية ظهور منجي عالم البشرية وخاتم الأوصياء والأولياء بقية الله الأعظم- روحي فداه- بتصدير الثورة وتبليغ رسالة دماء الشهداء. وأوصي المسؤولين المحترمين في الجمهورية الاسلامية مرة أخرى- فهذه النصيحة والوصية دائمية- بأن يقدروا هذه النعم الالهية العظمية ولايجحدوها, وليعطوا الأولوية في الوقت الراهن والمستقبل البعيد لهؤلاء الأعزة ولمن ضحى بدمه وناضل في طريق الاسلام, وليتجنبوا التذرع وإيجاد العراقيل لأنّه يحول دون نموهم ورقي الشعب الايراني البطل. نسأل الله أن يهبنا توفيق الخدمة والاخلاص جميعاً, وأن يحفظ هذه الجواهر الثمينة من كيد ووساوس الشيطان. " إنّ ربّي قَريبُ مُجيبُ " 4.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي الخميني‏

* صحيفة الإمام، ج20، ص:37,36


1- إشارة الى الآية 111 من سورة التوبة.
2- سورة التوبة، الآية 72.
3- كنز العمال، ج 16، ص 461.
4- سورة هود، الآية 61.

2011-07-03