يتم التحميل...

الموضوع: دور ومنزلة (قوات التعبئة الشعبية)

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني وقوات التعبئة االباسلة

عدد الزوار: 154

التاريخ: 2 آذر 1367 هـ. ش/ 12 ربيع الثاني 1409 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المخاطب: الشعب الإيراني وقوات التعبئة االباسلة

بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك في أن تشكيل قوات التعبئة الشعبية في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كان من البركات والألطاف الإلهية التي منّ بها الله سبحانه على الشعب العزيز والثورة الإسلامية الإيرانية.

في خضم الأحداث المختلفة التي اعقبت انتصار الثورة لا سيما الحرب، نهضت المؤسسات والفصائل المختلفة بمهمة الدفاع عن البلد وصيانة الثورة الإسلامية، متفانية في الإيثار والتضحية والإخلاص والاندفاع نحو الشهادة. ولكن إذا أردنا حقاً اعطاء مصداق متكامل للإيثار والتضحية والإخلاص والعشق للإسلام ولذات الحق المقدسة، فليس هناك أصدق من قوات التعبئة و التعبويين.. التعبئة شجرة طيبة ونافعة ومثمرة يفوح من براعمها عبير ربيع الوصال وطراوة اليقين وحديث العشق.. التعبئة مدرسة العشق ومذهب الشاهدين والشهداء المجهولين حيث رفع أبناؤه من فوق مآذنه الشامخة آذان الشهادة والهداية.. التعبئة ميقات الحفاة ومعراج الفكر الإسلامي الطاهر، حيث حصل المتربون في أحضانه على الاسم والشهرة في السرّ والخفاء.. التعبئة لواء الله المخلص الذي وقّع بيان تأسيسه جميع المجاهدين من الأولين إلى الآخرين..

إنني اتفاخر دائماً بإخلاص وصدق التعبويين وأطلب من الله تعالى أن يحشرني مع أحبائي التعبويين. فما افخر به في هذه الدنيا هو أني أحد التعبويين.. انني أقول مرة أخرى لأبناء الشعب الإيراني العظيم ولكافة المسؤولين، بانه لمن السذاجة حقاً أن نتصور بأن نهبة العالم لا سيما أميركا والاتحاد السوفيتي، كفوا أيديهم عنا وعن الإسلام العزيز.. يجب أن لا نغفل لحظة واحدة عن كيد الأعداء. فالحقد والعداء للإسلام المحمدي الأصيل صلى الله عليه وآله وسلم يموج في كيان وطباع أميركا والاتحاد السوفيتي.. لا بد من التسلح بسلاح الصبر والإيمان الفولاذي لتحطيم أمواج الأعاصير والفتن، والتصدي لسيل الآفات.

إن الشعب الذي يحث الخطى على نهج الإسلام المحمدي الأصيل صلى الله عليه وآله ويناهض الاستكبار وعبادة المال والتحجرو القداسة الزائفة، يجب أن يكون جميع أبنائه من‏ التعبويين، وان يحرصوا على تعلّم فنون القتال، فالشعب العزيز والخالد هو الذي تتحلى الغالبية من أبنائه بالاستعداد العسكري المناسب لمواجهة المخاطر في اللحظات العصيبة.

باختصار، إذا ما خيمت أجواء الفكر التعبوي المؤنس على بلد ما، سيكون مصاناً من أطماع الأعداء والناهبين الدوليين، وإلا ينبغي توقع حادثة في كل لحظة. ولهذا يتحتم على (البسيج) مواصلة نشاطه كما في السابق بقوة واطمئنان. وان اكثر التشكيلات ضرورة اليوم تعبئه الطلبة الجامعيين وطلبة العلوم الدينية. فمن واجب طلبة العلوم الدينية وطلبة الجامعات الدفاع بكل قوة عن الثورة والإسلام انطلاقاً من مواقعهم، وينبغي لأبنائي التعبويين في هذين المركزين العلميين، أن يكونوا الحارس الأمين للمبدأ الخالد (اللا شرقية واللاغربية).

إن الجامعة والحوزة بحاجة اليوم إلى المزيد من الاتحاد والوحدة أكثر من أي موقع آخر. وعلى أبناء الثورة أن لا يسمحوا لأيادي أميركا وروسيا باختراق هذين الموقعين الحساسين مطلقاً. وان البسيج وحده القادر على تحقيق هذا الأمر الهام. كما أن التوجيه العقائدي للبسيجيين يقع على عاتق هاتين القاعدتين العلميتين. إذ ينبغي للحوزة العلمية والجامعة وضع الأطر الأصيلة للإسلام المحمدي الأصيل تحت تصرف البسيجيين كافة. كما يجب على بسيجي العالم الإسلامي التفكير بتشكيل الحكومة الإسلامية الكبرى وهو أمر ممكن، لأن البسيج لا يقتصر وجوده على إيران الإسلامية. فلا بد من تشكيل خلايا المقاومة في مختلف أنحاء العالم والتصدي للشرق والغرب.

لقد برهنتم خلال الحرب المفروضة بأن الإسلام قادر على فتح العالم بالإدارة الصحيحة والجيدة. وعليه يجب أن تعلموا بأن مهمتكم لم تنتهِ بعد، الثورة الإسلامية العالمية بحاجة إلى تضحياتكم. وان بوسع المسؤولين ومن خلال دعمكم ومساندتكم فقط البرهنة لجميع المتعطشين للحقيقة والصدق، بأنه بالإمكان تحقيق الحياة الكريمة المقرونة بالسلام والحرية، بمعزل عن أميركا والاتحاد السوفيتي إن تواجدكم في ميادين الصراع يؤدي إلى اجتثاث الجذور المعادية للثورة في مختلف المجالات.

انني أقبل أياديكم فرداً فرداً انتم طلائع التحرر، وأعلم بأنه إذا ما غفل المسؤولون عنكم فسوف يصطلون بنار جهنم الإلهية.

اؤكد مرة أخرى، ان الغفلة عن تشكيل جيش العشرين مليون، ستقود للسقوط في شباك القوتين العظمتين.

إنني اتقدم بالشكر لكافة قوات التعبئه لا سيما قادتهم الأعزاء، ولن أنسى صالح الدعاء لأبناء الإسلام الأوفياء هؤلاء.

اسأل الله تعالى أن يمنّ على شهداء التعبئه الأعزاء المجهولين بنعمة مجاورة أهل البيت - عليهم السلام -، وان يمن على المعاقين الأعزاء بالشفاء، وان يعيد الأسرى والمفقودين الأعزاء إلى وطنهم سالمين، وان يضاعف كل يوم من عظمة وشوكة هذا الوجود الشعبي المقدس، الذين‏ هم انصار الإسلام العزيز وأعوان حضرة بقية الله الأعظم- أرواحنا لمقدمه الفداء-. والسلام عليكم ورحمة الله.

2/ 9/ 1367

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج21، ص:180,178

2011-07-01