الموضوع: بيان المسؤوليات الخطيرة لعلماء الدين والحوزات العلمية
خطاب
الحاضرون: أعضاء الشورى المركزية لمديرية الحوزة العلمية في قم
عدد الزوار: 146
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: أعضاء الشورى المركزية لمديرية الحوزة العلمية في قم
بسم الله الرحمن الرحيم
... قوّوا الفقه، قوّوا مبادئ الفقه، ومثل هذا يستلزم دعوة الأشخاص اللائقين لهذا العمل، ليس من اللازم تشكيل حوزة من مئة شخص أو مئتين، فلتبدأ الحوزة بشخصين ثم تتكامل، عندما تكون لله فلايهمّ أن تكون من شخصين أو عشرة أشخاص أو مئة شخص، إن تحقق هذا الأمرهو المطلوب بحيث توجد حوزة علمية تكون فيها الجهات العلمية والأخلاقية قوية جداً وتعمل - في نفس الوقت على نشر العلم والأخلاق. أدعوالله تعالى أن يحقق أهدافكم ويؤيّدها إن شاء الله.
كما أطلب إليكم أن لا يصيبكم اليأس، فهذه الحوزة مرت بمراحل مختلفة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم كما ترون. ومما لاشك فيه أن هذا المجتمع لا يمكن ضبطه أو السيطرة عليه بالقوة والإكراه، بل باللين والنصيحة والأخلاق وأمثال هذه الأمور، وإني لأرجو التوفيق في هذا الشأن لكم ولأمثالكم ممن يقومون بهذا الأمر وبما أنه يجب أن لا أتحدث كثيراً بمحضر السادة الكرام أرجو العفو والمعذرة وآمل من الله السلامة لكم جميعاً.
وأخيراً اؤكد لكم بأنَّ هذا البلد بلدكم، والإسلام إسلامكم، وان علماء الدين هم سراة البلد الإسلامي، وأنَّ مسؤولية هذه الفئة - من كبار رجال الحوزة المجتمعين في هذه الغرفة الصغيرة - مسؤولية كبرى، فيجب عليهم حفظ هذه الأمانة الإلهية التي تسلّموها بأيديهم، ويستطيعون العمل من أجلها. وذلك بدعوتهم الناس إلى الإستقامة حيث ما حلّوا وارتحلوا، كما يجب عليهم أن لا يضعفوا أو يتكاسلوا في هذا الم جال. إن ما وصل إليه الوضع الآن هو نتيجة استقامة علماء الدين وابناء الشعب. واحتفظوا بهذا الشعب أيها السادة، وأنتم يا أئمة الجمعة مسؤوليتكم أكثر من غيركم في الحفاظ على هذا الشعب.
إنَّ ثورتنا لم تحقق كل اهدافها بعد، ولابد لها من ذلك، وآمل أن تحقق اهدافها. ولكن لا تجعلوا الناس ييأسون، تنطلق فئة تبث في الناس آية اليأس وتثبط عزائمهم. عليكم أن تقوّوا عزائم الناس، قوّوا قلوبهم كما هي عليه الآن قلوب شباننا والحمد الله حيث إن كل انسان حينما يراهم على ما هم عليه ولم يسايرهم، سيتحسر على عدم الالتحاق بهم. ويشهد الله أني عند ما أنظر إلى وجوههم المستبشرة وهم يتوجهون إلى الموت، أتألم لأني لست مثلهم. حفظهم الله لكم - إن شاء الله - وحفظكم لهم. وعليكم أن تدعوا الناس إلى الاستقامة، والتواجد في الساحة، إذ بتواجدهم يتحقق كل شيء. وأنتم ترون الآن أن الأوضاع قد تغيرت كثيراً، انها تتغير لصالحكم، أي لصالح الإسلام. أتمنى لكم جميعاً السلامة والتوفيق والسداد، وأسألكم الدعاء جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:11,10