الموضوع: تحمّل المصائب والمشكلات من أجل المحافظة على الإسلام
خطاب
الحاضرون: كمال خرّازي (المشرف على اللجنة الإعلامية للحرب)، أعضاء لجنة الاشراف على إقامة أسبوع ذكرى الحرب المفروضة
عدد الزوار: 123
التاريخ 18 شهريور 1363 هـ. ش/ 13 ذو الحجة 1404 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: كمال خرّازي (المشرف على اللجنة الإعلامية للحرب)، أعضاء لجنة الاشراف على إقامة أسبوع ذكرى الحرب المفروضة
بسم الله الرحمن الرحيم
الاقتداء بالرسول الكريم في تحمل المصائب
إن أهمّ ما في ثورتنا الإسلامية هو أنها قامت بأيدي أبناء الشعب، فالناس هم الذين ثاروا وهم الذين أوصلوا الثورة إلى الانتصار. ثار الناس وطردوا الشاه وأسقطوا النظام البائد، واستبدلوه بنظام إسلامي يعمل من أجل المستضعفين، فعليهم أن يقفوا بحزم إلى جانب ما قاموا به. إذ كلّما كان العمل كبيراً وعظيماً كان أعداؤه أكثر وأكبر.
إنَّ الأبواق الإعلامية إنما انطلقت اليوم ضد الإسلام، وضد إيران من أجل دفع إيران إلى المساومة والاستسلام. إنَّ ثورتنا عظيمة ولا تستند إلى أية قوة شرقية كانت أو غربية. أما الثورات التي تحصل في العالم فتستند إلى أحدى هاتين القوّتين. ولكن ثورتنا مستندة إلى الناس أنفسهم فعليهم أن لا يشكوا مما يتسبب عن هذه الثورة. إنَّ إيران تقف اليوم على قدميها فعليها إذاً أن تتحمل كل الصعوبات والمؤامرات.
إنَّ على شعبنا أن تضع النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمام ناظريه. لقد نهض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقام وثبت على مبدئه وتحمّل الصعوبات الكثيرة، تحمّلها في مكة وفي الحصار في شعب أبي طالب عليه السلام وفي المدينة بعد ذلك قضى حياته بالعذاب والمصاعب وحتى على فراش الموت نراه قد أصدر أمره ببعث جيش أسامة 1.
علينا إذاً أن نتحمّل مصائب ومؤامرات القوى الكبرى، نحن مكلفون بتنفيذ الأوامر الإلهية، وعلينا أن لا نخشى المصاعب. هل تراجع النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمام الصعوبات التي اعترضته؟ هل خضع للمساومة والاستسلام؟، فعلينا نحن الذين نواصل عمل الأنبياء والنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، أن نثبت ونقاوم، حتى يستقر الإسلام وتتحقق العدالة وترفع عنا أيدي الظالمين. الناس على عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه قد قاوموا ولم يبالوا بالصعوبات حتى انتصروا، ونحن عند ما دخلنا هذا الميدان وصمّمنا على القيام بهذا العمل العظيم علينا أن نتحمّل كل ما يعترض سبيلنا من عقبات.
على الشعب أن يعلم بأنه قام بعمل عظيم وأن عدوّه لا يتورع عن أي سعي لدحره. لذا ينبغي له الثبات والاستقامة من أجل الحرية والاستقلال. لو مددنا أيدينا نحو الأمريكان أو السوفيت، لعاش شعبنا في رفاهية ولكن شعبنا لا يريد هذا، إذاً علينا تحمّل هذه المؤامرات قلَّت أو كثرت. لقد تصوّرا في بداية الحرب أن الأمر سيحسم في أيام معدودات، لكنهم اليوم يرون أن الأمر ليس كذلك فالجمهورية اليوم مستقرة وثابتة. العالم كله اليوم يتطلع الى إيران، الصديق منهم والعدو، ليروا ماذا تفعل إيران. فإيران سابقاً لم تكن في نظرهم شيئاً إذ كان فيها الشاه وهو عميل لأمريكا متي شاءت قالت له اذهب ومتى شاءت قالت له ابْقَ. أما اليوم فالسوفيت والأمريكان لا قدرة لهم على توجيه مثل هذا القول إلى عامل إيراني بسيط.
إنَّ العالم يواجه اليوم مثل هذا الشعب الشجاع الذي وقف مقابل المؤامرات كلها وسار نحو الأمام وقام بواجباته على أحسن وجه. لو رأيتم أن طائرة تختطف هنا، فان هذا الأمر يحدث في أمريكا ومختلف انحاء العالم كثيراً. إنَّ اختطاف طائرة ليس أمراً صعباً إذ يقوم شخص بيده سكّين وأحياناً بدونها ثم يصرخ ويزعق فيستجيب له الطيّار حفاظاً على أرواح المسافرين ظنّاً منه أنه صادق في تهديده. الدنيا اليوم دنيا الهرج والحرب والتفجيرات وإختطاف الطائرات، وإيران أكثر من أي بلد في العالم استقراراً وثباتا. من الممكن أن بعضهم لا يرون هذه الأشياء ويقولون في أنفسهم: حسناً يجب أن نتعايش مع القوى العظمى. على هؤلاء أن يعلموا أن المساومة اليوم تعني الانهيار والتلاشي إلى الأبد... و دفن الإسلام إلى الابد. يجب أن يقف الناس بقدم ثابتة وعزم راسخ أكيد للدفاع عن الإسلام والوطن وأن لا يخشوا المؤامرات فلو تراجعنا قليلًا لوجب علينا أن ننفض أيدينا من الإسلام لكنَّ واجبنا عكس هذا.
الشعب ثار وعليه حماية ثورته. عليهم أن يأخذوا بنظر الاعتبار الأنبياء والنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وإبراهيم (عليهم السلامة جميعاً) ويتأسوا بهم وينعموا النظر في المعارضات التي واجهوها وليجدوا أنهم لم يتخلّوا عن أهدافهم، فإن كنا نحن المسلمين نسير على خطاهم ونقتفي آثارهم ليس فقط بإقامة الصلاة والعكوف في المساجد بل بالجهاد والنضال من أجل حفظ أساس الإسلام، فعلينا الثبات إلى الأبد والتقدم نحو الأمام.
لقد أحكم الشعب موقفه تجاه الحرب أكثر فأكثر وأدّوا واجبهم نحو (أسبوع الحرب) بأفضل ما يكون. أيدكم الله وأنتم منصورون في الدنيا والآخرة. إنَّ انتصاركم انتصار نموذجيّ، قاوموا وأثبتوا لأنَّ انتصاركم إنما هو انتصار على القوتين العظميين. الانتصار على قوة بتأييد قوة أخرى ومساندتها ليس أمراً مهمّاً، عليكم أن تقفوا في وجه القوتين معاً. على الشعب أن يقف في وجه القوتين، وقد وقف وسيقف فيما بعدُ ولا يخشى أي شئ. إنَ صداماً يتخبط هذه الأيام في أقواله وأفعاله. لا ينام ليله. يقول دائماً: لو هاجمتنا إيران فسنضرب جزيرة خرج. لو حصلت له القدرة ولو للحظة واحدة لسوّى جزيرة خرج بالتراب ولكنه لا يمتلك القدرة على ذلك. أتمنى لكم التوفيق وأن يبتنى إعلامكم على الصدق وأعمالكم على الصفاء والصدق، وأن تأخذوا مصالح إيران بنظر الاعتبار دائماً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:52,50
1- بحار الانوار، ج 27، ص 32.
2011-06-25